أحيت الجزائر أمس، اليوم العالمي لمكافحة االمخدرات، المصادف ليوم 26 جوان من كل عام، في ظل التحذيرات التي أوردها التقرير السنوي للأمم المتحدة الذي أكد على ارتفاع نسبة المتعاطين لمختلف أنواع السموم والذي بلغ 226 مليون شخص. وأكد رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث، البروفيسور مصطفى خياطي، أن هيئته سجلت نفس نسبة الاستهلاك على مستوى جميع ولايات الوطن، باستثناء الانخفاض المسجل في ولايات الجنوب، و أضاف المتحدث بأن " فورام" أعدت دراسة خلال الشهرين الأخيرين على المستوى الوطني توصلت من خلالها إلى أن استهلاك السموم لم يعد مقتصرا على فئة معينة دون غيرها، خاصة عند فئة الشباب، كما أثبتت الدراسة أن نسب الاستهلاك بين الجنسين لم تعد حكرا على الذكور بل تعدته لتشمل الإناث مع تتفوق طفيف للفئة الأولى. وحسب الدكتور خياطي فإن نسب الاستهلاك المزمن تتراوح ما بين 7 و 10 بالمائة عند الذكور، و من 3 إلى 4 بالمائة عند الإناث، مضيفا أن هذه الوضعية أصبحت تتطلب تدخل جميع الفاعلين من أجل الحد من ارتفاع نسب انتشار واستهلاك المخدرات. وأشار ذات المتحدث إلى أن هيئته تعمل على إشراك المجتمع المدني نظرا لفعالية العمل الجواري في هذا المجال، وفي هذا السياق قامت الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث بإنشاء شبكة وطنية تتكون من 500 جمعية ستقوم بالتنسيق مع جميع الجهات بما فيها الأولياء للحد من ظاهرة الإدمان على المخدرات. من جانبه اعتبر عبد المالك سايح المدير العام للديوان الوطني لمكافحة المخدرات وإدمانها، خلال افتتاحه اليوم العالمي لمكافحة المخدرات أول أمس ، أن الجزائر باعتبارها منطقة عبور مرشحة لتطور واستفحال هذه الآفة لأسباب واقعية أملتها بعض الظروف منها الحدود الجزائرية مع المغرب الذي يعتبر من أكبر الدول المنتجة للقنب الهندي بنسبة 60 % من الإنتاج العالمي وكذلك قيام الدول الأوروبية بغلق أبوابها أمام التهريب الغربي مع عزوف الأوروبيين عن تناول هذا النوع من المخدرات وتعويضه بالكوكايين، إلى جانب بروز منافسة افريقية في إنتاج مادة القنب الهندي، معتبرا في ذات الوقت أن السوق الجزائرية أصبحت مواتية بالنظر إلى النسبة المسجلة لدى فئة الشباب والتي وصلت إلى 85% والتي تخص فئة من 16 إلى 45 سنة. هذا وأصبحت الجزائر في السنوات الأخيرة من أكثر البلدان المعنية بهذه الظاهرة وذلك بعد الانتشار الواسع لهذه الآفة وسط الشباب الجزائري، وتحولها من بلد عبور إلى منطقة استهلاك واسع حسب تقرير الديوان الوطني لمكافحة المخدرات وإدمانها.