أكد وزير الدولة وزير الداخلية والجماعات المحلية، السيد الطيب بلعيز، أمس، أنه تم تجنيد أكثر من 460 ألف موظف يوم الاقتراع الرئاسي المقرر غدا الخميس، مشيرا إلى أنه تم توفير جميع الشروط الكفيلة بضمان الشفافية والحياد والأمن من أجل إنجاح عملية الاقتراع. قال السيد بلعيز، في حديث لوكالة الأنباء الجزائرية، أنه سيتم توفير كل الشروط الكفيلة بضمان الشفافية والحياد والأمن من أجل إنجاح عملية الاقتراع، مؤكدا على ضرورة أن "يكون الجزائريون واثقين من احترام خيارهم الشرعي والسيد". وإذ دعا وزير الداخلية، بالمناسبة، الجزائريين إلى لعب دورهم "الكامل" بالمشاركة "بقوة وفي هدوء وأمن" في هذه الانتخابات، فقد وصف هذا الموعد الانتخابي ب«المنعرج الحاسم" في تاريخ الشعب الجزائري في "مسيرته نحو تحقيق آماله ومواصلة واستكمال بناء دولة ديمقراطية ودولة قانون تضمن جميع الحريات، دولة تسير في طريق التقدم وفي كنف السلم والأمن والاستقرار". وذكر الوزير أنه منذ استدعاء الهيئة الناخبة من قبل رئيس الجمهورية في 17 يناير الفارط "والساحة السياسية والاجتماعية الوطنية تعرف حركية كبيرة بحجم أهمية هذا الموعد"، مضيفا في هذا السياق أن "هذه الحركية، التي هي أمر طبيعي، لا تعكس النضج السياسي لشعبنا والأهمية التي يوليها للانتخابات فحسب، بل تعكس كذلك مستواه في اكتساب الممارسة الديمقراطية". وأضاف قائلا "بغض النظر عن الاختلافات في الرؤى والبرامج يبقى حبنا للوطن وتمسكنا بالجمهورية وثوابت الأمة في الحقيقة الرباط الذي يوحدنا والذي يدعو كل واحد منا إلى احترام الآخر وأفكاره وكذا احترام الدستور وكذا القوانين والقواعد التي تضبط تعايشنا". وأشار السيد بلعيز إلى أن الإدارة "تضم نساء ورجالا" لا يمكن لأحد التشكيك في التزامهم بخدمة المصالح العليا للأمة وكذا تطلعهم على غرار كل المواطنين إلى جزائر أفضل تسير نحو التقدم والرقي". وفي سياق تسخير إمكانيات إنجاح هذا الموعد الانتخابي قال السيد بلعيز، إنه سيتم فتح 11.765 مركز انتخاب و49.804 مكاتب انتخاب منذ الساعات الأولى لتكون جاهزة لاستقبال الناخبين". وعن تأمين الناخبين ومراكز الانتخاب وضمان سير عملية الاقتراع في كنف الهدوء، أكد السيد بلعيز أن جميع مراكز الانتخاب ستكون مؤمنة من قبل أعوان مصالح الأمن والحماية المدنية، مضيفا في هذا الصدد أن "السلطات المحلية ستوفر خلال هذا اليوم جميع الإمكانيات اللوجيستية الضرورية لاستقبال الملاحظين الأجانب وتسهيل مهامهم". من جهة أخرى، ذكر السيد بلعيز أنه فور إعطاء رئيس الجمهورية تعليمات للحكومة خلال مجلس الوزراء المنعقد يوم 29 سبتمبر 2013 باتخاذ جميع الإجراءات والتدابير الضرورية لضمان السير الحسن للانتخابات الرئاسية، قامت وزارة الداخلية بتجنيد جميع إطاراتها على المستوى المركزي والمحلي. وأضاف أنه تم إحصاء 22.880.678 ناخبا بعد عملية المراجعة الاستثنائية للقوائم الانتخابية التي شرع فيها بعد استدعاء الهيئة الناخبة، إلى جانب تسيير عملية سحب استمارات اكتتاب التوقيعات ووضع تدابير للتصديق على التوقيعات من قبل ضباط الحالة المدنية، مضيفا في هذا الصدد أنه تم تسجيل 137 عملية سحب استمارات. كما أشار السيد بلعيز إلى تنظيم لقاءات مع القطاعات المعنية ولقاءات في الخارج بين إطارات الوزارة