انتقد رئيس الاتحادية الجزائرية للسباحة أحمد شباراكة بشدة، غياب الأندية العاصمية عن منافسات البطولة الوطنية لما بين الفرق، التي جرت بمسبح المركّب الرياضي الأولمبي 8 ماي 1945 بولاية سطيف على مدار أربعة أيام؛ من 1 إلى 4 أفريل الماضي. واتسمت طبعة الموسم الجاري لهذه البطولة، بالغياب اللافت لأكبر الأندية العاصمية، لاسيما اتحاد الجزائر والمجمع الرياضي البترولي. وفي هذا الشأن، قال أحمد شباراكة: ”يتحدث الجميع عن مقاطعة الأندية لهذه المنافسة. وأنا أقول إنها لا توجد مقاطعة... فالمنافسة جرت في ظروف جيدة في سطيف؛ حيث عرفت مشاركة 273 سباحا، من بينهم 71 سباحة يمثلون 30 ناديا منضويا تحت لواء 15 رابطة، فضلا عن ذلك، فإنها تميزت بتسجيل الشاب عماد العرباوي من وداد تلمسان، الحد الأدنى، الذي يسمح له بالمشاركة في الألعاب الأولمبية المقررة بنانجينغ بالصين شهر أوت المقبل”. وعن غياب هذه الأندية عن هذه المنافسة الوطنية، أضاف رئيس الاتحادية: ”لقد سجلنا غياب بعض أندية العاصمة، التي يتعين عليها تحمّل كامل مسؤولياتها”. ورفض المسؤول الأول عن الهيئة الفيدرالية جملة وتفصيلا، التبريرات التي قدمتها الأندية التي لم تتنقل إلى سطيف، والتي لخّصتها في نقص الإمكانات”. وقال في هذا الشأن: ”الجميع شاركوا في هذه المنافسة التي لم تتخلف عنها سوى بعض الأندية؛ بحجة عدم توفرها على الإمكانات لتغطية مصاريف التنقل... لكني أتساءل كيف لأندية تلمسان ووهران تمكنت من التنقل إلى سطيف في الوقت الذي عجزت أندية العاصمة عن فعل ذلك؟”.
الإجازات المزدوَجة في قلب الجدل ومن جهته، أوضح السيد بوغادو، مسؤول في فرع السباحة لاتحاد الجزائر، أن فريقه ما كان بإمكانه المشاركة في هذه البطولة لأسباب تتعلق أساسا بنقص الإمكانات اللوجيستيكية، التي تضمن التكفل بمصاريف التنقل والإقامة للسباحين. وتابع قائلا: ”عندما تم تغيير موعد البطولة لم نتمكن من اتخاذ التدابير اللازمة في الوقت المناسب لتنظيم رحلة السباحين؛ ما دفعنا لمقاطعة المنافسة”. غير أن رئيس الاتحادية رد السبب الحقيقي لهذا المشكل إلى الإجازات المزدوجة، وغياب التكوين في هذه الأندية. وأوضح في هذا الصدد: ”توجد بعض الأندية تفضّل الاستنجاد بالسباحين الذين ينشطون في الخارج بدل الاهتمام بالتكوين... وزير الشباب والرياضة كان حازما في هذه المسألة؛ حيث أمر بمنع مثل هذه الممارسات... ولما أخطرنا مختلف الرابطات بهذا القرار أبدت الأندية المعنية بهذا المشكل وهي اتحاد الجزائر والمجمع البترولي انزعاجها من الأمر؛ ما دفعهم إلى العمل على جر بقية الأندية لموقفها؛ حيث غابت عن المنافسة بحجة نقص الإمكانات”.
نظام المنافسة يثير القلاقل ولئن غابت بعض الأندية عن منافسة ما بين الفرق للسباحة؛ بسبب نقص الإمكانات للتكفل بمصاريف التنقل إلى سطيف، إلا أن المتخصصين يؤكدون أن هذا الغياب له علاقة بنظام المنافسة. وأخبر شباراكة في هذا السياق: ”الجمعية العامة العادية لم تصادق على نظام المنافسة الجديد المقترَح في المجمع الفني الوطني، والمتضمن إرساء قسمين (الأول والثاني)، مثلما هو معمول به قانونيا؛ ما أدى إلى إجماع كل الفاعلين على الإبقاء على نظام المنافسة القائم باستثناء أندية العاصمة”.وتأسف لموقف الأندية العاصمية قائلا: ”في البداية، تم انتقاد نظام المنافسة، لكن لما الأمور أخذت بعدا آخر بررت تلك الأندية موقفها بغياب الإمكانات”. وبخصوص أسباب تغيير مكان تنظيم هذه المنافسة، أكد المسؤول الأول عن الفرع، أنه كان يرغب في البداية، في إقامتها في مسبح حيدرة (الجزائر)، غير أن مسؤوليها رفضوا بحجة تبدو واهية، والتي مفادها أن هذه المنشأة ستخضع للأشغال في هذه الفترة، ليتضح فيما بعد أن الأمر لم يتم. وأردف: ”بعدها قلنا: لم لا ننظمها في المسبح الخارجي ل5 جويلية، غير أننا تراجعنا خوفا على صحة السباحين، ليرسو اختيارنا في الأخير، على مسبح سطيف، الذي كان من المقرر أن يحتضن بطولة الأشبال”.وأكد شباراكة أن الأندية الغائبة عن منافسة سطيف، ستُقصى آليا من المشاركة في كأس الجزائر، المقررة شهر أوت المقبل بالجزائر العاصمة. وأضاف قائلا: ”فضلا عن ذلك، سنخبر وزارة الشباب والرياضة بالأمر وكذلك مديرية الشباب والرياضة لولاية الجزائر، التي تصرف ميزانيات على هذه الأندية... السؤال الذي يطرح نفسه في هذا الشأن هو أين تذهب هذه الأموال؟”. من جهته، تأسف مدير التنظيم الرياضي ومتابعة المنافسات في الاتحادية الجزائرية للسباحة عبد الكريم سعيود، أيضا لغياب الأندية العاصمية عن المنافسة، مشيرا إلى أن مشاركتهم كان بإمكانها أن تُحدث فارقا وترفع من مستوى المنافسة. يُذكر أن سباحي ساحل نوتيك الأبيار (الجزائر) فرضوا سيطرة واضحة على منافسات البطولة الوطنية للسباحة ما بين الأندية (ذكور وإناث). وستتأهل الفرق ال 18 الأولى في هذه البطولة إلى منافسة كأس الجمهورية، المقررة في أوت المقبل بالجزائر العاصمة.