هارون الكيلاني أحد الأسماء المعروفة في عالم الفن الرابع الجزائري، هو ابن الأغواط، تألق في الجزائر وها هو اليوم يكرم في مهرجان المسرح العربي بالقاهرة، حيث تنطلق فعالياته اليوم وتستمر إلى غاية 13 من الشهر الجاري بمشاركة فرق مسرحية، من بينها فرقة المسرح الجهوي لسوق اهراس بمسرحية ”رؤى”. ”المساء” اتصلت بهارون الكيلاني وطرحت عليه أسئلة حول هذا التكريم وعن مشاريعه، فأجاب شاكرا. كيف تلقيت خبر تكريمكم في مهرجان المسرح العربي بالقاهرة، وماذا يمثل لك هذا التكريم العربي؟ تلقيت الخبر بكثير من الفرح، ومروري على خشبات المسرح المصري تكريم يعني لي الكثير، فمسارح مصر عرفت أسماء عربية وعالمية، لهذا سعيد أن أترك إمضاء لمروري من هناك، كما أحتاج إلى شحن بطارياتي لعمر أكثر في مجال الإبداع.
هل هذا التكريم اعتراف بقدرات هارون الإبداعية على المستوى العربي وماذا عن التكريمات التي حظيت بها في بلدك؟ يعد التكريم العربي أولى محطات الانطلاق الفعلية لمسيرتي كمسرحي يسعى إلى إثبات اسمه في كون الفن، كما أنه اعتراف من أهل المسرح بمصر بفناني الجزائر ولست الأول، وأتمنى ألا أكون الأخير من سيوشح بأوسمة النيل لأننا بقامة ارتفاع جبل الهقار، وما أدراك بمعاقل أهل الاموهاغ، أما عن تكريماتي في بلدي، فكرّمت في المهرجان الدولي للمسرح المحترف والتكريم الذي لن أنساه كان بمستغانم حينما فاجؤوني بوالدتي وأنا على الركح.
ماذا تعرف عن الأسماء المكرّمة الأخرى؟ أعرف المكرمين الآخرين بأسمائهم وأعمالهم التي منها ما شاهدتها ومنها ما قرأت عنها، ومن الأسماء القريبة مني؛ صديقي الأستاذ عزيز خيون الذي عرفته ممثلا ومخرجا وإنسانا، كما تجمعني بصديقي المخرج المتألق التونسي طيب سهيلي علاقة فنية وإنسانية طيبة وعشنا مع بعض لحظات من الفن والإبداع.
هل الجهد والعمل المضني والمتواصل يؤدي إلى نتيجة مرضية في الفن الرابع، أم أن العلاقات الشخصية ضرورية؟ الاثنان معا... كان يلزمني أن أحب ما أفعل وأحمل نواياي الطيبة في قلبي، أسافر وأغامر وأبيت في الشواطئ والغابات، كما فعلت بمستغانم سابقا، فكثيرا ما افترشنا رمل الشواطئ أو أبقى حارسا ليليا على مصطفى صفراني ويوسف سحيري ووليد بن سعدة وهم نيام على أرصفة مستغانم، عرّضت حياتي للخطر دون مبالاة، كأن أكتب نصوصي المسرحية وأنا جالس على أكياس الرمل المضادة لرصاص الإرهاب أيام خدمتي العسكرية. لكني كنت متأكدا من أنه مهما طال الطريق، سأصنع مكاني تحت الشمس، أنا مسلح بدعاء أمي وأبي وبشهادة أهل المسرح الحق. ولك الحق فيما تقولين لأن الطريق إلى النجاح كان ملغما كثيرا، أجل أتعبتنا الوجوه المكررة التي صنعت من المسرح عندنا ميدانا لا تعمرّ فيه إلا الرداءة.
ماذا عن جديد هارون الكيلاني في المسرح؟ جديدي سيكون مخصصا للإخراج، إذ سأقوم بإخراج مسرحية ”مهلا ابن خلدون” للمؤلف التونسي طيب سهيلي وإنتاج وزارة الثقافة التونسية، بمشاركة فنانين من الجزائر وتونس، من بينهم صديقي مصطفى صفراني، وسنشرع في التدريبات في نهاية الشهر الجاري، كما لدي مشروع مساعد مخرج لمسرحية من إخراج جواد الأسدي، حول شخصيات عبد القادر علولة وكاتب ياسين والشاعر العراقي بدر شاكر السياب، وننتظر الإجابة من بعض الجهات لتمويل العمل، وفي حال بطء الرد أو عدمه سأشرع في إنجاز مونودراما ”مسافة خلسة” من إخراجي وتمثيل مصطفى صفراني، في نفس التوقيت الذي نتدرب فيه على مسرحية ”مهلا ابن خلدون”.