برقيات التهاني التي تتوالى بمناسبة انتخاب السيد عبد العزيز بوتفليقة، رئيسا للجمهورية، لا تتضمن فقط تهاني بروتوكولية لملوك ورؤساء وأمراء وشخصيات دولية، لشخص الرئيس المنتخب، وإنما الأهم هو الإقرار بنزاهة الانتخابات الرئاسية، واعتراف بتمسك الشعب بخيار السلم والأمن والاستقرار، الذي تعكسه تزكيته للسيد بوتفليقة، رئيسا للجمهورية لعهدة رابعة. ورغم كل هذا مازال هناك من يتغنّون بالتزوير من دون أن يثبتوا ذلك بأبسط دليل، سواء تعلّق الأمر بمترشح للرئاسيات لم يتمكن من حصد أصوات الجزائريين، رغم أن مترشحين آخرين اعترفوا بالهزيمة، وأقروا بنزاهة انتخابات 17 أفريل، وهنّأوا المترشح الفائز كسلوك حضاري منهم يؤكد فهمهم الصحيح للديمقراطية، أو تعلّق الأمر بأشباه المحللين السياسيين وما أكثرهم، وأشباه الصحافيين الذين أصبحوا طرفا في اللعبة الديمقراطية، وراحوا يشكّكون في اختيار الأغلبية الساحقة من هذا الشعب، معتمدين المنطق الخاطئ القائم على فوز المترشح الذي راهنت عليه الدوائر الخاسرة، أو القول بأن هناك تزويرا!؟ فأي ديمقراطية هذه التي يتشدّقون بها؟ الديمقراطية حسب المقاس والتشكيك في خيار الشعب، بل واحتقاره على أساس أنه لم ينضج بعد، وهو بحاجة لمن يوجهه التوجيه المفروض لاختيار المترشح الذي راهن عليه البعض، دون مراعاة خيار الشعب وكلمته النهائية. لقد أثبت الجزائريون للعالم أجمع أنهم يرفضون الوصاية من أي كان، فهم يستمعون للجميع ويميّزون بين الغث والسمين، ويحترمون كل الآراء بحكم إيمانهم بالمفهوم الصحيح للديمقراطية، لكنهم يوم الفصل يقولون كلمة الحسم بكل حرية، وعلى الذين مازالوا يشكّون في اختيار الشعب، أن يرتقوا إلى مستوى الممارسة الديمقراطية، وأن يحترموا ما أفرزه الصندوق.