هناك عدد كبير من الأمهات الجزائريات تمتن أثناء الولادة من أجل إعطاء الحياة لمولود جديد"، هي التصريحات التي أدلى بها ممثل اليونيسف بالجزائر الدكتور ريمون جنسن في حوار خص به "الشروق اليومي" بعد المداخلة التي ألقاها بولاية عين تموشنت بمناسبة الملتقى الوطني لحقوق الطفل برعاية والي الولاية. وتحدّث ريمون عن برنامج إحصائي مشترك بين وزارة الصحة والمركز الوطني للإحصاء بالتنسيق مع منظمة اليونيسف، يهدف إلى كشف الوضعية الحقيقية لصحة الأم الحامل والطفل في المجتمع الجزائري. والذي انطلق مند سنة 2000 وسيمس 30 ألف عائلة جزائرية يتطرق فيها المحققون إلى 100 عامل من بينها مدى توفير الرعاية الصحية للأم الحامل وحق الطفل في التمدرس وحق المولود الجديد في التطعيم والمتابعة الصحية وستقدم نتائج هذا الإحصاء في شهر مارس 2007 كي تتمكن الجزائر واليونيسف من تحديد الحالة الحقيقية للرعاية الصحية سواء بالنسبة للأم الحامل أو للطفل الحديث الولادة وعلى أساس بنك المعلومات هذا يمكن التدخل في المكان والزمان الصحيحين واتخاذ القرارات الصائبة. كما ذكر المتحدث أن تقرير اليونسيف حول رعاية حقوق الطفل مشرف جدا لهذا البلد الجزائر على مستوى دول العالم الثالث، حيث تحرص الجزائر على تمدرس الأطفال بنسبة 97٪ وهذا مهم جدا في نظر اليونسيف على حد قول ممثلها بالجزائر حيث يري بأن الجزائر استطاعت أن توفر حق التعليم لهذه الأجيال، فيما تكافح أسر بعض الشعوب في العديد من الدول سواء المتقدمة أو من دول العلم الثالث لتوفير هذا الحق لأبنائهم، فبالتمدرس يكون الطفل محميا من العديد من المخاطر. وأشار ممثل المنظمة كذلك إلى ال670 ألف مولود سنوي بالتراب الجزائري يستفيدون كلهم من حق التطعيم وهذا الأمر لا يمكن الاستهانة به تماما. وعن قانون منع استغلال الأطفال الذين يقل عمرهم عن ال16 سنة في ميدان العمل، اعتبره »امتيازا كبيرا« في هذا البلد حين يستغل الملايين من الأطفال في العمل دون أي رحمة وشفقة... فيم كشف عن برنامج الدولة الجزائرية في سنة 2008 بإقحام 800 ألف طفل أعمارهم 5 سنوات في أقسام ما قبل التمدرس عبر كامل التراب الوطني، ويضيف عن وضع الطفل في الجزائر بأن تقرير اليونيسف إيجابي في هذا البلد، خصوصا من ناحية الرعاية الصحية وذلك بعد ارتفاع عدد الأطباء بالجزائر من 60 طبيبا قبل الاستقلال إلى 50 ألف طبيب حاليا. ومن أجل تطوير رعاية حقوق الطفل بالجزائر، أشار المتحدث إلى مشروع قانون جديد تم طرحه في سبتمبر الماضي من طرف منظمة اليونيسف تتمحور خطوطه العريضة حول حق الطفل الجزائري في الصحة والتعليم وإمكانية الاستماع لهذا الطفل عن طريق الهياكل الجديدة التي ستنصب عبر ولايات الوطن لتتكفل بوظيفة الاستماع للطفل عن طريق ممثلين. وبتطبيق هذا القانون الجديد الخاص بالطفل، ستحتل الجزائر المرتبة الخامسة عالميا في رعاية حقوق الطفل بعد سويسرا وكندا وبلجيكا وفرنسا، واعتبر الدكتور ريمون أن حماية الطفل مهمة الجميع، أولها الأسرة ثم المدرسة ثم المجتمع، وذلك من أجل الحصول على مؤسسة بها طفل محمي من جميع الجوانب. وفي الأخير كشف الدكتور الستار عن مولود جديد في مكتبة اليونيسف وهو كتاب بعنوان الطفل في الإسلام، تم إعداده من طرف المنظمة تحت إشراف جامع الأزهر بمصر حيث بدأت الدراسة الأولية به سنة 1986 لكن تم إثراؤه مؤخرا ليطرق سوق القراء والباحثين. وقد تضمن الكتاب أهمية القيم الإسلامية في رعاية حقوق الطفل والتي اعتبرها ريمون أمرا جيّدا يتغافل عنه المسلمون في تربية أبنائهم بالتوجه نحو قيم أخرى بعيدة كثيرا عن المجتمع الجزائري المتماسك. سعيد كسال