تم تحقيق إنجازات هامة بخصوص ترقية وحماية حقوق الطفل في الجزائر التي تتواصل فيها فعاليات ''شهر الطفل الجزائري'' بمناسبة الذكرى ال17 لمصادقة الجزائر على اتفاقية حقوق الطفل والذكرى ال20 لصدور الاتفاقية. ويتم بموجب مبادرة ''شهر الطفل الجزائري'' التي انطلقت رسميا منذ يومين عرض الانجازات التي تمت في إطار مخطط العمل الوطني للطفولة الذي اعتمدته الحكومة في فيفري 2008 والذي يمتد إلى غاية 2015 كما ستنظم من خلالها أبواب مفتوحة للتوعية بحقوق الطفل وحملة تحسيسية في مساجد الوطن حول موضوع رعاية الإسلام وتكفله بالأطفال. وحققت الجزائر خلال السنوات الأخيرة عدة انجازات هامة في مجال الاهتمام بحقوق الطفل والتكفل بانشغالاته. وفي سياق تطبيق هذا المخطط الوطني الذي يمتد إلى غاية 2015 تم إنجاز مخطط للاتصال لترقية حقوق الطفل 2009-2011 يهدف إلى توسيع المعرفة بحقوق الطفل ومرافقة الأسر والمهنيين كالمربين والإعلاميين خاصة من حيث التكوين والتوعية والتأهيل. ويندرج مخطط الاتصال هذا في إطار تعزيز عملية التحسيس التي شملت كذلك نشر ملف إعلامي وتنظيم معرض صور متنقل حول حقوق الطفل. وعلى الصعيد الدولي تم منذ اعتماد اتفاقية حقوق الطفل عام 1989 إحراز تقدم ملموس في جوانب مختلفة ذات صلة بالأطفال، حسبما أكدته المديرة التنفيذية لمنظمة الأممالمتحدة للطفولة ''يونيسيف'' آن فنمان التي اعتبرته إحرازا لتقدم بارز في بعض الدول فيما يتصل بخفض وفيات الأطفال والتأكد من وصول الأطفال إلى المرافق الصحية مضيفة أنه قد تم تحقيق تقدم أيضا في توفير حقوق التعليم والحماية من الاتجار والاستغلال الجنسي وعمالة الأطفال. وأوضح التقرير السنوي لليونيسيف الذي تم نشره يوم الخميس في مقر منظمة الأممالمتحدة بنيويورك، أن تقدما كبيرا سيحصل في الأعوام القادمة في مجالات مختلفة تهم ترقية الطفولة خصوصا أن العالم اليوم يشهد وفاة آلاف الأطفال بسبب أمراض التهاب الرئتين والحصبة وسوء التغذية. وأشار التقرير الأممي إلى أن حملات التلقيح ساهمت بقدر كبير في إنقاذ حياة الملايين من الأطفال وخفض 74 بالمائة من حالات الإصابة بمرض الحصبة منذ سنة .2000 ومنذ سنة 2000، يضيف التقرير، استطاعت السياسات الصحية خفض انتشار داء نقص المناعة المكتسبة ''الايدز'' لدى النساء الشابات الحوامل اللواتي تتراوح أعمارهن بين 15 و 24 سنة في 14 من بين 17 دولة تتوفر على الإحصائيات بخصوص هذا الداء. ومن ناحية أخرى عبرت المديرة التنفيذية لليونيسيف اليوم عن ''قلقها'' إزاء التأثير المحتمل الذي قد تتركه الأزمة المالية العالمية على وضع سوء تغذية الأطفال. وأوضحت أن الطفل الذي يتعرض لسوء التغذية قبل عامين من عمره قد يكون عرضة لخلل إدراكي دائم ما يعني ان قدرته على التعلم والكسب ستتأثر طوال حياته وبهذا تستمر دائرة الفقر. وفي هذا الإطار أكدت فنمان أن الاستثمار في صحة وتعليم وحماية الأطفال يجب ألا ينخفض، مضيفة أن الاستثمار في هذه المجالات يجب أن يظل ثابتا ولا يقل وبخاصة في وقت يشهد انكماشا اقتصاديا. وعلى صعيد آخر اعتبرت المديرة التنفيذية لليونيسيف أن تأثير تغير المناخ على الأطفال قضية هامة مضيفة أن تغير المناخ يزيد من شدة وتكرار الكوارث التي تتصل بالطقس. وتابعت قائلة غالبا ما يكون أولئك الذين يعيشون في مناطق عرضة للفيضانات هم الأكثر تأثرا إذ تتعرض منازلهم ومدارسهم للدمار. وفضلا عن ذلك أشارت فنمان إلى أن الجفاف الناجم عن تغير المناخ يهدد أيضا أمن الغذاء لدى العائلات والأطفال. ومن جهة أخرى صرحت فنمان بأن الأطفال ''يجدون أنفسهم غالبا محاصرين في حروب وقد يتم اختطافهم ويصبحون أطفالا جنودا أو ربما يتعرضون للاعتداء الجنسي على أيدي الجنود''. وفي سياق متصل قالت المديرة التنفيذية لليونيسيف إنه من المهم ان يركز مجلس الأمن على الجرائم ضد الأطفال وان تشترك منظمات مثل اليونيسيف في إبلاغ مجلس الأمن الدولي عن مثل هذه الأشكال من الانتهاكات كل عام. ويذكر أن الجمعية العامة للأمم المتحدة اعتمدت في 20 نوفمبر عام 1959 إعلان حقوق الطفل وهو قرار غير ملزم مكون من عشرة مبادئ. وبعد 30 عاما وتحديدا في 20 نوفمبر 1989 تبنت الجمعية العامة اتفاقية حقوق الطفل. وأصبحت الاتفاقية أول معاهدة دولية ملزمة قانونيا تؤكد على ضرورة تمتع جميع الأطفال بحقوق الإنسان المنصوص عليها في 54 مادة وتم التوقيع عليها من قبل 195 دولة.