عبد الرزاق فخارجي ... صوت قوي له مكانة خاصة في الربيرتوار الفني الجزائري، من مواليد سنة 1911م بالعاصمة الجزائرية. شغف حبا بالموسيقى منذ صغره، وكان دائم التردد على المزار الثقافي لسيدي عبد الرحمان الثعالبي. اشترك في العمل الموسيقي مع أخيه الأكبر الأستاذ محمد فخارجي، وكان يعزف على آلة الكمان التي اصطحبها طيلة حياته الموسيقية. التحق عام 1929م بجمعية الأندلسية، أين كان يُدرس أخوه الأكبر إلى جانب كل من الأستاذ لجام والمعلم بوشارا، هذا الأخير الذي أصبح الأستاذ الأول لجمعية الموصلية منذ تأسيسها عام 1932م. وفي عام 1930م التحق بجمعية الجزائرية أين قام بصقل موهبته الفنية وتكوينها أكاديميا، وذلك نتيجة اتصاله بكبار الأساتذة في هذا المجال أمثال الأستاذ محمد بن تفاحي، الأستاذ مُحي الدين لكحل وغيرهما. عام 1931م ناب عن أخيه الأستاذ محمد فاخرجي في قيادة فرقته الخاصة إلى أن أصبح رئيسها عام 1946م، حيث كان أخوه منشغلا بمهام أخرى، عام 1933م انقطع عن العمل الفني بشكل مؤقت، وذلك لالتحاقه بالخدمة العسكرية الإجبارية، ليعود مرة أخرى إلى الجمعية الجزائرية؛ ولكن عند نشوب الحرب العالمية الثانية تم استدعاؤه من طرف سلطات الاحتلال الفرنسي إجباريا، وتم تسريحه في أواخر عام 1940م، أين وجد الفرصة ملائمة لإقامة بعض الأمسيات، والأعمال الفنية عبر الإذاعة، ليستدعى مرة أخرى في أواسط عام 1943م، وما أن انتهت الحرب العالمية الثانية (1939م – 1945م) حتى عاد النشاط، ومن بين الأشخاص الذين كان لهم الفضل في عودته هو الأستاذ عبد الرزاق فاخرجي، وذلك من خلال دفعه مرة أخرى لنشاط جمعية الجزائرية بصفته أستاذا أول فيها، كما أن هذه المرحلة عرفت من جهة أخرى إنشاء الفرق الموسيقية الإذاعية، وخلق أقسام جديدة للدراسات الموسيقية الجزائرية بالمعهد الوطني. للإشارة، فإن عام 1946م شهد التحاق الأستاذ عبد الرزاق بالفرقة الموسيقية الملقبة بالصنعة التابعة للإذاعة، والتي كان مشرفا عليها أخوه الأكبر الأستاذ محمد، الذي كان ينشط من خلالها بتقديم معزوفات برفقة الكثير من الفنانين. موازاة مع عمله في جمعية الجزائرية التي اتحدت مع جمعية الموصلية في 15 أكتوبر 1951م، كان يدرس في المعهد الوطني للموسيقى، ليضيف إلى ذلك نشاطه الإذاعي خارج فرقة الصنعة أيضا الذي بدأ عام 1952م، وفوض الأستاذ أحمد سري نائبا عنه لقيادة الجمعية، وذلك بسبب كثرة مهامه الفنية. بعد وفاة أخيه في جويلية 1956م عادت إدارة فرقة الصنعة إليه، وبقي مديرا لها إلى غاية 1963م السنة التي توقف فيها نشاط الفرقة. عندما تأسست جمعية الفخارجية عام 1981م كان سر التسمية هو تشريف عائلة فاخرجي الفنية، وقبل الأستاذ عبد الرزاق فخارجي أن يكون رئيسها الشرفي، إضافة إلى إدارة القسم العالي فيها. كان له الفضل في تكوين الكثير من الفنانين الجزائريين على مدى ثلاثة أجيال، وترك لنا العديد من التسجيلات والإصدارات الإذاعية التي أنجزها بين عامي 1946م و1963م، إضافة إلى الدروس الموسيقية خلال تدريسه بالمعهد الوطني للموسيقى لسنوات 1960م إلى 1970م، والكثير من الأمسيات الموسيقية والحوارات وغيرها من الأعمال والأنشطة التي تضم إلى ذاكرة هذا الأستاذ الذي يعد من أكبر أساتذة مدرسة الصنعة. توفي عبد الرزاق فخارجي بالعاصمة يوم 12 جانفي 1984م.