والمسؤولين على مستوى الممثليات الديبلوماسية والقنصلية المكلفة بتنظيم اقتراع الجالية الوطنية المقيمة بالخارج. وقال في هذا الصدد "كلفت كذلك الأمين العام لوزارة الداخلية بتنشيط عدة لقاءات تضم ممثلي جميع الولايات حيث وجهت، مرة أخرى، تعليماتي الصارمة لجميع إطارات وموظفي الجماعات المحلية المكلفة بتنظيم هذا الاقتراع والتطبيق الصارم للإجراءات القانونية والتنظيمية السارية"، مضيفا في هذا الصدد أنه تم انتهاز فرصة هذه اللقاءات للتذكير بالأوامر الواردة في تعليمة رئيس الجمهورية خاصة ما يتعلق بالحياد والشفافية. وقال في هذا السياق أن "وزارة الداخلية أعدت دليلا لصالح الموظفين المكلفين بتأطير مراكز ومكاتب الانتخاب، للتذكير بجميع الإجراءات القانونية والتنظيمية المتعلقة بتنظيم وسير الاقتراع مع تحديد مسؤولية كل واحد". وأوضح الوزير أن المطبوعات الخاصة بالاقتراع أرسلت إلى الولايات والممثليات الدبلوماسية والقنصلية في الخارج. مضيفا في هذا السياق "سهرنا على توفير جميع الوسائل المادية من أجل إنجاح العملية كما يدل على ذلك السير الحسن لعملية اقتراع الجالية في الخارج وعلى مستوى المكاتب المتنقلة". وفي تقييمه لمجريات الحملة الانتخابية، أكد وزير الدولة وزير الداخلية والجماعات المحلية، أنها جرت عموما في ظروف حسنة، معربا في هذا الصدد عن أسفه ل«بعض" حالات العنف التي شابت الحملة. قبل أن يستطرد في هذا السياق "من المتوقع أن تعرف انتخابات بمثل هذا الحماس والأهمية بعض التجاوزات والتي تناقلتها الصحافة بشكل واسع وذلك لم يعرقل الحملة الانتخابية التي جرت عموما في ظروف حسنة". وفي رده على من يتهم الإدارة بالتزوير حتى قبل عملية الاقتراع، قال وزير الداخلية أن هؤلاء الأشخاص "يضعوننا أمام منطق متناقض يقضي بأن نزاهة الانتخابات مرهونة بفوزهم وأن خسارتهم تعني حتما وجود تزوير". وأضاف أن هذا "المنطق مناف للديمقراطية وللأخلاق لأن الممارسة الديمقراطية تقضي بأن يهنئ المنهزم الفائز وأن ينوه هذا الأخير بمن لم يحالفه الحظ"، مشيرا إلى أن مبدأ الانتخابات الديمقراطية وفضلا عن منطق وجود فائز ومنهزم "يكمن في أن الفوز يكون في الأخير للدولة والمجتمع، وعليه – يضيف بلعيز- "فإن الانتخابات تمثل الوسيلة الوحيدة للحفاظ على السلم والاستقرار والأمن وتعزيزهم". وأشار السيد بلعيز إلى أن "الأهم من هذا كله هو أن جميع المترشحين وممثليهم تمكنوا من التعبير عن آرائهم بكل حرية على مدار ثلاثة أسابيع وعبر التراب الوطني. كما كانت لهم الفرصة لإطلاع المواطنين على رؤيتهم السياسية وبرامجهم لصالح الجزائر في حال انتخابهم". وأوضح في سياق متصل أن الفضاءات التي خصصتها الإدارة كانت كلها جاهزة "في الوقت المناسب" لاستقبال المترشحين وممثليهم وكذا المواطنين الذين حضروا هذه التجمعات. وعن مشاركة المواطنين في مختلف التجمعات، قال السيد بلعيز إن الحملة الانتخابية التي اختتمت، منتصف ليلة يوم الأحد، عرفت بداية "محتشمة" خلال الأسبوع الأول إلا أنها انتعشت أكثر بداية من الأسبوع الثاني، مذكرا بأن الإدارة وضعت مجانا لصالح المترشحين الستة 3250 فضاء، تمثلت في 1868 قاعة و799 ملعبا و583 ساحة عمومية، مضيفا أن اللجان المختصة قامت بتفتيش مستمر لهذه الفضاءات للسهر على السير الحسن للتجمعات.