تباين استعمال مترشحي الرئاسيات الستة للانترنت كوسيلة للاتصال والدعاية الانتخابية، حيث وفق البعض في استعمال التكنولوجيات الحديثة والترويج لبرامجهم من خلال مواقعهم على الشبكة بينما غابت هذه الوسيلة رغم أهميتها لدى مترشحين آخرين فضلوا الوسائل الإعلامية الكلاسيكية للاتصال ودعوة المواطنين للانتخاب. وقد اتضح من خلال الاطلاع على مواقع مختلف المترشحين للرئاسيات أن استعمال الانترنت كوسيلة للترويج للرئاسيات يبقى محدودا جدا بالنسبة لبعض الأحزاب رغم اقتراب موعد الحملة الانتخابية التي تنطلق بعد غد الخميس وتحديد عدد التجمعات والمهرجانات الشعبية التي ستنظم عبر مختلف مناطق الوطن وذلك عكس بعض المواقع التي وفرت مختلف المعلومات التي يرغب المواطن في الاطلاع عليها باستعمال أدوات الاتصال الجديدة. ومن بين المواقع التي يجد المتصفح لها ما يرغب في الاطلاع عليه هناك موقع المترشح الحر السيد عبد العزيز بوتفليقة فقد ظهر بشكل متميز حيث يجد المتصفح للموقع كل ما يتعلق بالمترشح بداية من سيرته الذاتية إلى الحصيلة التي تم تحقيقها في العهدتين والآفاق المستقبلية بالإضافة إلى برنامجه الانتخابي والأجندة الانتخابية وكل التواريخ المتعلقة بالتجمعات التي سينشطها والتنقلات خلال الحملة الانتخابية التي ستدشن بعد يومين والتي ستشهد حسب الموقع تنظيم أكثر من ثمانية آلاف تجمع ومهرجان شعبي سيتم تنظيمها عبر 1541 بلدية ومختلف الأحياء، كما لم يغفل الموقع أيضا أرشيف تجمعات رئاسيات 2004 وكل ما يتعلق ببرنامج المترشح الذي يتمحور حول الاستمرارية واستقرار البلاد.. من جهته استوفى موقع حزب الجبهة الوطنية الجزائرية التي رشحت رئيسها السيد موسى تواتي للرئاسيات كل الشروط مثلما يوضحه الموقع حيث تضمنت الصفحة الرئيسية صورة المترشح وتصريحه الذي أكد على أن الجزائريين سيذهبون للاقتراع، إلى جانب دعوتهم دون استثناء إلى الالتقاء على حب الوطن والاستعداد للدفاع عنه وتوجيه نداء لهم للانتخاب وإسماع الصوت عبر صناديق الاقتراع بالإضافة إلى نداء خاص للشباب كما أعلنت "الافانا" على موقعها تنشيط مرشحها 37 تجمعا شعبيا والنزول إلى 400 بلدية كما تم عرض برنامجه الانتخابي والهدف منه ومحاوره وأولويات عمل الحزب. ومن جهته وعلى الرغم من حداثة تجربته كمرشح حر للرئاسيات وفق السيد محمد السعيد والقائمين على حملته في إنشاء موقع على الانترنت يمكن مستعملي هذه الشبكة من التعرف أكثر على هذا المترشح وسيرته الذاتية حيث تضمن الموقع كل هذه المعلومات مرفوقة بصورة المعني في الصفحة الرئيسية وتاريخ إعلانه الترشح والتفاصيل المتعلقة بذلك، كما تم وضع البرنامج الانتخابي وشعار الحملة الانتخابية وكل المعلومات الخاصة بالمداومة لتسهيل الاتصال للراغبين في ذلك وبعض الكتابات والمقالات الصحفية وصور المترشح الذي فتح المجال للإجابة على أسئلة المواطنين عبر الانترنت. وعلى العكس من هؤلاء لم نتمكن من الحصول على أدنى المعلومات على موقع حزب العمال باستثناء عبارة "لويزة حنون هي مترشحة الحزب للرئاسيات"، فرغم أنها تخوض تجربة الرئاسيات للمرة الثانية فإن موقعها لا يقدم المعلومات المطلوبة على شبكة الانترنت خاصة مع اقتراب موعد الحملة الانتخابية حيث أشار القائمون على الموقع إلى أنهم قرروا تحديثه لتزويد الزوار بكل ما يرغبون فيه. أما موقع حزب عهد 54 فلا يقدم أي معلومة للزائر، فباستثناء عبارة "كلنا مع فوزي علي رباعين" باللغتين العربية والفرنسية فلا يحصل متصفح الموقع على أي معلومة لأن الموقع كان مقررا أن يكون جاهزا السبت الماضي الموافق ل14مارس لكن ذلك لم يحدث كما اتضح عندما حاولنا تصفحه. ولم تخرج حركة الإصلاح الوطني عن هذه القاعدة حيث لا يزال حسبما صرح مدير الحملة الانتخابية لمرشحها جهيد يونسي قيد الصيانة وأنه سيكون جاهزا لاحقا، ويتضح من ذلك أن هناك أحزابا سياسية ورغم أنها مقبلة على انتخابات هامة لا تزال بعيدة عن الاتصال بالطرق الحديثة وتجهل حتى عناوينها على الانترنت لأنها تركز في الترويج لبرامجها الانتخابية على تنشيط التجمعات والمهرجانات الشعبية داخل القاعات المغلقة أو التجمعات إضافة إلى توزيع المنشورات، فالمتصفح لتلك المواقع يدرك أنها لا تراهن بشكل كبير على الانترنت ويتضح ذلك من خلال المعلومات الشحيحة عن الانتخابات والبرامج التي يخوض بها مرشحوها الاستحقاقات الرئاسية.