يجري حاليا تدعيم وتعزيز الوجهة السياحية نحو قصبة دلس بشرق بومرداس، من خلال إنجاز مركز للصناعات التقليدية والحرف انطلقت أشغاله مؤخرا، حسبما علم من مديرية السياحة والصناعات التقليدية. ويهدف إنجاز هذا المشروع الهام إلى تحقيق عدة أهداف، تتمثل أبرزها في الحفاظ على التراث المادي لقصبة دلس العتيقة، وإعادة إحياء مختلف الحرف التي اشتهرت بها القصبة خلال تعاقب مختلف الحضارات على حكمها. ويشير عرض قدمه مكتب الدراسات لوزير السياحة والصناعات التقليدية خلال زيارته للولاية مؤخرا، دور هذا المرفق الثقافي والسياحي في تثمين وإعادة الاعتبار للحرف ومختلف الصناعات التقليدية المزاولة إلى حد اليوم من طرف سكان القصبة والمناطق المجاورة لها، على غرار حرفتي صناعة السلال والفخار. يجري إنجاز هذا المشروع المسجل ضمن المخطط الخماسي 2010 - 2014 والمسطر سنة 2011 وكان من المقرر تسليمه نهاية عام 2012، لكنه عرف تأخرا لأسباب مختلفة، على عقار تناهز مساحته ال 700 م2، اختير بعناية بالقرب من القصبة حتى يستجيب لمتطلبات المشروع. ويتماشى النمط المعماري والشكل الهندسي الذي ينجز وفقه هذا المرفق الذي انطلقت به الأشغال في شهر ديسمبر 2013 ويسلم بعد 15 شهرا، حسبما هو مسطر في الدراسة استنادا إلى منجزيها وفق ”الطابع العربي الإسلامي للقصبة”، مراعين في ذلك التغيرات التي أحدثتها مختلف الحضارات التي تعاقبت على حكم هذه المدينة التاريخية. ويتكون هذا المبنى الثقافي، إضافة إلى الطابق الأرضي، من طابق سفلي وآخر علوي يضمان 14 ورشة متخصصة وتقنية لممارسة مختلف المهن والحرف، وقاعات أخرى للتكوين وفضاءات متعددة النشاطات للعرض والتسويق، وأخرى مخصصة لنشاط الجمعيات وإقامة مختلف النشاطات. وعبر عدد من ممثلي الجمعيات والنوادي الناشطة في إطار الحفاظ على التراث المادي واللامادي في معرض الصناعات التقليدية المقام ب”دار البيئة” لبومرداس عن ”تفاؤلهم الكبير” و”ابتهاجهم” بهذا المشروع المرتقب على مستوى قصبة دلس، مطالبين في نفس الوقت بضرورة ”الإسراع ”في إنجازه لتدارك التأخر الملاحظ في المجال لأنهم ”في أمس الحاجة إلى مثل هذه الفضاءات على مستوى مدينة دلس العريقة”.