تواجه المريض المصاب بداء السكري تعقيدات خطيرة أهمها خطر بتر أحد الأعضاء السفلية إلى جانب الإصابة بمجموعة من الأمراض الأخرى كالقصور الكلوي وارتفاع ضغط الدم الشرياني، ما يكلف قطاع الصحة العمومية بالجزائر ميزانية ضخمة، تسعى إلى التخفيف من ثقلها، من خلال عقود شراكة مع دول أخرى لإنتاج الأدوية محليا، على غرار دواء ''هيربيربروت - ب'' الكوبي الذي حقق طفرة نوعية في مجال التكفل بقرحة رجل مريض السكري عبر العديد من مستشفيات الوطن. تقدر الكفلة الإجمالية لشخص مصاب بالسكري خضع لبتر القدم ب 9 ملايين دينار، علما أن عدد المصابين بداء السكري بالجزائر يقدر ب 5ر2 مليون 90 بالمائة، منهم من النوع 2 أي الأكثر عرضة للبتر، ما جاء به الملتقى الثاني الجزائري الكوبي للوقاية والتكفل بقرحة رجل مريض السكري الذي تناول إشكالية العناية. واحد من 4 مصابين تبتر رجله بالجزائر أكد الدكتور جبار مدير مخابر''لاد فارما'' التي تعمل بالشراكة مع المخبر الكوبي ''هيربر بيوتيك''، عن توفر هذا النوع من الدواء متوفر حاليا بصيدليات المستشفيات فقط، حيث يتم توزيعه على أقسام مرضى السكري ويستفيد منه المريض مجانا. وأشار الدكتور جبار إلى أن الإنتاج المحلي لذات الدواء سيتم بداية العام 2010 إذا ما علمنا أنه يخضع حاليا للتركيب فقط على مستوى المخبر الجزائري الصيدلاني، حيث ستتمكن عندها مختلف جمعيات مرضى السكري التي طالبت بتوفيره على مستوى صيدليات الوطن، من اقتنائه وتقديمه للمرضى الذين يخضعون للعلاج بالعيادات الخاصة. كشف البروفيسور بوعياد رئيس مصلحة جراحة الشرايين والأوعية بالمؤسسة الاستشفائية لوهران، أن مريضا على أربعة ممن يعانون من داء السكري بالجزائر يتعرضون لبتر الرجل بسبب مضاعفات الداء، وهو ما يؤكد ما جاءت به آخر الدراسات الصادرة عن المنظمة العالمية للصحة بتعرض شخص مصاب بالسكري كل 30 ثانية إلى بتر أحد الأعضاء السفلية. وحسب دراسة حديثة لفريق طبي جزائري مست 4000 شخص مصاب من ولايات سيدي بلعباس ووهران والمستشفى العسكري بقسنطينة التي عرضت تجاربها، يبلغ معدل البتر لدى المصابين من الفئة الثانية 4ر7 بالمائة. وتناولت الدراسات المقدمة العوامل الأساسية في الرفع من خطر الإصابة بتقرح رجل المصاب وبالتالي تعرضه لبترها، حيث أوضحت جميعها أنها تتلخص أساسا في 3 عوامل أساسية هي السن، البدانة وارتفاع ضغط الدم، فلتقدم سن المصاب دور بالغ في إصابته بالتقرحات إضافة إلى بدانته فكلما زاد وزنه بكيلوغرام واحد كلما ازداد خطر إصابته بتقرحات الرجل بنسبة 9 بالمائة، وهي الأعراض الشائعة لدى 14 بالمائة من المصابين. وكللت تجربة المستشفى العسكري بقسنطينة بإنقاذ 20 مريضا بداء السكري من بتر أرجلهم، حيث خضعوا للعلاج المكثف بواسطة ذات الدواء وبإشراف البروفيسور الكوبي دانيال كونسيبشين المتواجد بالجزائر بطلب من وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات، قصد الإشراف على تقديم الدواء عبر مختلف مستشفيات الوطن. ''دانيال كونسيبشين '' ينقل خبرته للجزائريين ''هيبربروت-ب'' هو العلاج الجديد الذي أطلق مؤخرا في السوق الجزائرية لتعزيز قائمة الأدوية الأخرى المستعملة في علاج قرحة قدم السكري، يستعمل حاليا في المستشفيات يجعل من المريض يتفادى بتر الرجل ويضمد الجراح التي تصيبها في وقت وجيز، كما تم التأكيد عليه عدة مرات والتشديد من طرف البروفيسور الكوبي دانيال المسؤول عن تكوين المختصين الجزائريين في استخدام هذا الدواء أن هذا النوع من العلاج ''لا يشفى المريض من داء السكري'' وإنما يسرع عملية التئام الجرح، فكما أوضح، يؤدي إلى تضاعف وتكاثر الخلايا الجلدية للبشرة فهو مصنوع من أصل هرمون يوجد بلعاب بعض الحيوانات، حيث توصل فريق البحث الكوبي المنتج للدواء بعد التجارب على الحيوانات التي أثبتت أن بعض الحيوانات كالكلاب مثلا تشفى الجراح التي تصيبها عن طريق مسحها باللعاب، ويأتي الدواء في شكل حقن يتم استعمالها مباشرة فوق الجروح والتقرحات التي تصيب أرجل المصاب بداء السكري خلال مدة تتراوح بين 6 و8 أسابيع أي بمعدل حقنة كل يومين، وتظهر النتائج بعد الأسبوع الرابع من العلاج من خلال تضميد الجراح والتقرحات وظهور أنسجة جلدية جديدة.