تحت شعار "لنسهر معا على نظافة شوارعنا"، بادرت بلدية الأبيار بالتنسيق مع خلية الإصغاء والنشاط الوقائي لشرطة العمران، بتنظيم يوم إعلامي تحسيسي بمقر المركز الثقافي الأبيار حول البيئة مؤخرا، يدخل في إطار دعم حملة النظافة التي أطلقها والي ولاية الجزائر لنظافة مدينة الجزائر الوسطى. تضمن اليوم التحسيسي، حسب راضية حمينة مفتشة رئيسية في النظافة والنقاوة العمومية والبيئة، العديد من المواضيع التي تتعلق بالبيئة، منها النفايات المنزلية والصلبة وكيفية التخلص منها بفرزها، إلى جانب موضوع الرسكلة الذي يعتبر من أهم المواضيع التي ينبغي للمواطن أن يكتسب بها ثقافة تمكنه من الاستفادة من نفاياته المنزلية، إلى جانب دعم وتشجيع موضوع التربية البيئية بالمؤسسات التعليمية، من خلال فتح أقسام خاصة بالنوادي الخضراء. ولإنجاح التظاهرة البيئية، أشركت بلدية الأبيار تقول راضية العديد من المؤسسات الفاعلة في مجال الحفاظ على البيئة، وفي مقدمتهما مكتب النظافة والوقاية العمومية لبلدية الأبيار، ومؤسسة حفظ الصحة والتطهير لولاية الجزائر"هوربال"، إلى جانب خلية الإصغاء والنشاط الوقائي لشرطة العمران ومؤسسة "تونيك" لعرض تجربتها الرائدة في مجال استرجاع الورق، إضافة إلى المعهد الوطني للتكوينات البيئية بمشاركة بعض الجمعيات الناشطة في مجال الحفاظ على البيئة. احتكت "المساء" ببعض المشاركين في اليوم الإعلامي التحسيسي، وفي حديثها إلى ليليان هندل، مكلفة بالاتصال والإعلام بمؤسسة حفظ الصحة والتطهير لولاية الجزائر "هوربال" قالت: "كما هو معروف، مؤسستنا تقدم خدمة عمومية تتمثل في مكافحة الحشرات وتطهير الأماكن العمومية، مع القضاء على الحيوانات الضالة، ونملك على مستوى المؤسسة مخبرا خاصا بإجراء التحاليل البكتريولوجية، وعموما نشاطنا لا يتغير على مدار السنة وبلغة الأرقام تمكنا من تحسيس 171 مؤسسة تربوية، أي بمعدل 6000 تلميذ سنويا. نستغل الفرصة بالمشاركة الفاعلة خلال الأيام الإعلامية بغية الاحتكاك بالمواطنين لمحاولة إكسابهم سلوكا بيئيا، لاسيما أننا نلمس وجود نوع من الوعي بقيمة العيش في أحياء نظيفة. وأردفت قائلة: "أعتقد أن الوعي البيئي بحكم خبرتنا الطويلة، بدأ يتحسن في مجتمعنا، بدليل أن بعض الأحياء دأبت على المبادرة بتكوين لجان أحياء تستهدف الحفاظ على الأحياء نظيفة من جهة، ومن ناحية أخرى، تبين لنا من خلال احتكاكنا بالأطفال أنهم بعد اقتناعهم بالرسالة البيئية يبادرون بأنفسهم بتوعية غيرهم، بضرورة المساهمة في الحفاظ على سلامة البيئة، عن طريق اكتساب تصرفات حضارية تعتمد أساسا على إلقاء النفايات في المكان المخصص لها، كأول خطوة بيئية. الرسالة التي نود ترسيخها من خلال مشاركتنا هي "التأكيد على أن العيش في محيط جميل ونظيف يضمن للجميع التمتع بالصحة، وهو المفهوم الجديد الذي نعمل عليه اليوم ويجسد معنى التنمية المستدامة". من جهتها، عرضت مؤسسة "تونيك" لاسترجاع الورق تجربتها الرائدة في مجال الحفاظ على البيئة من خلال استرجاع الورق وإعادة رسكلته في شكل منتوجات ذات جودة ونوعية، وحسب السيدة سعاد بوجمعة مسؤولة الاتصال والتسويق بالمؤسسة التي أول ما فكرت فيه في المجال البيئي، هو التأكيد على أن الورق لا يعتبر من النفايات، إنما ثروة ينبغي الاهتمام بها، لذا بادرنا تقول "بدعم من وزارة البيئة بالإشراف على فتح مراكز خاصة بجمع وفرز الورق المسترجع من ناحية، والبحث عن ورق ذي جودة حتى يكون صالحا لإعادة الاستعمال". يتمثل الهدف من المشاركة في اليوم الإعلامي في ترسيخ بعض المفاهيم المهمة للمواطنين، وعلى رأسها تقول السيدة بوجمعة التأكيد على أن عملية استرجاع الورق تخفض من نسبة واردات الجزائر من مادة الورق، إذ أن 50 بالمائة منه يتم استرجاعه واستغلاله في صناعة منتوجات ورقية صحية ذات جودة بمقاييس عالمية، إلى جانب فتح أبواب التشغيل من خلال دعم المؤسسات الصغيرة التي تنشط في مجال استرجاع الورق، حيث تتعامل مؤسسة "تونيك" مع أكثر من 200 مؤسسة مستفيدة من القرض، وتتطلع في القريب العاجل إلى فتح ثماني نقاط خاصة بجمع وفرز الورق في انتظار تعميم العملية عبر كامل التراب الوطني". وبغية تحقيق شعار "استرجاع الورق كخيار للتنمية المستدامة، بادرت مؤسسة "تونيك" بالقيام بالعديد من الحملات التحسيسية عبر المؤسسات التربوية لاطلاع الأطفال على الطريقة التي يمر بها الورق بعد عملية استرجاعه، وتكون الفكرة مبسطة نعتمد على المثال التالي؛ الحصول على جريدة واحدة يتطلب قطع 17 شجرة، وفي المقابل يحتاج إعداد جريدة واحدة إلى كيلوغرام واحد من الورق المسترجع، من هنا تظهر أهمية الورق كثروة بحاجة إلى إعادة استرجاعها قصد استغلالها". كعادتها، كانت الحركة الجمعوية حاضرة في تنشيط اليوم الإعلامي حول البيئة، ممثلة في الجمعية الجزائرية لعلوم الاستكشاف وعلوم البيئة التي تلخصت مشاركتها في معرض للصور خاص بالبيئة بين الماضي والحاضر، في إشارة إلى التغيرات الكثيرة التي طرأت على البيئة بفعل عامل العولمة، إلى جانب الإعلان، يقول نبيل عبود رئيس الجمعية، عن إطلاق برنامج التربية البيئية "اقرأ الطبيعة" بمشاركة ثلاث بلديات هي؛ الأبيار، المرادية وابن عكنون، حيث يستهدف العمل ترسيخ ثقافة بيئية لدى المواطنين عامة والأطفال بصفة خاصة". للإشارة، عرف اليوم الإعلامي تجاوبا من المواطنين الذين توافدوا على المركز الثقافي للأبيار بغية الاستفسار عن بعض الأمور البيئية، والاطلاع على معرض الصور الذي نظم بالمناسبة، فيما شد انتباه الأطفال الفيلم الوثائقي الذي عرض حول التربية البيئية.