تعتزم الاتحادية الجزائرية للملاحة الشراعية، من خلال احتضانها للبطولة الافريقية اختصاص الليزر 4.7، التي انطلقت يوم أمس، و تستمر إلى غاية 7 ماي الجاري، بسد بني هارون بميلة، إنجاح هذه المنافسة التي تجري لأول مرة داخل سد اصطناعي على كافة الأصعدة سواء تعلق الأمر بالجانب التنظيمي أو التنافسي، وذلك بهدف تعميم هذه الرياضة المائية على مستوى كامل السدود. أوضح المسؤول الأول عن الفرع في هذا الشأن، محمد عتبي، أن المجرى المائي يتناسب مع تنظيم المنافسات ذات المستوى العالي، مضيفا بأن استلام قاعدة الرياضات المائية الجارية أشغالها حاليا بالڤرارم (ڤوڤة)، سيسهم بشكل فعّال في تطوير الرياضات المائية، وأضاف ”دخلنا مرحلة جديدة في استغلال السدود، والوزارة الوصية أبدت استعدادها لتخصيص هذه الهياكل الكبيرة لممارسة الرياضة المائية، علما بأن سد بني هارون يتوفر على مليار متر مكعب”.وعن الاستعدادات التي سبقت هذه المنافسة، ذكر رئيس الاتحادية، أن هيئته الفيدرالية سخرت كل الوسائل اللازمة لوضع الرياضيين في أحسن الظروف من أجل التألق، والبروز في هذا الموعد القاري الذي يحضره حوالي 50 رياضيا من سبعة بلدان.وتابع قائلا ”إذا كان عنصر الشباب تميزه الطاقة والحيوية والرغبة في إثبات الذات، فإن ما قد يخونهم في هذه الدورة هو نقص الخبرة في اختصاص الليزر4.7 (شراع بطول أربعة أمتار وسبعين سنتيمترا والمخصص لأصحاب 16 و18 سنة)، لاسيما وأن أغلبية المتنافسين الجزائريين كانوا في فترة غير بعيدة يشاركون في فئة المتفائل (فئة خاصة لأقل من 15 سنة)”.من جهتها، أكدت مدربة المنتخب الوطني، فاطمة محمودي، سعي عناصرها للفوز لكن دون فرض الضغط عليهم، حيث قالت ”اخترنا أحسن العناصر لتمثيل الجزائر وهم 9 من بينهم عنصران من الإناث، المجموعة متحمسة لتحقيق أفضل النتائج وهذا هو المنتظر منهم خصوصا وأنهم تعرّفوا على السد جيدا خلال التربصات، غير أنه لا ينبغي تحميلهم ما لا يطيقونه”.من جانبهم، أجمع الرياضيون الجزائريون المشاركون في هذا الموعد القاري الذي يندرج في إطار الجمعية الدولية لاختصاص الليزر 4.7 ، على ضرورة رفع الراية الوطنية عاليا في هذه المنافسة المقامة بالجزائر”.وفي هذا الصدد، أكد عبد الخالق بوصوار ”لا أشعر بالضغط لأنني سأتنافس في بلدي، وهذا أمر مشرّف لي جدا وأنا عازم على الثأر لخسارتي أمام بعض المتنافسين في اختصاص المتفائل”.
الفرق الافريقية تراهن كلها على التتويج والجزائر تجابه منافسة قوية وبخصوص المشاركة الإفريقية، فقد أجمعت وفود المنتخبات الستة التي تنشط منافسات موعد ميلة القاري، على أن مشاركتها لن تكون شكلية وستتنافس على الألقاب بقوة مع البلد المنظم، وهو ما يؤكده الحضور المبكر للنخبة الأنغولية التي حطت بأرض الوطن قبل أسبوع كامل عن الموعد القاري. فمنذ السبت الفارط، وهذا الفريق يتدرب بسد بني هارون (ميلة) استعدادا لهذا الحدث.من جهته، حضّر منتخب جنوب إفريقيا، المنافس الأكبر ل«الخضر”، بإيطاليا حتى يكون على أتم الاستعداد للمنافسة القارية. ويتطلع منتخبا تونس ومصر من جانبهما إلى لعب الأدوار الأولى في هذه البطولة، ومقارعة الجزائروجنوب إفريقيا. وتبقى بعض المنتخبات ”مجهولة” على غرار الموزمبيق الذي فضّل مسؤولوه المشاركة في الموعد القاري، قبل 24 ساعة عن انطلاق المنافسة القارية. على صعيد آخر، تشكل الأحوال الجوية محل اهتمام ومتابعة كل المتنافسين، باعتبارها معطى أساسي في مثل هذه المنافسات لاسيما ما يتعلق بسرعة الرياح التي تدفع بالقارب وصاحبه نحو خط النهاية. فالريح، هي كلمة السر التي يبحث عنها كل من يمارس هذه الرياضة، حيث يسعى كل متسابق أن يستغل هذا العامل بالكيفية اللازمة وفي الفينة الملائمة. وتتطلب رياضة الشراع الكثير من الذكاء والقوة البدنية والسرعة الفائقة في ردات الفعل وكيفية التعامل السريع مع الرياح لحظة تغيّر اتجاهها. وتكتسي البطولة الافريقية أهمية بالغة للهيئة الفديرالية، باعتبارها فرصة سانحة للمديرية الفنية لانتقاء بعض الأسماء وتشكيل نخبة قادرة على التنافس في المواعيد الكبرى القادمة، لاسيما للألعاب الأولمبية بريو دي جانيرو البرازيلية 2016.