استهدفت ”جمعية القبة المتحدة” و«جمعية مرضى السكري” لولاية الجزائر، في إطار نشاطها الرامي إلى نشر ثقافة التبرع بالدم والكشف المبكر عن داء السكري، العاملين والموظفين التابعين لمؤسسة ”القدس” بالشراقة، الذين يفوق عددهم ألف عامل، حيث اختار القائمون على هذه المبادرة تحفيز المواطنين على التشخيص والتبرع عن طريق التنقل إليهم، تحت شعار ”لنحافظ على صحتنا معا”. في الساعات الأولى من الصباح، جهزت ”جمعية القبة المتحدة” بالتنسيق مع ”جمعية مرضى السكري” لولاية الجزائر ساحة مركز التجارة والأعمال ”القدس” بالشراقة، وبالتحديد مقر ”استالافيستا” الذي تحول إلى شبه عيادة يتم فيه إجراء فحص حول داء السكري وتقديم نصائح ومعلومات حول التغذية الصحية التي يشرف عليها مختصون نفسانيون ومختصون في التغذية، كما تم في الساحة ركن شاحنة التبرع بالدم التابعة للمؤسسة الاستشفائية لباب الوادي، حيث سرعان ما التف حولها بعض العاملين بالمركز للقيام بعملية التبرع، والاطلاع على فحوى النشاط الخاص بالكشف عن السكري، وكان من أول الوافدين؛ طبيب فلسطيني بمستشفى ”الشفاء” بوزارة الصحة الفلسطينية، متواجد في الجزائر قصد الحملة، متبرعا، حيث قال ل«المساء” بأنه يتبرع لأول مرة، رغم أنه أشرف في فلسطين على تأطير العديد من عمليات التبرع بالدم، وينصح المواطنين بالإقبال على التبرع وتحديدا بالنسبة للأفراد الذين تكون نسبة ”الهيموغلوبين” في دمهم مرتفعة. وحول أهمية المبادرة، تحدثت ”المساء” إلى رئيس ”جمعية القبة المتحدة”، السيد عبد الحق زقاد الذي قال بأن الجمعية تنشط في مجالات مختلفة؛ رياضية، ترفيهية، اجتماعية، ثقافية وصحية. وأدرجت من بين أهدافها؛ الاهتمام بالشباب والأطفال، ولأن موضوع التثقيف الصحي يهم كل فئات المجتمع، بادرنا حوالي ستة أشهر بعد تأسيس الجمعية إلى القيام بثلاث حملات تحسيسية حول التبرع بالدم وأمراض الضغط الدموي، والتثقيف حول داء السكري بالتنسيق مع جمعية مرضى السكري لولاية الجزائر، حيث كان النشاط الأول ببلدية القبة، أين كان تجاوب المواطنين كبيرا سواء فيما يخص التبرع بالدم أو التشخيص حول مرض السكري، بينما لقيت الحملة الثانية إقبالا كبيرا بالمستشفى الجامعي ”مصطفى باشا”، واليوم ارتأينا التنقل إلى الموظفين العاملين بالمؤسسات لتحفيزهم على التحلي بثقافة التبرع، وتمكينهم من بعض المعلومات الخاصة بالسكري وحملهم على التشخيص المبكر. ومن جملة الأهداف المسطرة، يقول رئيس ”جمعية القبة المتحدة”؛ نسعى إلى نشر ثقافة التبرع بالدم في المؤسسات وتشجيع المواطنين على التقرب من شاحنات التبرع بالدم من خلال الكشف عن أهمية هذه العملية التي تفيد المتبرع أولا وتمكنه من الحصول على بعض المعلومات الصحية حول أمراض الضغط الدموي والسكري، فتتكون لديه ما يسمى ب”الثقافة الصحية”. يرتبط داء السكري ارتباطا وثيقا بارتفاع الضغط الدموي، لذا يعتبر التشخيص مهما بالنسبة للمصابين بالضغط الدموي وكذا السكري، يقول فيصل أوحدة رئيس جمعية مرضى السكري لولاية الجزائر: ”تبادر الجمعية في إطار نشاطها التحسيسي السنوي إلى مرافقة الجمعيات في مجال التوعية الصحية، وفي كل مرة نرفق العملية بأطباء يتولون عملية التشخيص للبحث عن حالات جديدة، إلى جانب الاعتماد على مختصين في مجال التغذية لتقديم إرشادات ومعلومات حول داء السكري...