على الرغم من أن ولاية قسنطينة شهدت خلال السنوات الماضية العديد من المشاريع الضخمة، إلا أن بعض النقائص لا تزال تشكل هاجس المواطنين، على غرار منطقة صالح دراجي التابعة لبلدية الخروب وكذا حي 213 مسكن الذي يشتكي سكانه من نقص المرافق الضرورية وغياب التهيئة وعدم الاهتمام بها من طرف المسؤولين المحليين. من خلال الجولة الميدانية التي قادتنا إلى حي 213 مسكن بمنطقة صالح دراجي، والتي ترجع نشأتها إلى سنة 1986، لاحظنا من الوهلة الأولى حجم النقائص بالمنطقة بدءا من نقص المرافق الضرورية، وصولا إلى عوامل التهيئة التي لا ترقى حتى إلى المستوى المتوسط. وطرح أعضاء جمعية الحي مجمل انشغالاتهم التي لم تلق، حسبهم، استجابة فعلية من قبل المسؤولين، فيما كشفوا عن حاجتهم الماسة للاستفادة من السكن الريفي الذي يعتبر أحد أهم مطالبهم، حيث لم يستفد هؤلاء السكان إلا من 80 حصة فقط من برنامج سنة 2011، من مجموع 1243، وهي الحصة التي تعتبر قليلة وغير كافية مقارنة مع عدد طالبيها، مع العلم أن الحصة الخاصة بسنة 2013 لم يتم الإفراج عنها بعد. كما أكد محدثونا أن مصالح دائرة الخروب تتحجج بعدم توفر الوعاء العقاري، وهو ما نفوه تماما، مؤكدين على توفر الغلاف العمراني بالمنطقة، حيث وعدهم رئيس الدائرة بتسوية الأمر، لكن دون جدوى، وهو ما جعلهم يشددون على ضرورة إنهاء هذا المشكل الذي يأخذ حيزا كبيرا من اهتمامهم، وعدّد السكان جملة من المرافق، منها الهياكل الرياضية التي من شأنها أن تساعد الشباب على تفجير طاقاتهم ومواهبهم.
مرافق غائبة ومواطنون يشتكون يتسبب غياب المؤسسات التربوية بمنطقة صالح دراجي في متاعب المئات من المتمدرسين، حيث يضم الحي ابتدائية واحدة ومتوسطة تبعد عن الحي بحوالي كيلومتر واحد، فيما تنعدم بها الثانوية، حيث يضطر الطلاب إلى التنقل نحو المؤسسات المتواجدة على مستوى بلدية الخروب، متحملين مشقة التنقل في غياب الدور الفعال لوسائل النقل المدرسي وإن توفرت فهي غير كافية، مما يضطرهم إلى التنقل عبر وسائل النقل العمومية، وهو نفس الوضع الذي يتكبده طلاب الجامعة الذين يفوق عددهم ال 100 طالب، هذه الفئة الجامعية التي تفتقر لخدمات النقل الجامعي الذي يعتبر حتمية وضرورة لا يمكن الاستغناء عنها، حيث يستفيقون في ساعات جد مبكرة من الصباح حتى يتنقلوا إلى بلدية الخروب ليلتحقوا بالحافلات التي تنطلق على الساعة السابعة والربع، مجازفين بحياتهم في ظل تعرض العديد منهم إلى اعتداءات عند خروجهم في الصباح الباكر. وحسب السكان، فإن هذه الوضعية ليست بالغريبة عن المنطقة التي تعرف نقصا في الضروريات... حتى المستوصف الوحيد الموجود بالمنطقة يؤدي خدمات محدودة مع غياب المناوبة ونقص وسائله، إلى جانب سيارة الإسعاف الخاصة به، التي لم يروا من خدماتها شيئا وبقيت مركونة في حظيرة البلدية لأسباب لم يفهموها حتى الآن، فضلا عن تواجده في حالة لا يحسد عليها في ظل نقص النظافة بالمنطقة عموما، لاسيما أن مصالح البلدية تخصص شاحنة تقوم برفع النفايات في العديد من الأحياء، على غرار حي 750 مسكن، 80 مسكنا و213 مسكن، وغيرها من التجمعات السكنية المتواجدة بمنطقة صالح دراجي، وهو ما يجعل مهمة النظافة بشاحنة صغيرة صعبة التحقيق. إلى جانب ذلك، يشكو السكان نقص التزود بمياه الشرب التي تصلهم ساعة فقط في اليوم، مع انقطاع يدوم لأكثر من 10 أيام، أما في الفترة الأخيرة ولمدة تجاوزت الشهر فإن السكان يواجهون، حسبهم، أزمة حادة بعد غياب هذه المادة الحيوية والأسباب تبقى مجهولة.
محلات المؤسسات المصغرة مغلقة منذ سنة 2005 والسكان يتساءلون أطلعنا أعضاء من “جمعية السلام صالح دراجي” الذين اصطحبونا في زيارتنا إلى المنطقة على الوضعية الكارثية لمشروع “محلات الرئيس” أو بالأحرى مركب المؤسسات المصغرة الذي استفادت منه البلدية سنة 2005. فبعد أن تم توزيع محلاته على المستفيدين، تراجعت البلدية وقامت بانتزاع هذه المحلات منهم بحجة أن المشروع تغير، والأغرب أن مركب المؤسسات المصغرة بقي مغلقا لا يؤدي أية وظيفة، مما جعل السكان يساءلون عن ترك مثل هذا الهيكل مهملا دون أن تستفيد منه أية جهة، على الرغم من أنه موجه للشباب بالدرجة الأولى. وعلى هذا الأساس، يطالب سكان صالح دراجي المسؤولين بضرورة الالتفات إلى وضعيتهم والتكفل بانشغالاتهم.