انتقد حزب العمال بعض التصريحات الإعلامية الأخيرة التي استهدفت الأمينة العامة للحزب ومرشحة الانتخابات الرئاسية ل17 أفريل القادم، السيدة لويزة حنون. ووصف إطارات الحزب بعض الكتابات الصحفية ب “الانحراف الخطير”، الرامي إلى تحريف مواقف الحزب وزرع الفتنة في البلاد في مثل هذا الوقت الحساس جدا. وعبّرت قيادة الحزب عن تمسّكها بحق الرد واللجوء إلى العدالة؛ على اعتبار أن ما ورد عبر صفحات إحدى الجرائد، خارج عن إطار المهنية، وهو بمثابة إعلان حرب، ومؤشر عما ستكون عليه الحملة الانتخابية القادمة. خلال مؤتمر صحفي طارئ عُقد أمس بالمقر الوطني للحزب بالحراش، وصف كل من جلول جودي ورمضان تعزيبت ما كتبته مديرة يومية الفجر، ب “الجنوح السياسي”، الرامي إلى المساس بالمسار التاريخي للحزب ورئيسته، المعروف عنها نضالها السياسي الطويل من أجل بسط الديمقراطية في البلاد، واصفين ما نشرته الجريدة بغير البريئ، خاصة مع إعلان كاتبة المقال عن تأييدها لأحد المرشحين لرئاسيات أفريل القادم. وفسحت الأمينة العامة للحزب المجال واسعا لقيادات حزبها، للرد على الإعلامية المذكورة آنفا؛ على اعتبار أنها لم تستهدف شخص لويزة حنون فقط، بل الحزب وكل إطاراته، الذين فضلوا الدفاع عن حزبهم ومواقفه الثابتة والمشكَّك فيها عبر المقال. وتؤكد لويزة حنون أن التهم التي استهدفتها لا أساس لها من الصحة؛ على اعتبار أنها ليست مليارديرة، وأن رئاسة الجمهورية لم تجمع لها التوقيعات ولا حتى لبوتفليقة نفسه. كما نفت دعوتها لقمع الحريات، معبّرة عن احترامها لكل المواقف المعلن عنها، سواء تلك المؤيدة لبوتفليقة أو المعارضة له، أو تلك الداعية إلى مقاطعة الانتخابات أو الامتناع أو المساندة.. وفي هذا السياق، عارضت لويزة حنون وبشدة، دعاة “المرحلة الانتقالية”، مشيرة إلى أن الجزائر طبّقت هذا المقترح خلال فترة انتقالها من نظام الحزب الواحد إلى ما سمتها مرحلة “الديمقراطية المزعومة”، والتي أدخلت البلاد في دوامة العنف، معتبرة اللجوء إلى مثل هذه الهياكل مصادرة لسيادة الشعب. وضربت مثلا بما آلت إليه الأوضاع في اليمن وسوريا والعراق وليبيا بسبب مجالسها الانتقالية، التي أوصلتها إلى طرق مسدودة، وفتحت أبواب الفوضى على مصراعيها، وهو ما يؤكد تضيف المتحدثة - أن هذه الأطروحة خطيرة، وأن بلادنا لسيت بحاجة إليها؛ لأننا في مرحلة أخيرة، سيقرر من خلالها الشعب مصيره. من جانب آخر، قالت لويزة حنون إن المجلس الوطني للحزب سيجتمع في الساعات القليلة القادمة، بحضور أعضاء اللجنة المركزية وأمناء المكاتب الولائية واللجان الدائمة، لتوزيع المهام والمسؤوليات؛ تحضيرا للحملة الانتخابية التي جهّز لها من خلال برنامج قائم على أفكار ومواقف واضحة، ترتكز أساسا على القضايا الاقتصادية، التي اعتبرتها المتحدثة مفصلية في برنامج الحزب، الذي سيخوض معركة لن يكون للسب والشتم فيها مكان، بل برامج وإشادة بالمكتسبات التي تحققت، والتي ساهم فيها حزب العمال من خلال الدفاع عنها والمرافعة من أجلها. وعن اقتراع 17 أفريل القادم، دعت الأمينة العامة لحزب العمال إلى ضرورة توفير كل شروط النزاهة والشفافية والديمقراطية، محمّلة القيادة الحالية للبلاد مسؤوليتها الكاملة فيما يتعلق بالحفاظ على السيادة الوطنية واستقرار البلاد، مطالبة المسؤولين عن مختلف القطاعات بالاستجابة، وتجسيد مختلف المطالب المرفوعة حاليا، وتعبيد الطريق أمام الممارسات الديمقراطية المقبلة.