«قحط الكتروني” في المعلومات المتعلقة بالحملة الانتخابية لرئاسيات 17 افريل 2014، ذلك ماخرجنا به عبر جولة في محركات البحث محاولة لايجاد موقع رسمي للمترشحين للانتخابات الرئاسية. ولولا الاستثناء الذي صنعته مداومة المترشح عبد العزيز بوتفليقة، بوضعها لموقع جد ثري ومحين، لقلنا بأن الانترنت في الجزائر مازال بعيد المنال، بالرغم من أن هذه السنة شهدت نقلة نوعية بدخول تقنية الجيل الثالث للهاتف النقال حيز الخدمة، فأين الخلل؟ ما يبدو من خلال ماسجلناه في بحثنا أن ثقافة التواجد عبر شبكة الانترنت مازالت لم تترسخ بعد لدى الكثير من المسؤولين السياسيين، بالرغم من أهمية هذا الفضاء في توصيل المعلومة للجمهور وكذا التواصل معه. فاللقاءات الجوارية والتواصل المباشر مع الناس بأهميته، لايغني اليوم عن فتح مواقع إلكترونية تعطي المعلومة في وقتها، وتسمح بالتفاعل عن بعد مع كل فئات المجتمع لاسيما الشباب منهم. ففي جولة عبر الشبكة العنكبوتية، سجلنا غيابا ملفتا للانتباه للمترشحين لرئاسيات 17 أفريل باستثناء المترشح عبد العزيز بوتفليقة الذي خصص له موقع رسمي خاص بالانتخابات الرئاسية 2014. تخلف واضح بدا لدى المترشحين الخمسة الباقين في استخدام أداة العصر الاتصالية لشرح مواقفهم وعرض برنامجهم الخاص بالحملة الانتخابية واستعراض أهم الأفكار التي يطرحونها من أجل إقناع الناخبين بالبدائل التي يقترحونها لإحداث التغيير الذي كثيرا مايرددونه في خطاباتهم. فبالاستعانة بمحركات البحث، اكتشفنا أن المترشح الوحيد الذي استحدث موقعا له ولحملته خاص بالانتخابات الرئاسية ل17 افريل 2014 هو المترشح بوتفليقة، فيما اكتفى الآخرون بصفحات على الشبكات الاجتماعية، التي وإن كانت مهمة وتنم عن وجود رؤية تفاعلية مع المتصفحين لهذه المواقع، فإنها لايمكن أن تحل محل الموقع الرسمي الذي يعد أداة ومصدر معلومات لاسيما للعاملين في حقل الاعلام والاتصال داخل وخارج الوطن. ويدل هذا على عدم الاهتمام الذي يطبع تعامل المترشحين مع الانترنت، في وقت عرفت فيه الجزائر مستجدا هاما في هذا المجال وهو دخول شبكة الجيل الثالث للهاتف النقال حيز الخدمة، مما سمح بتحسين الربط بخدمة الانترنت وتسهيلها وتسريع وتيرتها، وبالتالي ضاعف عدد مستخدميها خاصة من فئة الشباب. وحتى المواقع الخاصة بالأحزاب التي ينتمون إليها –إن وجدت- لم يتم استخدامها بهدف إثراء العمل السياسي للمترشحين لاسيما في هذا الموعد الانتخابي الخاص. وأمام هذا “القحط” في المعلومة التي تخص خمسة مترشحين للرئاسيات على الانترنت، فإن الاستثناء الذي أكد القاعدة كان موقع المترشح عبد العزيز بوتفليقة، الذي خصصت مداومته الانتخابية موقعا شاملا يضم كل النشاطات ذات العلاقة بحملته كتابة وصوتا وصورة، إذ يضم الموقع فضلا عن تغطية بالصور لتجمعات مدير الحملة، السيد عبد المالك سلال، وفي وقت حدوثها عبر نشر أهم محاور الخطاب، مثلما تم أمس بالنسبة لتجمع البليدة وباللغتين العربية والفرنسية، راديو يبث أغاني عن الجزائر وبرامج تتحدث عن انجازات الرئيس المترشح، إضافة إلى فيديوهات تعرض أهم مايتعلق بالمترشح سواء الانجازات أو الخطابات أو التجمعات والنشاطات التي تتم في الحملة الانتخابية وكذا أخبار عن مجرياتها يتم تحيينها يوميا. والسؤال المطروح بعد هذه الجولة الالكترونية المخيبة لآمال مستخدمي الشبكة، لم هذه الاستهانة بوسيلة اتصالية هامة من طرف مترشحين أغلبهم سبق لهم وأن شاركوا في استحقاقات انتخابية ومن المفروض أنهم يدركون أهمية مثل هذه التقنيات الجديدة التي أصبحت لغة العصر الراهن؟ فكيف يمكن التحدث إلى مجتمع يتغير ويتطور في حين يعجز هؤلاء عن مواكبة ذلك وهم يحاولون إقناع الناخبين بأنفسهم وببرامجهم؟