كثف وزير الخارجية الأمريكية، جون كيري، من تحركاته الدبلوماسية إلى منطقة الشرق الأوسط، ضمن محاولة لإنجاح مساعيه الرامية الى إنقاذ مسار سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين يوشك على الانهيار مع اقتراب انتهاء مهلة التسعة أشهر المحددة لمفاوضات السلام في ال29 أفريل القادم. وحل جون كيري بالعاصمة الأردنية عمان، حيث التقى أولا بالعاهل الأردني، الملك عبد الله، قبل لقائه الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، كما أجرى اتصالا هاتفيا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو. ويحاول رئيس الدبلوماسية الأمريكية جاهدا خلال هذه الزيارة تقريب وجهات النظر بين الأطراف المعنية بمفاوضات السلام التي اصطدمت بتهديدات إسرائيلية رافضة للإفراج عن الدفعة الأخيرة من الأسرى الفلسطينيين المتفق على إطلاق سراحهم مقابل إطلاق العملية السلمية بالرعاية الأمريكية شهر جويلية الماضي. وقال مسؤول فلسطيني لم يكشف عن هويته أن الرئيس عباس رفض الدخول في محادثات حول اتفاق الإطار النهائي الذي عرضه كيري لتسوية القضية الفلسطينية قبل الإفراج عن هذه الدفعة المقرر يوم السبت القادم. وهو ما دفع بكيري مجددا للاستنجاد بالملك عبد الله على أمل ممارسة مزيد من الضغوط على الطرف الفلسطيني لحمله على تقديم تنازلات منها قبول المقترحات الأمريكية لتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ضمن مسار سلام طال أمده وأثبتت التجارب السابقة أنه لا جدوى منه في ظل استمرار تعنت إدارة احتلال ترفض أصلا إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. وكشفت زيارة كيري إلى عمان عجز هذا الأخير عن إقناع حكومة الاحتلال على الإيفاء بالتزاماتها على الأقل فيما يتعلق بالإفراج عن الدفعة الأخيرة من الأسرى الفلسطينيين كما تم الاتفاق عليه مسبقا، بدليل أن مصادر إعلامية إسرائيلية أكدت أن الإدارة الأمريكية يمكن أن تلجأ إلى أن تقترح على إسرائيل إطلاق سراح جونتان بولار العميل الذي حكمت عليه العدالة الأمريكية بالسجن المؤبد بعد إدانته بالتجسس لصالح إسرائيل. وهو ما يؤكد أن الإدارة الأمريكية وبدلا من أن تقوم بلعب دور الوسيط وجدت نفسها في مأزق وضعتها فيه إدارة احتلال غير مستعدة على تقديم أي تنازلات بل أنها تصر على خروقاتها وانتهاكاتها لمسار السلام الذي لا تفوت فرصة لتقويضه وإفشاله. وآخر ضربة إسرائيلية لهذا المسار إعلانها قبل يومين عن بناء أكثر 2300 وحدة استيطانية جديدة بالضفة الغربية في خطوة أدانتها بشدة الدول الغربية الذي أكد بأنها غير شرعية وأكثر من ذلك تقوض الثقة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، كما تهدد قابلية تطبيق حل الدولتين التي تنادي به كل المجموعة الدولية لتسوية صراع هو الأعقد والأقدم في العالم أجمع.