اقتحم المطرب القبائلي كمال ايقمان عالم الفن في ال15 سنة من عمره، إلى أن اكتشفه منتج فني حفزه على الظهور في الساحة الفنية من خلال إصداره أول ألبوم له حمل عنوان ”ثمغرة” سنة 1983، ثم ألبوم آخر عام 1985، إلا أن ألبومه الذي نزل إلى سوق الكاسيت سنة 1986 فتح له باب النجاح والانطلاق نحو النجومية، ليقدم طيلة 31 سنة من العطاء الفني ألبومات عديدة أمتع من خلالها محبيه بأجمل الكلمات المعبرة والمؤثرة التي صاحبتها موسيقى عذبة ورقيقة ليكون اليوم من بين المطربين الكبار بصوتهم النقي، ”المساء” التقت كمال ونقلت لكم هذا الحوار... من يكون كمال ايقمان؟ مطرب من قرية آث بوعظة بدائرة اعزازقة، أحببت الفن كغيري من الوجوه الفنية منذ الصغر، لم أكن أتوقع أنه سيأتي يوم أقف فيه أمام الجمهور لأنني كنت أغني لنفسي، حيث وقفت أمام جماهير مختلفة ببلدان عديدة لسنوات طويلة، كنت أبدع وأقدم كل مرة الجديد الأفضل من الذي سبق، لأنني ببساطة أحب الفن من أعماقي، لذلك اعتنيت به، خدمته بكل ما أستطيع ليكون بقدر الثقة والحب الذي يكنه لي جمهوري العريض.
حدثنا عن بداية مشوارك الفني؟ بدأت الغناء وعمري 15 سنة، ذهبت إلى فرنسا مع عائلتي وواصلت دراستي هناك، فالموسيقى بالنسبة لي شغف، إلى أن سمعني أحد المنتجين سنة 1982، وكان عمري 16 سنة، وقتئذ اقترح علي الغناء وإصدار ألبوم، ملحا على ضرورة إظهار موهبتي، وقال لي: ”إننا بحاجة لشباب مثلك للغناء، فأنت شاب نشيط ولديك صوت جميل”، بعدها سجلت ألبومي الأول الذي حمل عنوان ”ثمغرة” عام 1983، بعدها صدر ألبوم آخر، لكن الثالث الذي أصدرته سنة 1986 هو من ساهم في نجاحي وبلوغي عالم النجومية التي وصلتها اليوم.
هل هناك فنان يمكن أن نقول بأنه مصدر إلهامك ونجاحك اليوم؟ — كنت أحب كثيرا الفنان الراحل حميدوش، فأعجبت بطربه وصوته الجميل، كذلك الفنان تاكفاريناس، بوجمعة اقرو وغيرهم، فإلهامي أخذته من حبي للفن، وبالنسبة لنجاحي فهو راجع لقبول الجمهور لي في عالم الفن، فاعترافه بعملي شجعني على العمل أكثر لأقدم ألبومات عديدة، علما أنني كنت أرى أن مستواي ومكانتي الفنية كانت لا تتعدى في البداية حدود ال 20 بالمائة إلى غاية عام 1986، حيث بدأت الأمور تتضح أكثر لأنني اكتشفت قدر المسؤولية الثقافية التي أحملها كفنان، ومنذ ذلك الوقت، انطلقت في عالم الفن دون توقف وناضلت من أجل فن قبائلي نظيف.
كم هو رصيدك في سوق الكاسيت؟ منذ بدايتي الفنية قمت بإنتاج 28 ألبوما غنائيا، قدمتها للجمهور طيلة 31 سنة من العطاء الفني الحافل بالجديد والإبداع، فكل عمل يختلف عن الآخر، مما شجعني على مواصلة العطاء لخدمة الفن.
