سطرت بلدية الأبيار، تزامنا مع العطلة الربيعية، تظاهرة بيئية اختار لها المنظمون اسم “مهرجان الشجرة”، حيث احتضن جملة من الأنشطة التربوية والترفيهية التي تباينت بين الورشات والمحاضرات والأفلام الوثائقية لتحقيق هدف واحد، وهو التأكيد على أهمية المساحات الخضراء في حياتنا اليومية، وحملت التظاهرة شعار “لنغرس كلنا من أجل بلدية خضراء”. تجولت “المساء” بين أرجاء الورشات التي أبدع الأطفال في عرض مواهبهم الخاصة بالرسكلة فيها، حيث حولت بعض الأواني البلاستكية إلى تحف فنية، بينما صنع البعض الآخر منها أصيصا لغرس النباتات، وهي الفكرة التي تبناها “فوج إقبال” تابع لجمعية قدماء الكشافة الإسلامية الجزائرية، فيما سعت بعض الجمعيات المشاركة، على غرار جمعية “الشباب والترفيه التربوي للأطفال”، إلى عرض ما يقدمه الأطفال عندما يتعلق الأمر بحماية البيئة، حيث حولوا أفكارهم إلى مجسمات، مستغلين في ذلك الأوراق، الأغصان، الكرتون والعلب البلاستيكية. ولعل النشاط الذي أثار اهتمام الأطفال الذين التحقوا بالمركز الثقافي لبلدية الأبيار في ساعات الصباح الأولى؛ فقرة الشريط الوثائقي التي أبدعت راضية حمينة في تنشيطها، مقدمة لهم جملة من المعلومات حول مواضيع تخص حماية البيئة وكيفية الحفاظ عليها بتصرفات بسيطة، كمعرفة مثلا المواد القابلة للرسكلة والأماكن التي يتم رمي النفايات بها. وحول أهمية التظاهرة البيئية، قالت راضية مفتشة رئيسية في النظافة والنقاوة العمومية والبيئة والمشرفة على التظاهرة؛ إن مهرجان الشجرة ما هو إلا استكمال للنشاطات التي سبق للبلدية أن سطرتها في إطار نشر الثقافة البيئية، وبما أننا احتفلنا مؤخرا باليوم العالمي للغابات، فكرنا في تعميم الاستفادة بتنظيم هذه التظاهرة في العطلة، ليتسنى للأطفال اكتساب ثقافة بيئية، خاصة أننا نعد برنامجا متنوعا يشمل معارض حول البيئة وورشات الغرس والبستنة لنعلم الأطفال كيفية الغرس، إلى جانب ورشات الرسكلة التي يشارك فيها زوار المعرض. ولأن الأطفال يحبون المسابقات الفكرية، برمجنا مسابقة لخلق جو تنافسي، وهي عبارة عن قائمة تحوي مجموعة من الأسئلة حول مواضيع تخص البيئة وكل طفل يجيب إجابة صحيحة يتم كتابة اسمه على أوراق شجرة أصدقاء البيئة. كان من بين المشاركين في التظاهرة البيئية الفوج الكشفي “إقبال” الذي أبدع في تزيين جناحه بمختلف المساهمات التي تعكس مدى اهتمامه بكل ما له علاقة بالغراسة والاخضرار، وحول مدى الحرص على إكساب الناشئة ثقافة بيئية، حدثنا بوزيد بن إيدير قائد الفوج الكشفي “إقبال” قائلا: “تعليم الأطفال حب البيئة والعناية بها واحد من أهم أهدافنا، لذا لا نضيع أية فرصة يمكننا من خلالها ربط الطفل بالبيئة، وحتى نحبب البيئة لغير المهتمين بها ندرجها بالأشغال اليدوية عن طريق أعمال الرسكلة، وشيئا فشيئا يجد الطفل نفسه يحمي البيئة دون شعور، ولأن الأطفال يحبون العمل الميداني، قمنا مؤخرا بالعديد من أعمال الغرس على مستوى غابة باينام وكذا ببعض المؤسسات التعليمية على مستوى النوادي الخضراء. من جهتها، عرضت جمعية الشباب والترفيه التربوي للأطفال تجربة فريدة من نوعها، تتمثل في تلقين الأطفال على مستوى الروضات طريقة الغرس من منطلق أن الأنظار متجهة اليوم إلى إكساب الأطفال المتمدرسين الثقافة البيئية، وحول هذه التجربة، حدثتنا السيدة سامية والي رئيسة الجمعية قائلة: “انصب اهتمام المجتمع المدني مؤخرا حول الأطفال المتمدرسين في رحلة البحث عن سبل تلقينهم ثقافة بيئية وغض الطرف عن الأطفال المتواجدين بالروضات، حيث خضنا كجمعية التجربة معهم، ووقفنا على الفرحة الكبيرة للأطفال بعد أن لامست أيديهم التراب وقاموا بغرس بعض النباتات، لذا ندعو كجمعية إلى ضرورة تلقين حب البيئة بطريقة ميدانية للأطفال منذ الصغر”.