وصل الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، إلى كوريا الجنوبية في ثاني محطة له ضمن جولة آسيوية بدأها بمحطة العاصمة اليابانية طوكيو، على أن يختمها بماليزيا والفلبين. ووصل الرئيس الأمريكي، إلى سيول في زيارة تدوم 48 ساعة يسعى خلالها إلى طمأنة حليفته كوريا الجنوبية، بأنه ملتزم بالضغط على بيونغ يانغ لحملها على التخلّي عن طموحاتها النووية. ولكن زيارة أوباما، اصطدمت برسالة رفض قوية من بيونغ يانغ، ترجمتها الشكوك المتزايدة حول احتمال قيام كوريا الشمالية بتجربة نووية جديدة بالتزامن مع تواجد أوباما في سيول. وأدانت بيونغ يانغ، زيارة الرئيس الأمريكي لجارتها الجنوبية، واعتبرت أنها تصعيد للتوتر، وإضفاء مزيد من "السحاب الأسود على سباق التسلّح النووي". وهو ما جعل متتبعين يرفعون احتمال أن تعمل بيونغ يانغ، على التشويش على زيارة أوباما من خلال إجراء تجربة نووية جديدة، بما يشكل رسالة تهديد وتحد واضحة للولايات المتحدة ولكل المجموعة الدولية. وهو ما جعل الرئيس أوباما، يسارع إلى تحذيرها من احتمال تعرضها لسلسة عقوبات جديدة في حال إجرائها لتجربة نووية رابعة. وقال لدى لقائه نظيره الكوري الجنوبي، بارك غون هيه، أن "التهديدات لن تقدم أي شيء لكوريا الشمالية". وأضاف "إذا كان لكوريا الشمالية أن تقع في خطأ إجراء تجربة نووية أخرى، فيجب عليها أن تتوقع ردا حازما من المجتمع الدولي". وأشار الرئيس الأمريكي، إلى أن واشنطن وسيول "يبقيان على نفس الموجة في رفضهما لكوريا شمالية نووية"، بل حتى أنه اعتبر أن الصين الحليف التقليدي لهذه الأخيرة على وعي "بالتهديد الكبير" الذي تمثله بيونغ يانغ. وقال أن "الصين بدأت تعترف بأن كوريا الشمالية لا تشكل فقط ضررا، بل أصبحت مشكلا أمام أمنها القومي". وكان متوقعا أن يطغى موضوع البرنامج النووي لكوريا الشمالية على محادثات أوباما في سيول، بعد أن أظهرت صور التقطت بالأقمار الاصطناعية قبل يومين نشاطا متزايدا في موقع "بونغيي ري" للتجارب النووية في الجانب الشمالي من شبه الجزيرة الكورية. وكانت سيول أعلنت الثلاثاء الماضي، أنها رصدت في نفس الموقع مؤشرات تدل على أن بيونغ يانغ، قد تكون تحضّر لتجربة نووية جديدة قد تجريها خلال زيارة باراك أوباما، التي ستستمر 48 ساعة. غير أن الكوريين الجنوبيين انشغلوا مؤخرا بواحدة من المآسي في تاريخهم إثر غرق عبّارة تقل مئات من الطلاب. وعلى إثر ذلك قال أوباما "أعلم أن زيارتي الآن تأتي بينما الكوريون الجنوبيون في حداد، وزيارتي ستكون فرصة للتعبير عن مواساة الشعب الأمريكي لهم". يذكر أن كوريا الشمالية كانت أجرت ثلاث تجارب نووية الأولى في أكتوبر 2006، ثم ماي 2009 والأخيرة شهر فيفري من العام الماضي، في تحد للمجموعة الدولية ومجلس الأمن الدولي، الذي يمنع مثل هذه التجارب وهو ما عرّضها لسلسلة عقوبات دولية، لكن ذلك لم يمنعها من المضي قدما في برنامجها النووي، ضاربة عرض الحائط بكل القوانين الدولية. للإشارة أيضا فإن الولاياتالمتحدة، تنشر 82000 جندي على الأراضي الكورية الجنوبية يشاركون كل عام في مناورات عسكرية مشتركة مع نظرائهم في هذا البلد الآسيوي كثيرا ما أثارت حفيظة الجارة الشمالية.