بانطلاق الحملة الانتخابية الرئاسية، تكون الكرة قد حطت بملعب الهيئة الناخبة، التي يتوجب عليها أن تحسن فنون اللعبة السياسية في هذا الاستحقاق الذي وصفه القاصي والداني بالمصيري، بالنظر إلى الظروف التي تميز محيط الجزائر سياسيا وأمنيا واجتماعيا. والانتخاب في نهاية المطاف هو اختيار مسؤول للبرنامج الذي يقدر أنه الأفضل لخدمة الأمة ومصالح شعبها ورفاهية مواطنيها لأنهم هم من يبايع -إذا صح التعبير- من يفوضه أمره في القضايا الحياتية المشتركة طيلة العهدة الرئاسية. ولا أخال أحدا يرهن نفسه لبرنامج فيه من العيوب والنقائص ما يعكر صفو حياته وحياة أبناء وطنه أو يهمل برنامجا فيه من الخير للبلاد والعباد ما يستجيب لتطلعات الشعب كان من كان صاحب هذا البرنامج من ذوي القربى أو الصحبة لأن من يفعل ذلك يكون قد استبدل الذي هو أدنى بالذي هو أعلى. والعزم كل العزم معقود على المواطن المدعو للاقتراع يوم 17 أفريل لاختيار الأجدر بحكم البلاد لأنه اكتسب من التجربة في عمر الديمقراطية الفتية ما يحول دونه ودون الشعارات الرنانة والوعود المعسولة غير القابلة للتجسيد، بل بالعكس قد تزيد ظروفه الصعبة صعوبة ومشاكله تعميقا، ويكون بذلك قد أثبت عجزه عن اكتساب ثقافة سياسية يميز بها الغث من السمين. فالكرة التي رمي بها إلى ملعب الناخب عليه أن يردها يوم الاقتراع إلى من يقع عليه الاختيار بكل حرية وإحساس بالمواطنة التي بها تتجسد سيادة الشعب التي يمارسها باسمه من يختار لقيادة البلاد في الفترة القادمة المليئة بالتحديات الداخلية والخارجية.