رفع تقرير مديرية التوزيع علي منجلي، التابعة لمؤسسة ”سونلغاز” بقسنطينة، جملة من التحفظات بشأن التوصيلات الغازية وشروط الأمن، بعد الحملة التي قامت بها تحت شعار طرق الأبواب، التي شملت 6 آلاف منزل عبر مختلف أنحاء الولاية طيلة ال 6 أشهر الفارطة. وحسب السيد زغواط لقمان، مسؤول بمديرية التوزيع علي منجلي ومختص في الميدان، فإن 90 % من الاختناقات التي تم تسجيلها منذ شهر ديسمبر الفارط، كان سببها أجهزة التدفئة المنزلية مغشوشة الصنع، أو التي لم تخضع للصيانة الدورية اللازمة مرة في السنة على الأقل، حيث أكد نفس المتحدث على ضرورة الاستعانة بتقني معتمد من أجل صيانة التجهيزات التي تعمل بالغاز الطبيعي، مضيفا أن هناك شروط واضحة لاستعمال مدفأة سليمة؛ أولها شعلة اللهب الزرقاء، وأن تكون المدفئة مزودة بقاطع آلي في حالة الانقطاع المفاجئ للغاز، كما أن زجاج المدفئة غير مكسر ولا يسمح بخروج الغازات المحترقة السامة. واضطرت المديرية المعنية إلى قطع التموين بالغاز الطبيعي عن 5 % من المنازل التي تمت زيارتها بسبب خطورة التوصيلات، حيث وقف أعوان ”سونلغاز” على بعض المظاهر الخطيرة، وعلى رأسها استعمال الأنابيب المطاطية بدل النحاسية في التوصيلات داخل المنزل، وصل طولها في بعض الحالات إلى 10 أمتار، وهو ما يشكل خطرا حقيقيا على سكان هذه المنازل. واستجابت، حسب تقرير مديرية التوزيع ”سونلغاز” بعلي منجلي، 35 % من العائلات التي تم إخطارها من طرف المؤسسة، والبالغ عددها 300 عائلة، للتوصيات المقدمة حول شروط الاستعمال والأمن، حيث تم استدراك النقائص والأخطاء في التوصيلات التي اعتمدتها هذه العائلات بسبب الجهل من جهة، ومحاولة الاقتصاد في المال من جهة أخرى. ظاهرة أخرى سجلتها المديرية، وهي لجوء بعض العائلات إلى إخفاء قنوات التوصيل داخل الجدران من أجل الحفاظ على الجانب الجمالي للبيت، مما يشكل خطرا في حالة وجود تسربات غازية، سيكون من الصعب جدا اكتشافها، كما أن ظاهرة تمرير أنابيب طرد الغازات المحترقة عبر الحمام أو بعض أجزاء المنزل من أجل ضمان قدر إضافي من الحرارة والتدفئة، شكل نقطة خطيرة سجلتها مؤسسة ”سونلغاز” خلال حملتها التحسيسية التي قامت بها، حيث نصحت السكان بضرورة إخراج هذه الأنابيب مباشرة من الموقد إلى الجدار المجاور دون المرور عبر السقف، من أجل تجنب الحوادث، على غرار ما وقع في الشتاء الفارط، عندما تم تسجيل حالة وفاة ببلدية ابن زياد داخل منزل، تم تمرير الأنبوب الطارد للغاز المحترق عبر السقف القرميدي، مما ساهم في تجمع الغازات السامة ودخولها إلى المنزل وتسببها في حالة الاختناق. كما سجلت المصالح ظاهرة أخرى خطيرة تساهم في الاختناقات، وهي سد كل منافذ التهوية بغرض الحفاظ على الدفء، حيث تلجأ العائلات إلى سد حتى منافذ الهواء الموجودة أسفل الأبواب، وهو أمر غير صحي، إذ يقتضي الأمر ترك منفذ واحد للهواء على الأقل، مثل نافذة الطبخ لتجنب تراكم الغازات السامة داخل المبنى. وسجلت مديرية التوزيع ل«سونلغاز” بقسنطينة بسبب حملات التحسيس الدورية، تراجعا في عدد الاختناقات مقارنة بالسنة الفارطة، حيث سجلت هذه السنة 5 حالات اختناق وحالة وفاة واحدة، في حين سجلت في نفس الفترة من السنة الفارطة؛ 19 حالة اختناق وحالة وفاة واحدة، كما دعت المواطنين إلى القيام بصيانة أجهزة التدفئة الخاصة بهم، مع مراعاة تنظيم مخارج الغازات الجماعية في البنيات المشتركة.