«هذه القاعة زادتني قوة، وسأوصّل حماسها للرئيس بوتفليقة؛ لأنه في حاجة قوية لدعمكم". بهذه العبارة خاطب مدير الحملة الانتخابية للمترشح الحر عبد العزيز بوتفليقة سكان ولاية معسكر في تجمّع شعبي قوي، نشّطه، أمس، بالقاعة متعددة الرياضات، التي عاشت عرسا حقيقيا صنعه شباب الولاية، الذين قدموا من كل حدب وصوب. ففي أجواء حماسية كبيرة وفي قاعة اكتظت عن آخرها بالجماهير الغفيرة، نقل السيد عبد المالك سلال التزام المترشح الحر بالسير على خطى مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة الأمير عبد القادر، في بناء دولة قوية وعصرية، تضمن الحقوق والواجبات لكل المواطنين في إطار التعديل الدستوري، الذي يسعى إلى تكريس سياسة التجديد الوطني، وتمكين الشباب من تسلّم زمام الأمور، مثلما يتضمنه برنامج المترشح الحر، وطلب منهم الصبر لمدة سنة واحدة فقط؛ من أجل رؤية ثمار هذا التعديل. كما أبرز سلال القيم التي يحملها رئيس الجمهورية، الذي وصفه بأخي وأبي كل الجزائريين؛ من أجل الارتقاء بالقيم التي أنشأها مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة، الذي يُعد من الأوائل الذين بادروا بمشروع الحوكمة، الذي يسعى من خلاله السيد عبد العزيز بوتفليقة لتطويره في إطار إنشاء دولة قوية لا رجعة فيها. وتحدّث مدير الحملة الانتخابية للمترشح الحر لأول مرة منذ انطلاق الحملة الانتخابية، عن الجمهورية الثانية، التي يسعى السيد بوتفليقة لتأسيسها في أقرب وقت، انطلاقا من أنه حان الوقت لتجسيد المشروع الحضاري الذي تحدّث عنه ابن المنطقة الأمير عبد القادر، والذي بواسطته تتحول الجزائر إلى قطب حضاري في البحر الأبيض المتوسط وإفريقيا والعالم العربي. وبالإضافة إلى الرؤية المستقبلية لبرنامج المترشح في مجال تكريس التنمية، فقد حرص سلال على التأكيد على أهمية تحقيق الوحدة الوطنية، والاستقرار الذي يُعد قضية وطنية وسيادية، مشيرا إلى أنه لا يمكن بدونها التفرغ للقضايا الأخرى التي تهم المجتمع، وهنا استوقفت الجموع الغفيرة في القاعة لمخاطبة سلال قائلة: "معسكر ليست بجاية"؛ في إشارة إلى الأحداث الأخيرة التي شهدتها الولاية يوم السبت الماضي بعد إلغاء التجمع، الذي كان ينوي مدير الحملة الانتخابية للمترشح الحر تنشيطه بهذه الولاية، غير أن سلال استدرك ورد على هذه الجماهير قائلا: "قلوبنا تبقى دائما مفتوحة، ونحن لا نعرف أبدا الإقصاء أو التهميش؛ نحن جزائريون ونصف و25". ولعل ذلك ما جعل سلال يطلق في بداية التجمع، أربع حمائم باتجاه المواطنين، موجها بذلك رسالتين، الأولى تؤكد أن السيد بوتفليقة رجل السلم والأمن، والثانية التطلع إلى العهدة الرابعة من أجل مواصلة الجهود؛ للحفاظ على المكتسبات المحققة في هذا المجال. وكان التجاوب كبيرا من قبل المواطنين، الذين تفننوا في التعبير عن حفاوة الاستقبال؛ مما جعل سلال يتوقف في كل مرة للتجاوب مع الجمهور، مطالبا إياهم بأن يكونوا بنفس هذا الحماس يوم الاقتراع، والتصويت بقوة على المترشح بوتفليقة. كما أسهب مدير الحملة الانتخابية في الإشادة بالتطور الذي شهدته معسكر بعد مجيئ الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى الحكم، لا سيما على المستوى الفلاحي والاقتصادي، مؤكدا في هذا الإطار: "سنعمل في حال فوز السيد بوتفليقة، على أن تكون معسكر عاصمة الفلاحة الجزائرية. وسنبني اقتصادا قويا، يرتكز على الفلاحة والصناعة والخدمات"، واعدا، في هذا السياق، بحل مشكل نقص الماء في هذه الولاية خلال السنوات المقبلة. وهو نفس الحماس الرياضي الذي وجده سلال خلال تنشيطه التجمع الشعبي بولاية سيدي بلعباس؛ حيث جدّد سكانها العهد مع المترشح الحر عبد العزيز بوتفليقة. وبهذه المناسبة دعا مدير الحملة الانتخابية مواطني سيدي بلعباس التي قال عنها إنها أنجبت خيرة أبناء هذا الوطن، إلى تعزيز الوحدة الوطنية، التي تُعد من ركائز برنامج المترشح، مؤكدا على ضرورة تجديد الثقة فيه؛ حتى يتسنى له مواصلة خدمة أبناء وطنه، لا سيما الشباب. وذكّر في هذا الصدد بالإنجازات التي حققها السيد بوتفليقة في مجال ترقية التعليم العالي، مشيرا إلى أن جامعة سيدي بلعباس تُعد من أحسن جامعات البلاد، ومؤكدا أن ما استثمرته الدولة من أجل التكوين والاستثمار في العلم والمعرفة، لم يذهب هباء، بل إن الرؤية المستقبلية ترتكز على التفتح على العالم، وإنه حان الوقت للتحكم في العلم والمعرفة، من خلال تكريس التفتح بربط الجامعات الجزائرية بجامعات العالم، إلى جانب الاهتمام الذي يوليه برنامج المترشح الحر في مجال ترقية الثقافة والفنون. كما نقل سلال تعهّد بوتفليقة بالتكفل بانشغالات السكن؛ من خلال العمل على إنهاء برنامج البنية التحتية والسياسة التضامنية الاجتماعية.