كانت مسائل الفلاحة، التشغيل والسكن، أبرز محاور التجمعين اللذين نشّطهما مدير الحملة الانتحابية للمترشح الحر عبد العزيز بوتفليقة أمس، بولايتي الشلف وعين الدفلى؛ حيث نقل عبد المالك سلال التزامات السيد بوتفليقة بالقضاء نهائيا على أزمة السكن، إلى جانب البحث عن موارد جديدة للاقتصاد الوطني، من خلال تشجيع الفلاحة وإقحام الشباب في هذا المجال، بفتح مراكز متخصصة. وربط سلال تحقيق هذه النهضة التنموية بضرورة تعزيز الجبهة الداخلية والمحافظة على الشخصية الجزائرية، انطلاقا من أن الوطن فوق كل اعتبار. وعبّر في هذا الصدد عن اعتزازه بالمكانة التي وصلت إليها الجزائر بفضل إنجازات الرئيس بوتفليقة على المستويين الداخلي والخارجي. وقال في التجمع الذي نشّطه بدار الثقافة بعين الدفلى، إن التفاف المواطنين حول الرئيس بوتفليقة كان بفضل تحلّيه بالنية الصادقة في خدمة البلاد، ووقوفه إلى جانب الفقراء والمحتاجين، مؤكدا أن الشعب الجزائري "شعب سيّد في قراراته، وحر لا يمكن لأحد أن يفرض عليه أي شيء"، منوّها بمميزاته، المتمثلة في الذكاء والوعي بمصلحته، مع ضرورة "استغلال الإمكانات التي تتمتع بها الجزائر"، مشددا على أن الدولة الجزائربة التي أرادها بيان أول نوفمبر، هي "دولة اجتماعية لا يمكن أن تتخلى عن المواطن". كما دعا السيد سلال إلى "ضرورة التخلي نهائيا عن ثقافة اليأس والإحباط الذاتي"؛ لأن الجزائر التي تملك مقومات حضارية وسياسية واقتصادية وكذا ثقافية، "دولة كبيرة، صنعت الحضارات وتغلّبت على الفتن، وهي تتطلع اليوم بعزيمة وفخر، للمستقبل"، مؤكدا أن النظرة اليوم ترتكز على إرساء دولة يتمتع فيها المواطن بنفس الحقوق والواجبات، وليس في مجتمع تسود فيه الحقرة. ودافع مدير الحملة الانتخابية للمترشح الحر، عن الإنجازات التي حققتها البلاد خلال العُهد الرئاسية السابقة، والتي كان في مقدمتها استتباب الأمن والسلم بفضل قانون الوئام المدني وسياسة المصالحة الوطنية، مؤكدا أن انتخاب عبد العزيز بوتفليقة لعهدة جديدة، من شأنه أن يعزّز المسار التنموي لمختلف مناطق البلاد في إطار تكريس التوازن وتكافؤ الفرص. وقال سلال في اليوم العاشر من الحملة الانتخابية، إن الجزائر طوت نهائيا صفحات الألم والدموع بالحفاظ على استقرار البلاد وقوة مؤسساتها خلال العشرية الأولى من هذا القرن، بفضل السياسة الحكيمة للسيد عبد العزيز بوتفليقة. وقال إن إنجازات السيد بوتفليقة باتت تُلمس ميدانيا، واستشهد في هذا الصدد بالنمو المتكامل والمنسجم الذي تعرفه ولايتا الشلف وعين الدفلى بعد معاناتهما لسنوات طويلة من أهوال الإرهاب. وخاطب سكان الولايتين قائلا إن "الثمن الذي دفعتموه؛ من الألم والدم والخوف دفاعا عن وطنكم، كان غاليا". وسجّل السيد سلال أن "الاستقرار ورغد العيش اللذين يعمّان اليوم كل أرض الوطن، جاء بفضل عبقرية الشعب، الذي أفرز من رحمه رجالا مخلصين وأبطالا في أسلاك الأمن والجيش الوطني الشعبي، صمدوا في وجه الظلامية، وضحّوا من أجل استمرار الدولة". وأمام تحسن الأوضاع، انتقلت النظرة إلى تطوير الاقتصاد بشتى فروعه؛ حيث أعطى في هذا السياق مثالا بعين الدفلى، التي تزوّد ولايات أخرى كالعاصمة، بالمنتوجات الفلاحية، مضيفا أنه بإمكان هذه الولاية لوحدها، أن تُصدّر منتوجاتها للخارج، وعليه فإنها تستحق كل الدعم مستقبلا، لا سيما بخصوص التزويد بالماء، وتوسيع المساحات المسقية بمليوني هكتار، واستصلاح الأراضي بمليون هكتار. وبما أن الولاية تتمتع بقدرات فلاحية هائلة فقد أكد أن في حال انتخاب بوتفليقة، سيتم فتح تخصصات للشباب في هذا المجال؛ كونهم ملزمين باستلام المشعل، مشيرا إلى أنه لتحقيق ذلك لا بد من مرافقتهم حتى يتحكموا في زمام الأمور. وبولاية الشلف، أشار سلال إلى أن من بين الإنجازات التي تُحسب لصالح المترشح الحر خلال عُهده الماضية، هو اتخاذ قرار بتنفيذ برنامج استثنائي لفائدة ولاية الشلف، للقضاء نهائيا على الشاليهات والسكنات الهشة، وتمكين مواطني الولاية التي ابتُليت بالكوارث الطبيعية وعانى سكانها من مصائب متتالية، من تجاوز آثار المحنة والعيش بكرامة، مؤكدا في هذا السياق، أن 70 بالمائة من ملفات السكن على مستوى الولاية، قد تمت دراستها خلال الثلاثي الأول من السنة الجارية، إلى جانب إلغاء سكنات ذات الغرفة الواحدة، انطلاقا من أنه حان الوقت لأن يستمتع كل جزائري بحياة كريمة، مضيفا في هذا الصدد أن الدولة تعمل على توفير كل الوسائل لبناء جزائر الغد. وقد حظي سلال باستقبالات شعبية حارة بولايتي الشلف وعين الدفلى إلى جانب ولاية غليزان التي مر بها. وكان التجاوب كبيرا مع المواطنين، الذين حضروا بقوة هذه التجمعات، وحملوا شعارات مساندة للسيد بوتفليقة، أبرزها: "منحتنا كثيرا، وحان الوقت لرد الجميل".