انتقى الفنان التشكيلي نبيل بلعباسي رموزا لكي يعبّر ولو بغموض، عن خوالجه وعن كل ما يتأثر به في محيطه، وهذا في المعرض الذي تستمر فعالياته برواق عائشة حداد(قصر الثقافة) إلى غاية آخر يوم من الشهر الجاري. “فنون ورموز” هو عنوان معرض الفنان نبيل عباسي بقصر الثقافة، ويضم أكثر من سبعين لوحة مختلفة المواضيع، تصب في مجملها في الأسلوب التجريدي، أما البقية فاختار لها الفنان الأسلوب شبه الواقعي. وعنون نبيل أكثر من لوحة بحرف “النون”. وعن اختياره لهذا الحرف كشف الفنان ل“المساء”، عن أنه يعود لكونه الحرف الأول لاسمه، فجاءت لوحات عديدة مختلفة الألوان والأشكال كلها تصب في قالب واحد عنوانه.... حرف النون. رمز ثان تمثل في اليد، ومثل حرف النون جاءت أكثر من لوحة تحمل عنوان: اليد، قال عنها الفنان إن لها قيمة كبيرة سواء في حياة الفرد اليومية أو حتى في الإسلام؛ من استعمالها للشهادة مثلا، إلى القيام بالأشغال العادية الروتينية. رمز ثالث استعمله الفنان وهو الهلال، قاصدا به شهر رمضان المعظم. أما في لوحات أخرى فكان المعمار الإسلامي حاضرا أيضا كلوحة “الصلاة”. كما لم ينس الفنان أن يكرّم المسجد الجزائري فرسم عدة لوحات عن المسجد العتيق وعن مسجد سيدي بومدين بتلمسان؛مسقط رأسه. ورسم الفنان أيضا أبوابا متعددة؛ أبواب الفرج التي تُفتح بحول الله في أوجه كل العباد؛ حيث ألصق جسما على شكل باب في لوحات عديدة مثل لوحة “باب تلمسان” ولوحة “باب المسجد” أو حتى في لوحة بعنوان “حرف النون”، وأخرى في لوحة “اليد”. كما رسم الفنان لوحات عن المناظر الطبيعية، بعضها من الواقع، وأخرى من وحي الخيال، رسمها بأسلوب شبه واقعي ممزوج بالانطباعية، وها هي لوحة “منظر طبيعي”، رسم فيها الفنان، زورقا يطفو على مياه خالطت زرقتها زرقة السماء. ومثل هذا الزورق يعود في لوحة أخرى، لكن هذه المرة في فصل الخريف؛ حيث يطغى اللون الرمادي. وعبّر الفنان عن حبه للمناظر الطبيعية، فرسمها بكل تعابيرها الفرِحة منها والحزينة؛ أوَليست الحياة كلها من الفرح والهم معا؟ ورسم الفنان أيضا لوحة لطاحونة في وسط خضرة، وأخرى لبحر هائج ، كما صوّر لوحات بتقنية الطبيعة الصامتة، مثل لوحة لمزهرية تحمل باقة ورد حمراء، وأخرى لفاكهة موضوعة على فراش أبيض. لوحة “حلم” غلب عليها اللون الأزرق رغم أنه رسم فيها أيضا خطوطا بيضاء؛ وكأنه برقٌ أخلّ بتوازن الطبيعة. أما لوحة “فلسطين” فغلبت عليها الألوان القوية، وفيها أيضا شكّل خطوطا حمراء قد يعني بها لون الدم؛ رمز لمصير الكثير من الفلسطينيين الذين يعيشون الاحتلال الصهيوني. لوحة “حروفيات” رسم فيها نبيل مربعات صغيرة متناثرة وسط ألوان مختلفة؛ من أحمر وأصفر وأزرق وأخضر وبرتقالي. كما رسم عدة لوحات عن اللباس التقليدي الجزائري بتنوعاته، مثل لوحة “الحرمة”، التي وضع فيها مادة تشكل رأس امرأة ترتدي الحايك وفي وسطها بابان أو نافذتان. و"لباس تقليدي” لوحة وضع فيها جزءين من الخيشة، وكذا لوحة أخرى رسم فيها أشكالا هندسية بالأحمر وسط لوحة يغمرها اللون الرمادي. كما رسم الفنان “عزازقة”، وهي المدينة التي نال فيها شهادة وطنية بمدرسة الفنون الجميلة. وبالمقابل، رسم عدة لوحات عن القصبة وعن الريف وغيرهما من المواضيع. للإشارة، نبيل بلعباسي فنان تشكيلي من مواليد 1978 بمدينة تلمسان. تحصّل على شهادة الدراسات الفنية العامة بكالوريا فنية لسنة 2007. كما حاز سنة 2009 على شهادة الفنون الجميلة بعزازقة. شارك في عدة معارض جماعية، إضافة إلى تنظيمه لمعارض فردية، آخرها معرض فردي بمناسبة عيد الاستقلال بالقاعة الرياضية بملعب العقيد لطفي بتلمسان. كما رسم جدارية للقاعة متعددة الخدمات بودغن لولاية تلمسان.