اختارت الأممالمتحدة يو م 20 نوفمبر يوم الطفل العالمي، وقد جاء في توصياتها الخاصة بحقوق الطفل الحق في الرعاية والمساعدة خصوصا ان الطفل بسبب عدم نضجه البدني والعقلي يحتاج الى اجراءات وقائية ورعاية خاصة وحماية قانونية قبل وبعد الولادة، وشددت على دور الأسرة التي تعتبر اللبنة الأساسية والبيئة الخصبة التي يتعلم فيها الطفل روح التعاون التسامح، السلم، العدالة والحرية· في هذا اليوم يجب أن نعيش لحظات الوقفة مع الذات لنعرف ان كنا كآباء ومدرسين وحتى جيران قد أوفينا هذا الطفل حقه· نبه الإسلام الى ضرورة الاهتمام بالطفل بداية من حسن اختيار الآباء حتى نضمن البيئة السليمة للطفل وحرص على ضرورة الاحسان للأبناء في كل مناحي الحياة حيث شدد على العدل في المعاملة بين الذكر والأنثى ومصاحبة الطفل ومساعدته على معرفة الخير والشر وتعليمه طاعة اللّه وحسن الأخلاق حتى يعيش سعيدا· لكن للأسف يعاني الطفل الجزائري من التميز داخل الأسرة الواحدة فالذكر يحظى بحصة الأسد من الاهتمام في الوقت الذي تفتقد فيه البنت لتلك المعاملة الحسنة التي تضمن لها عبور مختلف مراحل التطور الفيزيولوجي والبسيكولوجي بدون عقد، بسبب بعض الهرطقات الاجتماعية· ويلعب الشارع دورا أساسيا في تربية الطفل فسواء شئنا أو أبينا يترك الشارع آثاره العميقة في تصرفات وحركات الطفل·· الذي ينقل الكلمات البذيئة للبيت ويكتسب تصرفات جديدة مثل النرفزة والصراخ في وجه الأم أحيانا!! وغالبا ما يكتسب الطفل هذه التصرفات السلبية بالشارع بعد تعرضه للإهمال واللامبالاة من طرف العائلة التي توكل الشارع مهمة احتضان هذا الصغير، الذي يجد جماعة الرفاق·· رفقاء السوء في الخدمة لتلقينه الكثير من الأمور اللاأخلاقية· مشكل آخر عويص جدا يقود الطفل آليا إلى الإنحراف وهو مشكل التسرب المدرسي، هذا الشبح الذي يحرم الكثيرمن الأطفال من نعمة التعلم، حيث تختلف أسبابه بين الفقر المدقع الذي يحول دون شراء الطفل للأدوات المدرسية أو بعد المسافة وانعدام وسائل النقل وحتى مشكل المعايرة داخل الأقسام حيث يتعرض السمين والطويل والقصير للمضايقة من طرف الزملاء مما يجعله يائسا بائسا كارها لمعاودة الجلوس بمقاعد الدراسة· أمور أخرى كثيرة تجرد الطفل من براءته وتدفعه الى عالم الكبار مثل عمالة الأطفال والتي يعتبر الفقر السبب الأول والرئيسي فيها حيث يضطر الطفل الى تحمل مسؤولية وأعباء البيت مكرها، ويكفينا مثالا الأطفال الموزعين على الطرق السريعة والذين يتنافسون في بيع المطلوع والمحاجب لمساعدة أهلهم في أجواء من الخطر· حتى الحق في اللعب نسبي وربما منعدم في بعض الأماكن بسبب نقص أماكن الترفيه والحدائق حيث يضطر الأطفال للعب وسط الشوارع الرئيسية لكرة القدم التي تلقفها عجلات السيارة في الكثير من الأحيان وسط أجواء من القلق والتوتر· وعندما نتحدث عن الطفل المحروم لايفوتنا أن نتذكر أولئك الذين يقبعون بدور الطفولة المسعفة والذين حرموا من ضمة أم ومسحة أب على الرأس·