2 مليون دينار قبل البتر، 4 إلى 5 ملايين أثناءه و2 مليون أخرى بعده أي ما يعادل 9 ملايين دينار قيمة التكفل الإجمالي بشخص مصاب بالسكري خضع لبتر القدم، علما أن عدد المصابين بداء السكري بالجزائر يقدر ب 5ر2 مليون 90 بالمائة، منهم من النوع 2 أي الأكثر عرضة للبتر، هي بعض الأسباب التي دفعت بمخبر (لاد فارما) إلى عقد الملتقى الوطني الأول لطرح إشكالية العناية والتكفل بقدم المريض بالسكري. من أهم التعقيدات التي تواجه المريض المصاب بداء السكري هي خطر بتر أحد الأعضاء السفلية إلى جانب الإصابة بمجموعة من الأمراض الأخرى كالقصور الكلوي وارتفاع ضغط الدم الشرياني، ما يكلف قطاع الصحة العمومية بالجزائر ميزانية ضخمة تستدعي بذل جهود جبارة للتقليل منها، من خلال تنظيم الملتقيات والأيام الدراسية من قبيل الملتقى الوطني الأول لقدم السكري المنعقد أول أمس بفندق الأوراسي وبمبادرة من المخبر الوطني للتطوير الصيدلاني. 3 عوامل ترفع احتمال الإصابة حسب آخر الدراسات الصادرة عن المنظمة العالمية للصحة بتعرض كل 30 ثانية شخص مصاب بالسكري إلى بتر أحد الأعضاء السفلية، وحسب دراسة حديثة لفريق طبي جزائري مست 4000 شخص مصاب من ولايتي سطيف ومستغانم يبلغ معدل البتر لدى المصابين من الفئة الثانية 4ر7 بالمائة. وتناولت الدراسة التي تطرق البروفيسور أوجيد رئيس مصلحة مرض السكري بمستشفى عين النعجة، العوامل الأساسية في الرفع من خطر الإصابة بتقرح رجل المصاب وبالتالي تعرضه لبترها، حيث أوضح أنها تتلخص أساسا في 3 عوامل أساسية هي السن، البدانة وارتفاع ضغط الدم، فلتقدم سن المصاب دور بالغ في إصابته بالتقرحات إضافة إلى بدانته فكلما زاد وزنه بكيلوغرام واحد كلما ازداد خطر إصابته بتقرحات الرجل بنسبة 9 بالمائة، وهي الأعراض الشائعة لدى 14 بالمائة من المصابين. بتر الآن... بتر بعد سنتين ومن جهته تطرق البروفيسور عويش من مستشفى مصطفة باشا الجامعي في مداخلته خلال الملتقى إلى المخاطر الصحية التي قد تواجه المصاب بالسكري في حالة البتر دون التقيد بالمتابعة الطبية اللازمة مايرفع كلفة علاجه بالمستشفى إلى 5 أضعاف، فقد أكد البروفيسور أن كل شخص مصاب تعرض للبتر يعد أكثر عرضة للإصابة بالبتر مرة أخرى خلال السنتين المواليتين. وعن السبب الرئيسي حسب البروفيسور في الإصابة بالجروح ومن ثم بالتقرحات في 80 بالمائة من الحالات هي ارتداء الأحذية الضيقة وغير الملائمة. ''ألفاريس'' ينقل خبرته للجزائريين (هيبربروت-ب) هو العلاج الجديد الذي أطلق مؤخرا في السوق الجزائرية لتعزيز قائمة الأدوية الأخرى المستعملة في علاج قرحة قدم السكري، يستعمل حاليا في المستشفيات يجعل من المريض يتفادى بتر الرجل ويضمد الجراح التي تصيبها في وقت وجيز، كما تم التأكيد عليه عدة مرات والتشديد من طرف البروفيسور الكوبي ألفاريس المسؤول عن تكوين المختصين الجزائريين في استخدام هذا الدواء أن هذا النوع من العلاج ''لا يشفى المريض من داء السكري'' وإنما يسرع عملية التئام الجرح، فكما أوضح، يؤدي إلى تضاعف وتكاثر الخلايا الجلدية للبشرة فهو مصنوع من أصل هرمون يوجد بلعاب بعض الحيوانات، حيث توصل فريق البحث الكوبي المنتج للدواء بعد التجارب على الحيوانات التي أثبتت أن بعض الحيوانات كالكلاب مثلا تشفي الجراح التي تصيبها عن طريق مسحها باللعاب، ويأتي الدواء في شكل حقن يتم استعمالها مباشرة فوق الجروح والتقرحات التي تصيب أرجل المصاب بداء السكري خلال مدة تتراوح بين 6 و8 أسابيع أي بمعدل حقنة كل يومين، وتظهر النتائج بعد الأسبوع الرابع من العلاج من خلال تضميد الجراح والتقرحات وظهور أنسجة جلدية جديدة.