انطلقت أمس، رسميا الحملة الانتخابية للرئاسيات المصرية المقرر تنظيمها يومي 26 و27 ماي الجاري، وسط إجراءات أمنية غير مسبوقة في ظل تنامي أعمال العنف في مختلف المناطق بهذا البلد. وتستمر الحملة الانتخابية إلى غاية 23 من الشهر الحالي، يقوم خلالها المرشحان المشير عبد الفتاح السيسي، والزعيم اليساري حمدين صباحي، بتسويق مضمون برامجهما لإقناع الناخبين المصريين، والحلول المقترحة لإخراج مصر من أزمتها المتعددة الاوجه. ويبقى السيسي، قائد الجيش السابق والرجل القوي في مصر، المرشح الأوفر حظا للفوز بهذه الانتخابات، بينما تبدو حظوظ صباحي، وكأنها منعدمة في إحداث المفاجأة وقلب موازين كل التكهنات. ولم يكشف السيسي إلى غاية الآن، عن برنامجه الانتخابي لبلد يتخبّط في أزمة اقتصادية وأمنية حادة، بدأت تأخذ أبعادا خطيرة في ظل تكرار التفجيرات الانتحارية والهجمات المسلحة التي تنفذها جماعات مسلحة وتستهدف بالخصوص القوات الأمنية. ومن المقرر أن يجري السيسي أول مقابلة تلفزيونية يوم غد الاثنين، يكشف من خلالها عن الخطوط العريضة لبرنامجه الانتخابي. وفي أول تصريح له على موقعه على "تويتر" تعهد السيسي، أمس، بإعادة الاستقرار والأمن إلى مصر، وقال "أعدكم بالعمل بكد وأدعو كل واحد لتحمل مسؤولياته معي في بناء هذه الأمة التي هي مسؤوليتنا جميعا". وأضاف "المصريون: بإرادتنا وإمكانياتنا نحقق الاستقرار والأمن والأمل. وسويا نحقق حلم الأمة، تحيا مصر". بمقابل ذلك اغتنم حمدين صباحي، عقد أول تجمع انتخابي له بأسيوط في جنوب البلاد للتنديد بما وصفه ب "باستمرار السياسة التي كانت منتهجة في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك". وأكد انه يسعى "لكسب ثقة الشعب من اجل تغيير سياسات الفساد والظلم والفقر". وتبقى الحملة الانتخابية في مصر مهددة بأعمال العنف التي تعصف بهذا البلد، خاصة مع تصاعد التفجيرات الانتحارية والهجمات المسلحة التي تستهدف عناصر قوات الشرطة والجيش. وفي آخر حلقة من أعمال العنف قتل مصريان وأصيب أربعة آخرون اثر مظاهرات جرت أمس، بمحافظتي الإسكندرية والفيوم. فبينما اكدت وزارة الداخلية المصرية، سقوط قتيلين وثلاثة جرحى بالإسكندرية اثر تعرضهم لطلقات نارية خلال اشتباكات بين الأهالي وأنصار الإخوان المسلمين، أعلنت هذه الأخيرة على موقعها الالكتروني عن سقوط قتيلين بالإسكندرية وخمسة قتلى بمدينة حلوان الى الجنوب من القاهرة. ويأتي مقتل هؤلاء بعد يوم دام شهدته مصر، اثر اغتيال أربعة أشخاص من بينهم ثلاثة عناصر أمنية وعدة جرحى آخرين في تفجيرات انتحارية استهدفت قوات الأمن بالعاصمة القاهرة ومنطقة سيناء. وهو ما دق ناقوس الخطر من المنحى الخطير الذي آل إليه الوضع الأمني في مصر، التي لا تزال تبحث عن أمنها واستقرارها المفقودين. وحذّر خبراء أمنيون محليون من تصاعد أعمال العنف مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية، في وقت جدد فيه مجلس الوزراء المصري، تأكيده على مواصلة الحرب ضد ما وصفه ب«الإرهاب"، وشدد أن مصر "بدأت مسيرتها ولن تلتفت إلى الوراء، وهي ماضية بخطوات ثابتة وواثقة نحو تحقيق خارطة المستقبل" التي بدأت بإقرار دستور مصر الجديد بأغلبية كبيرة من شعب المصري.