أصبحت الرئاسيات الأمريكية مثالا يحتذى به على عدة أصعدة. واقتداء بالحملة الانتخابية التي أحدثت ثورة جديدة في العمل السياسي وانقلاب في العلاقات بين المترشح والناخب، التفت المترشحون بالجزائر إلى نهج أوباما وساركوزي، من خلال استعمال الانترنيت كإحدى أهم وسائل الاتصال والتواصل وتنشيط الحملة في فضاءات افتراضية هي أقرب وأنجع طريق للوصول إلى الناخبين وعرض أفكارهم، برامجهم عليهم أو حثهم على الانتخاب يوم التاسع أفريل القادم، وهذا ما لمسناه لدى معظم المترشحين لرئاسيات 2009 وهذا باعتماد مواقع إلكترونية خاصة بالانتخابات. الخطوة الجديدة في بلادنا والمتداولة منذ مدة في البلدان الغربية، تعتبر تطورا نوعيا وملحوظا في الفعل الانتخابي في الجزائر ودمقرطة وسائل الاتصال الحديثة.. فن خلال متابعة جديد المترشحين لوحظ ايلائهم اهتماما كبيرا للجانب الإعلامي والدعائي للاستحقاق الرئاسي، حيث أدخل معظم المترشحين تكنولوجيا الانترنيت في أبجديات التواصل مع المواطن. وحسب ما توفر للبلاد من محيط مداومة المترشح المستقل عبد العزيز بوتفليقة، فإن القائمين على إدارة حملته كانوا السباقين لإنشاء موقعين رسميين للرئيس المترشح. المتصفح للموقعين يلحظ بسهولة الجودة العالية للموقع الالكتروني وكذا التحيين اليومي للأخبار وما يتعلق بالمترشح الرئيس، بداية بالتعريف الشامل والوافي ببوتفليقة وصولا للبرنامج الانتخابي وأجندة تحركاته والتجمعات التي ينوي تنشيطها خلال الحملة الانتخابية. في نفس الإطار، نجد كل من محمد السعيد ولويزة حنون قد أوليا عناية لإنشاء مواقع الكترونية خاصة لتفعيل التواصل بين الجمهور العريض دون الاقتصار على الوسائل التقليدية، مثل التجمعات الشعبية واللقاءات الجوارية والملصقات الجدارية. إقدام المترشحين لرئاسيات 9 أفريل القادم على الاهتمام بتكنولوجيا الانترنيت عبر إنشاء مواقع الكترونية خاصة بهم، يعتبر خطوة إيجابية رغم أنها تبقى محتشمة ولم تنل الاهتمام المطلوب من طرف رجال السياسة في بلادنا، وهذا ربما لعدة أسباب كحداثة التجربة أو محدودية الشريحة المخاطبة، بالنظر للانتشار الضعيف لشبكة الانترنيت، رغم الطفرة الالكترونية والارتفاع المطرد لنسبة التغطية في السنوات الأخيرة الماضية. ورغم هذا الاهتمام بوسائل الاتصال الحديثة والسريعة من طرف المترشحين لرئاسيات أفريل القادم، إلا أن الكثير من المتتبعين يخشون أن تكون مجرد مسايرة للموضة وما يجري في الضفة الأخرى، خاصة بعد التجربة الأمريكية في الانتخابات الرئاسية السنة الماضية وما تداولته وسائل الإعلام حول المترشح الديمقراطي باراك اوباما، الذي حقق انتصاره الانتخابي بفضل الحملة الانتخابية الالكترونية، أي عبر الانترنيت. فهل التجربة الأمريكية أغرت مرشحينا..السؤال يبقى مطروحا إلى أن يثبت العكس.