بعد كل من إيطاليا، المغرب، تونس، البرتغال، تركيا، مصر والكامرون، تم هذه السنة اختيار الولاياتالمتحدةالأمريكية لتكون ضيف شرف معرض الجزائر الدولي في طبعته ال 47؛ حيث ستكون أول بلد من قارة أمريكا يحظى بهذا الشرف؛ نظرا للعلاقات الاقتصادية المتينة بين البلدين. وأكد الأمين العام لوزارة التجارة السيد عيسى زلماطي، أن التظاهرة تتزامن هذه السنة مع بداية برنامج التنمية للمخطط الخماسي 2015 /2019 ومع ديناميكية المخططات الخماسية السابقة 2005 /2009 و2010 /2014، والتي أُطلقت لإنجاز مختلف المنشآت، لاسيما القاعدية منها، والتي رُصدت لها أموال ضخمة. واعتبر زلماتي خلال ندوة صحفية عقدها أمس بدار الجزائر بصافكس رفقة السفير الأمريكي بالجزائر السيد هنري أنشر، أن الولاياتالمتحدةالأمريكية التي تُعد أول دولة تحظى بصفة الضيف الشرفي بالقارة الأمريكية، تُعتبر الشريك التجاري الأول للجزائر. كما يرى الجانب الأمريكي فرصا حقيقية للاستثمار بالجزائر؛ بالنظر إلى الموارد المتوفرة ورغبة الجزائر في توسيع وتنويع مبادلاتها الاقتصادية، على غرار الجانب التعليمي والطبي والاستشارات. وستكون الولاياتالمتحدةالأمريكية، حسب ممثل وزارة التجارة، ممثلة ب 80 عارضا، موزَّعين على مستوى جناح الساورة، بالإضافة إلى 100 متعامل اقتصادي ينشطون في مختلف القطاعات، معتبرا من جهة أخرى، أن معرض الجزائر الدولي الذي سيحتضنه قصر المعارض بالصنوبر البحري في الفترة الممتدة بين 28 ماي و02 جوان المقبل، هو بمثابة ملتقى دولي للتبادل الاقتصادي بين مختلف العارضين الجزائريين والأجانب في شتى المجالات الاقتصادية. وتسمح هذه التظاهرة التي تنظَّم تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، بدفع عجلة التنمية من خلال جلب الاستثمار الأجنبي، وتشجيع المتعاملين الجزائريين وفق برنامج الدولة والديناميكية الاقتصادية الجديدة، القاضية بتشجيع الاستثمارات العمومية والخاصة الوطنية والأجنبية، ناهيك عن ربط جسور للتعاون في المجال الثقافي والاجتماعي بين الجزائر وشركائها؛ بغية خلق فرص للعمل والثروة. وستعرف هذه الطبعة مشاركة 1045 عارضا في مساحة عرض إجمالية تقدَّر ب 48347 م2؛ بتسجيل حضور 37 دولة من مختلف قارات العالم، ممثلة في دول وفية للمعرض، وأخرى عائدة للظهور. وفيما يخص طبيعة الشركات المشاركة نلاحظ الحضور الكبير لقطاع الشراكة والشركات الجزائرية العمومية والخاصة. وستكون المشاركة الجزائرية ممثلة ب 453 عارضا، في مقدمتها الصناعات الكيميائية والبتروكيماوية، التجهيزات الفلاحية، الخدمات والصناعات المصنّعة، هم مدعوّون، حسب ممثل وزارة التجارة، لتطوير خبراتهم أمام نظرائهم الأجانب، لتعزيز قوّتهم، وتهيئة الظروف لاستيعاب قواعد إدارة الأعمال، وضمان الأسس الحقيقية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية. وفيما يخص المشاركة الأجنبية، بلغت أياما قليلة قبل الافتتاح، 592 عارضا، تسيطر عليها شركات التجهيزات الصناعية والخدمات، وتنال فيها تركيا حصة الأسد بالنسبة لمساحة العرض الإجمالية ب 2000 م2، متقدمة على الولاياتالمتحدةالأمريكية ب 1522م2، والتي تأتي في المرتبة الثانية؛ ما يدل على اهتمام كلا البلدين بالسوق الجزائرية، ورغبتهما في توسيع استثمارهما مع الجانب الجزائري في شتى المجالات الحيوية. وعرفت هذه الطبعة، من جهة أخرى، عودة المؤسسات اليابانية ب 08 شركات في مساحة عرض 108م2؛ حيث ترجع آخر مشاركة لليابان إلى سنة 2007، مما يعكس تطور العلاقات الجزائرية - اليابانية والاستثمارات الكبيرة لليابان في الجزائر، في مقدمتها قطاع الطاقة والمناجم، في انتظار تطوير التعاون في قطاعات أخرى كالصيد البحري والصناعة الإلكترونية؛ إذ سيكون معرض الجزائر الدولي فرصة لذلك. ومن الجانب العربي، عادت الصدارة من حيث مساحة المشاركة، للمملكة الأردنية الهاشمية بفضاء عرض يقدَّر ب 400م2، تليها جمهورية مصر ب 336 م2، وأيضا تونس بجناح مساحته 200م2. ولتحقيق الأهداف الاقتصادية للعارضين، قرر المنظمون في هذه الطبعة تخصيص حصص صباحية للزوار المحترفين، وهذا أيام 29 ماي، 01 و02 جوان، لتمكينهم من دخول الأجنحة بكل راحة. كما سطّرت الشركة الجزائرية للمعارض والتصدير برنامجا أمنيا خاصا، وسخّرت كل إمكاناتها المادية والبشرية لإنجاح أهم موعد اقتصادي سنوي، حسب المدير العام للشركة السيد رشيد قاسمي، الذي أوضح أنه لم يدّخر أي جهد في تجهيز الأجنحة المخصصة للعرض، إضافة إلى مخطط أمني للسير الحسن لأيام الافتتاح الرسمي والزيارات الرسمية، إلى جانب توفير مواقف للسيارات ذات طاقة استيعاب معتبرة، وتخصيصها مواقف للعارضين والزوار والصحفيين، فضلا عن مختلف الخدمات.