وهل تحضر للجديد؟ أجل لدي ألبوم جاهز، لكن أفضل الانتظار قليلا، وهو ألبوم يضم 8 أغان بها أغنية ثنائية مع صوت نسوي، كما في ألبوم ”ثيزيري” الذي نال إعجاب الجمهور، وتطرقت في هذا العمل إلى مواضيع جديدة أفضل عدم الإفصاح عن عنوانه حتى يكون مفاجأة للجمهور، خاصة أنني اعتمدت على موسيقيين في المستوى، ومن ناحية الترتيبات والتعديلات الصوتية، علما أن كل ألبوم جديد أشعر أنه الأول ابالنسبة لي، من أجل ذلك أسعى دائما إلى معرفة رأي الجمهور وتقييمه له.
من يكتب كلمات أغانيك، وهل تعكس واقعا عشته أم حكايات الناس؟ أغلبية الأغاني والألبومات التي قدمتها تعبر في مجملها عما عشته في حياتي، فالمستمع يكتشف الصدق في الغناء والمشاعر النابعة من القلب لأنها تعبر بصدق عن معاناة وأحداث ووقائع، لذلك أحب أن يكون منطلق الفكرة حقيقيا لإنتاج أغنية تحمل رسالة وتصل إلى المستمع.
أين يفضل كمال الغناء داخل أو خارج الوطن؟ صراحة أجد الجمهور نفسه أينما ذهبت، وأجد راحتي معه، إلا أنني غبت عن الساحة الفنية الوطنية بسبب عدم وجود مناجير يبرمج الحفلات التي أحييها، خاصة أنني أعيش في الغربة وأقضي وقتا كبيرا هناك. كما قمت مؤخرا بجولة فنية عبر القرى بفعل الحنين، ووجدت أهلها الطيبين الذين شجعوني على النجاح، وأتمنى أن أكون حاضرا بقوة في كل الأماكن ببلادي مستقبلا.
الصيف على الأبواب، فما هو برنامجك للصيف وشهر رمضان؟ سأحيي حفلات فنية خاصة بمناسبات الزواج، كما قمت ببرمجة حفل لشهر رمضان وعند نزول ألبومي الجديد الذي سيكون في متناول الجمهور بعد نهاية كأس العالم وأتركه مفاجأة لهم، أتمنى القيام بجولة فنية عبر كل الجامعات الجزائرية لعرضه.
كيف ترى واقع الأغنية القبائلية؟ الأغنية القبائلية غنية جدا، أعطت لمن أحبها وخدمها بصدق الكثير، كما تعتبر جزءا من ثقافتنا، يجب المحافظة عليها لنقلها بصدق للأجيال القادمة، خاصة أنه توجد إمكانيات أحسن وأفضل اليوم، إذ يمكن الشعور بوجود ديناميكية هامة من طرف المطربين الشباب أصحاب الأصوات الرائعة، إلا أنني آسف لحال المطربين الكبار الذين اختاروا الهامش، حيث أكدت لبعضهم عدة مرات أن الفن القبائلي بجاحة إليهم، حتى ينال كل فرد مطلبه من الغناء.
بحكم تجربتك في الغناء، ما هو النداء الذي تقدمه للمطربين الشباب؟ لدي أمنية أريد فعلا تحقيقها، يقال في ديار الغربة بأن الموضة تعود كل 20 سنة، لذا أتمنى عودة لون الغناء الجماعي، لأنه يقدم الكثير للأغنية القبائلية، العمل الجماعي يحمل الكثير للفن القبائلي، حيث أنني كنت ضمن جماعة ”ايقمان”، وقرر المطرب أزواو الانسحاب منها، لكنه أقر بأن هذه الفرقة علمته الكثير، من جهتي احتفظت بهذا الاسم وأدعو كل الشباب إلى العودة إليها فهي تعود على الجميع بالكثير.
كيف ترى مكانة الفنان في الجزائر؟ حسب ما قرأته في الجرائد، هناك تغيّر، فرغم صعوبة أن تكون الأغنية مصدر رزق للفنان، إلا أنه بتفعيل قانون الفنان والقضاء على القرصنة التي تعتبر مشكلة عالمية، ستكون الأمور بخير.
كلمة أخيرة؟ شكرا لكم على هذه الاستضافة، فأنا سعيد بوجودي هنا للقاء الجمهور والناس الذين أحبهم.