حذر مختصون وجراحون من الخطر المحدق بعدد كبير من المصابين بداء السكري بسبب تعرضهم لمضاعفات وتعقيدات مختلفة، وتحديدا تلك المتعلقة بقرحة قدم السكري، مؤكدين أنه من بين 200 ألف مصاب بداء السكري يتعرض 10 إلى 15 بالمائة لبتر الرجل، ودعوا مؤخرا بمناسبة انعقاد الملتقى الوطني الثامن حول التكفل بقدم مريض السكري إلى ضرورة توعية المريض، وتكوين الأطباء حول سبل التكفل الأمثل بقدم المريض. كان من بين أهم الانشغالات التي طرحها المختصون المشاركون بالملتقى إشكالية غياب التكفل الجاد ببعض المضاعفات التي يطرحها مرض السكري، المتمثلة أساسا في قرحة قدم مريض السكري، بدليل يقول رئيس الفيدرالية الجزائرية لجمعيات مرضى السكري، نور الدين بوسة، غياب أجنحة متخصصة على مستوى المستشفيات تضمن التكفل الشامل بكل ما يتعلق بقدم المريض لتجنب بترها، وبالنظر إلى الارتفاع الكبير للمصابين بالسكري تظهر الحاجة إلى التكفل الأمثل بمضاعفات المرض، التي تعرف انتشارا كبيرا ومن أهمها مختلف الأمراض التي تصيب رجل مريض السكري، وعلى الرغم من توفر الأدوية إلا أن هذا غير كاف، كون العمل التحسيسي للمرضى لا يزال ضعيفا بالنظر إلى الأعداد الكبيرة من المرضى، الذين تبتر أرجلهم سنويا، من أجل هذا يضيف: ”نؤكد على التوعية والإسراع لاكتساب سبل الوقاية لتفادي التعقيدات عن طريق التواصل المباشر مع الطبيب، وتشجيع المتابعة الذاتية لبناء حاجز بين المريض والتعقيدات”. وحذر رئيس الفيدرالية المرضى من الاعتماد على سبل العلاج التقليدية، التي يدعي البعض من العشابين أنها تقضي على المرض نهائيا وقال: ”المرضى مدعوون إلى الابتعاد عن الطب البديل الذي يسرع ظهور مضاعفات داء السكري”. من جهته، قال الدكتور بوعياد مختص في مرض الشريان بمستشفى وهران، إن قرحة قدم السكري تعد واحدة من أخطر المضاعفات التي تصيب مريض السكري، وما يغفله بعض المرضى هو أن تقرحات قدم السكري قد تودي بحياة المريض نتيجة عدم العناية بها، لذا فإن المريض مدعو إلى أخذ الحيطة والحذر من خلال العناية الجيدة بالقدم، لا سيما وأنه لا يشعر بأي نوع من الألم على مستوى القدمين، من أجل هذا يغفل العناية بقدميه الأمر الذي يجعله عرضة للمضاعفات. وفي رده على سؤالنا، حول المرضى الذين يتم بتر أرجلهم، قال إن الإحصائيات تشير إلى أن مليون ونصف مليون مصاب بالجزائر يتعرضون لاحتمال الإصابة بمرض تقرح قدم السكري و50 بالمائة منهم يتم بتر أرجلهم، وهذا راجع إلى قلة وعي المريض من جهة بتدابير الوقاية، ناهيك عن افتقار الطبيب للتكوين في مجال التكفل بقدم مريض السكري. ويعتبر الدكتور بوعياد أن من أهم أسباب مضاعفات الإصابة على مستوى القدم هو الحذاء بالدرجة الأولى فتعقيدات المرض تجعله يفقد الشعور بالألم على مستوى الأرجل، فإن لبس حذاء ضيقا مثلا لا يشعر حتى يكتشف التعفن، لذا في كل مرة نؤكد على وجوب تعلم المريض كيفية التكفل الذاتي بقدمه، إلى جانب التواصل المستمر مع الطبيب المختص في قدم السكري. من جهته طرح، البروفيسور كريم شاعو، جرّاح بمستشفى بني مسوس إشكالية إصابة القدم التي تقود إلى عملية البتر. وعلى مستوى المستشفى فإن الإحصائيات تشير إلى أن من 15 إلى 20 بالمائة من المرضى تبتر أقدامهم ”وهذا الرقم بالنسبة لنا كأطباء كبير”. وحول ما إذا كانت هنالك إمكانية لحماية قدم مريض السكري من البتر، أكد الدكتور كريم أن الإمكانية موجودة بتوعية الأطباء وعمال الصحة وخصوصا المريض الذي يفتقر إلى الوعي الكافي للتكفل بمرضه هذا من ناحية، ومن جهة أخرى نجد أن وزارة الصحة لم تعط اهتماما كبيرا لقدم مريض السكري كمرض قائم بذاته يحتاج إلى مختصين، وحول الدواء الذي طرحته المخابر الكوبية، يرى البروفيسور كريم أنه يفيد في المراحل المتقدمة لقرحة القدم، أما بالنسبة للوضعيات المتقدمة من التعفن فلا مفر من بتر الرجل. ما يحتاج إليه المريض الذي يصاب بقرحة قدم السكري، هو تكوين أطباء مختصين في التكفل برجله، ومن ثمة المطلوب من وزارة الصحة التأكيد على التكوين ليكون تخصصا قائما بذاته.