أحصت غرفة الصناعات التقليدية والحرف لولاية البليدة 133 سجين التحقوا بمختلف الحرف، بعدما استوفوا عقوبتهم. وذكر مدير هذه الغرفة، السيد ابن سالم رضا، أن عملية تسجيل المساجين تندرج في إطار مشروع مرافقة النزلاء المسرحين منذ خروجهم من المؤسسات العقابية إلى غاية إدماجهم في عالم الشغل، حيث شرع في تطبيقه لأول مرة بالولاية عام 2013. وأشار المتحدث إلى أن 69 سجينا من بين هؤلاء أصبحوا حاليا حرفيين يعملون في نشاطات عديدة بفضل إعانات الصندوق الوطني لدعم وترقية الصناعات التقليدية، وأن 121 سجين آخر لم يستوفوا بعد مدة عقوبتهم، تحصلوا على شهادة التأهيل المهني داخل المؤسسات العقابية، حيث تلقوا دورات تكوينية في مجالات مختلفة. وأضاف أن هذه العملية تمر بثلاث مراحل مختلفة؛ أولها مرحلة التحسيس والتوعية داخل المؤسسة العقابية، تستهدف الشريحة المرشحة للإفراج عنها، حيث ينظم القائمون على الغرفة زيارات دورية منتظمة داخل هذه المؤسسات لتوجيه النزلاء وشرح الخطوات التي يجب اتباعها عند انقضاء مدة العقوبة. كما يتم تعريفهم بالصناعات التقليدية والحرف وتحسيسهم بفائدتها وأهميتها في مساعدتهم على الاندماج في المجتمع بصفة عامة وعالم الشغل بصفة خاصة. أما المرحلة الثانية، فتتمثل في مرافقة النزلاء عقب خروجهم من السجون بالتنسيق مع المصلحة الخارجية لمرافقة المساجين، حيث يتم توجيههم نحو غرفة الصناعات التقليدية وتعريفهم بآليات الاستقبال وطرق التسجيل في مختلف أجهزة التشغيل من وكالات دعم وتشغيل الشباب وتسيير القروض والمؤسسات البنكية، ليتم بعد ذلك تسجيلهم في سجل الصناعات التقليدية. وتتضمن المرحلة الأخيرة لهذه العملية، إعداد دراسة علمية تحليلية حول انعكاسات ونتائج هذا المشروع على الجانب الاقتصادي والاجتماعي للنزلاء في مجال إدماجهم في عالم الشغل. وذكر السيد ابن سالم أن هذه العملية تهدف إلى مساعدة النزلاء المسرحين للاندماج في المجتمع من خلال استحداث آليات جديدة لمرافقتهم وتعريفهم بغرفة الصناعات التقليدية والحرف في مجال النشاطات الترقوية ودورها في استحداث مناصب شغل جديدة. كما ترمي هذه المبادرة إلى إشراك السلطات المحلية والمجتمع المدني في مساعدة هذه الفئة من المجتمع وتسهيل عملية الإدماج الاجتماعي والاقتصادي عليها.