ككل سنة تحيي الجزائر مثل باقي بلدان العالم اليوم العالمي لمكافحة المخدرات المصادف ل 26 جوان. وككل سنة تتعالى الأصوات بالمناسبة لتجديد التأكيد على خطورة ظاهرة الادمان على المخدرات وعلى انعكاساتها السلبية على الاسر والمجتمعات. والجزائر أصبحت في السنوات الاخيرة معنية كثيرا بالظاهرة بعد ان استفحلت وانتشرت بطريقة لافتة للانتباه بل ومخيفة وسط الشباب الجزائري. فبلادنا التي كانت في السابق مجرد محطة عبور لكل انواع المخدرات، أصبحت اليوم سوقا لاستهلاكها، وبعد ان كانت نوعية المخدرات المتوفرة في الجزائر تقتصر على القنب الهندي أو الكيف والاقراص المهلوسة، شهدت السوق دخول أنواع اخطر لاسيما الهيروين والكوكايين. وما يزيد من خطورة الوضع هو بروز ظاهرة جديدة هي انتشار مزارع القنب الهندي في عدد من ولايات الوطن بعضها تم اكتشافه من طرف مصالح الامن، والأكيد أن أخرى مازالت تنتج هذه السموم التي اصبحت تمس حتى التلاميذ في مدارسنا البنات منهم والبنين. أمام هذه المعطيات وبعيدا عن الدوافع الاجتماعية والنفسية التي قد تبرر انتشار تعاطي المخدرات، فإن البحث في سبل علاج فعالة وناجعة يعد مطلبا ملحا لاسيما وأن الردع بكل ما له من فائدة لايعد إلا جزء من الحل، وقد يكون الجزء الأضعف في معادلة مكافحة المخدرات التي تحتاج الى تظافر جهود الجميع طيلة ايام السنة، فالمخدرات ليست قضية يوم عالمي يحتفل به، بل مسألة ذات اولوية تحتم بذل جهود اكبر لحصر الظاهرة وإبعادها عن الشباب، وهو ما يعني التطرق لها باستمرار واعداد برامج واقعية للوقاية وللعلاج مع تكثيف عمليات المراقبة في الحدود، ومحاربة الشبكات المافيوية التي تعد الرابح الأكبر من وراء استفحال الادمان.