عرفت مؤسسة الصحة الجوارية العمومية بالقبة العناصر مؤخرا، توافد أعداد كبيرة من المواطنين على اختلاف شرائحهم العمرية، للمشاركة في فعاليات اليوم التشخيصي التحسيسي لاكتشاف حالات جديدة للضغط الدموي، وكذا مرض السكري، وتأتي هذه المبادرة التي أشرفت على تنظيمها مؤسسة الصحة الجوارية بالتنسيق مع جمعية مرضى السكري لولاية الجزائر، تزامنا والاحتفال باليوم العالمي للصحة، الذي حمل هذه السنة شعار «الضغط الدموي». في حديثه ل «المساء»، قال فيصل أوحدة رئيس الجمعية الجزائرية لمرضى السكري «إنه تزامنا وإحياء اليوم العالمي للصحة، ارتأينا المشاركة في اليوم التحسيسي باعتبار أن صحة المواطن الجزائري تهمنا كجمعية معنية بمرضى السكري، ومن خلال هذا اليوم نحاول عن طريق الفحوص التي نباشرها، الكشف عن حالات جديدة لمرض الضغط الدموي أو السكري لأشخاص يحملونهما دون أن يعرفوا ذلك، ومن خلال مثل هذه الأيام نحاول توعية الناس بأهمية القيام بالفحوص الدموية الدورية لتجنب التعقيدات الصحية التي يمكن ان تصيبهم. وحول مدى الوعي الصحي من خلال الإقبال على هذه الفحوص، قال محدثنا أن المواطن الجزائري يقبل كثيرا على التشخيص نتيجة تنامي درجة الوعي لديه والخوف أيضا مما قد يصيبه من تعقيدات صحية. وأردف قائلا « خلال الفترة الصباحية فقط تمكنا من تسجيل شخصين مصابين بارتفاع الضغط الدموي قمنا بتوجيههما قصد المرافقة الصحية». وتابع عملية التشخيص أطباء أشرفوا على عملية قياس الضغط الدموي وكذا السكري، إلى جانب أخصائيين في التغذية حاولوا تقديم بعض النصائح الغذائية للمرضى باعتبار أن التغذية عنوان الصحة. وفي حديثها ل «المساء»، قالت محاية شلوح، أخصائية في التغذية « إن النصيحة التي ينبغي أن تعمل بها الأسرة الجزائرية اليوم لحماية صحتها، هي تغيير العادات الغذائية الخاطئة التي تعد أحد أهم أسباب تفشي العديد من أمراض العصر على غرار داء السكري الناتج عن قلة الحركة، والإكثار من تناول السكريات، وكذا داء ارتفاع الضغط الدموي، لا سيما من الأكلات السريعة التي تحوي كمية كبيرة من الملح. وتنصح محدثتنا المواطنين، خاصة الذين يوجد بعائلاتهم أكثر من شخص واحد مصاب بداء السكري أو الضغط الدموي، بوجوب القيام بفحوصات دموية دورية، إلى جانب العودة إلى تناول الأغذية المطبوخة بالمنازل، باعتبار أنها تحوي عنصرين هامين هما النظافة التي تفتقر إليها أغلب الأغذية التي تباع بمحلات الأكل السريع، أما العنصر الثاني فيتمثل في اعتمادها على الخضروات التي تعتبر ضرورية لصحة الإنسان والتي غفل عنها الكثيرون، إلى جانب الحرص على ممارسة الرياضة وتجنب الخمول والكسل، خاصة بعد الأكل. وكان من بين المشرفين على تنشيط اليوم التحسيسي، عبد الحفيظ حبيطوش، طبيب رئيسي بدار السكري بالمؤسسة العمومية، الذي قال ل «المساء»: «إن مرض السكري مرتبط بالضغط الدموي بنسبة 80 بالمائة وأن الجزائر تحصي 20 بالمائة من مرضى الضغط الدموي، أي بمعدل 7 ملايين شخص، وأن هناك بعض المرضى الذين إلى جانب كونهم مصابين بالسكري يعانون من ضغط الدم، هذان المرضان اللذان يوصفان بأنهما من أخطر الأمراض ويتسببان في الوفاة، لذا من الضروري الكشف عنهما مبكرا». وأضاف قائلا: «يتشابه داء السكري مع الضغط الدموي من حيث العوامل المسببة لهما والمتمثلة عموما في سوء التغذية، وعدم القيام بالنشاطات الرياضية، والإدمان على التدخين أو شرب الكحول دون ان ننسى السمنة، من أجل هذا أنصح كمختص بداء السكري والضغط الدموي، بتجنب التعقيدات التي يمكن أن تنتج عن هاذين المرضين على غرار العمى وبعض أمراض القلب والقصور الكلوي، وبوجوب العودة الى الغذاء الصحي الذي يحوي كميات قليلة من السكر والملح والابتعاد على المواد الدسمة الدهنية، والإكثار من ممارسة الرياضة والتوجه نحو اكتساب ثقافة صحية، خاصة بعد بلوغ الفرد 40 سنة، عن طريق التردد على المؤسسات الاستشفائية للقيام بفحوص دورية». وفي رده على سؤالنا حول بعض الإحصائيات المتعلقة بمرض السكري والضغط الدموي بالجزائر، قال محدثنا أنه تبعا للإحصائيات التي يقدمها الخبراء، فإن عدد المصابين بداء السكري يقدر ب10 بالمائة على المستوى الوطني، وأن الرقم مرشح للارتفاع نتيجة اكتشاف حالات جديدة، بينما يقدر عدد المصابين بالضغط الدموي ب 20 بالمائة، وعلى مستوى العالم، فإن الجزائر تبعا لتقديرات منظمة الصحة العالمية، تحصي شخصا واحدا من بين ثلاثة مصابين بالضغط الدموي.