ماهيته...مضاعفاته، لأن عملنا التحسيسي يمس المصابين بداء السكري لحملهم على تفادي التعقيدات، ولغير المصابين بغية توعيتهم بسبل توخي الإصابة بالداء عن طريق الاعتماد على غذاء صحي متوازن، منتظم، مرفق بممارسة الرياضة وتجنب التدخين”. وعند الحديث عن النظام الغذائي الصحي، يقول أوحدة بأنه لا يعني المصاب بالمرض فقط، إنما بالنظر إلى تغير النمط المعيشي والاعتماد على الوجبات السريعة، أصبح النظام الغذائي الصحي ضروريا للمصاب وغير المصاب، بالتالي لم نعد نتحدث على مستوى الجمعية عن الحمية الغذائية، إنما استبدلناه بالنظام الغذائي الصحي لأنه لا يحوي على ممنوعات، بينما يعتمد على قاعدة التوازن في الغذاء والاعتدال. وفي رده عن سؤالنا حول احتمال تسجيل إصابات جديدة حول داء السكري، جاء على لسان رئيس ”جمعية السكري”، بأن كل العمليات التحسيسية التي سبق للجمعية أن قامت بها تم، فيها تسجيل بعض الحالات الجديدة، مؤكدا على أن أفرادا رغم ما نقوم به من حملات تحسيسية يجهلون أهمية التشخيص المبكر، وبلغة الأرقام تفيد الإحصائيات المسجلة على مستوى الجمعية أنه من 8 إلى 12 بالمائة مصابون بداء السكري على المستوى الوطني، وحسب محدثنا، تم حصرها بين هذين الرقمين لأننا يقول لا نتحدث فقط عن المصابين، إنما نشمل الأشخاص المهيئين للإصابة بداء السكري، بالنظر إلى تواجده في العائلة أو بالاعتماد على نظام غذائي غير صحي. همنا كجمعية، يقول أوحدة، ”هو إكساب المواطنين ثقافة صحية من خلال التأكيد على أهمية القيام بتحاليل طبية شهرية أو سنوية، والإقبال على عمليات التشخيص المجانية التي تبادر إليها الجمعيات في إطار نشاطاتها التحسيسية، فإن تفادي الإصابة بالمرض من خلال التحلي بالوعي الغذائي، خير من البحث عن السبل العلاجية بعد الإصابة به”. تولى كريم مسوس أخصائي في التغذية، مهمة التثقيف الصحي بالنظر إلى أهميته بالنسبة للمصابين بداء السكري وغير المصابين حيث قال: ”أود التأكيد على نقطة مهمة وهي توعية مريض السكري إلى السبل الغذائية التي تمكنه من عيش حياته بطريقة عادية بعيدا عن التعقيدات، فمريض السكري إذا أخذ غذاء السكري تكون لديه وقاية من بعض أمراض الضغط الدموي والقلب والشرايين، كما يتجنب الإمساك لأن غذاء السكري هو وقاية وعلاج، مشيرا إلى أن المريض سواء كان يستعمل ”الأنسولين” أو الأقراص، فإن اعتماده على نظام غذائي متوازن ضروري لتجنب المضاعفات”. ومن أهم النصائح التي ارتأى أخصائي التغذية، كريم، التركيز عليها؛ لفت انتباه المواطنين المرضى وغير المرضى إلى أهمية تحليل السكر في الدم الذي يساعد على إعطاء فكرة شاملة على صحة الفرد في حياته اليومية عن طريق الكشف عما إذا كان هناك تأثير للغذاء على نسبة السكر في الدم أو تأثير الدواء على السكر في الدم إذا كان الفرد مصابا بالمرض، مشيرا إلى أنه في حال تأثر المريض المصاب بداء السكري بالوخز المتكرر، ما عليه إلا أن يحسن اختيار الجهاز المناسب، خاصة أننا نتوفر على العديد من الأجهزة.