تسعى وزارة التربية الوطنية لتطوير الثقافة الأمازيغية؛ باعتبارها من مقومات الهوية الوطنية. وقال السيد مولود بولسان نائب مدير التعليم الأساسي بوزارة التربية الوطنية خلال الملتقى، إنه من الغايات الجوهرية للمدرسة الجزائرية تعميق الشعور عند الناشئة بالانتماء إلى الهوية الوطنية، وتكوينهم على احترام التاريخ اللغوي وترقية تمسّكهم الحضاري واللغوي الممتد لآلاف السنين، وهو تماما ما تسعى وزارة التربية الوطنية لتجسيده. "ولعل إدراج اللغة الأمازيغية ضمن مناهج التعليم خلال السنة الدراسية 1995 - 1996 ضمن الأطوار التعليمية الثلاثة كمادة اختيارية في الابتدائي وبالنسبة للسنة التاسعة أساسي والثالثة ثانوي، كان يصب في هذا المسعى"، يقول السيد بولسان، مشيرا إلى أن ذات السنة الدراسية قد أحصت تسجيل 700 تلميذ بالنسبة للسنوات المذكورة، موزَّعين على 16 ولاية، وبدأ بعد ذلك توسيع تعليم هذه اللغة تدريجيا ليشمل سنوات الأطوار التعليمية الثلاث، ليصل تعليمها إلى 7 سنوات من ضمن 12 سنة مسار الدراسة. وقد سمح هذا بالتحسن الملموس لتطوير اللغة الأمازيغية"، يضيف ذات المصدر. كما عرف الحجم الساعي لتدريس هذه اللغة في المدرسة الوطنية، ارتفاعا ملحوظا أثر إيجابا على ترقيتها؛ حيث كان في بداية سنوات تدريسها كمادة اختيارية يقدَّر ب3 ساعات أسبوعيا بالنسبة لكل المستويات، وأصبح اليوم: 180 ساعة في الابتدائي، 360 في المتوسط، و270 ساعة في الثانوي؛ أي بمقدار 800 ساعة تدريس في كل المراحل في السنة. كما تَغيّر تعداد التلاميذ في النظام التربوي؛ حيث تسجل السنة الدراسية الجارية 2013 - 2014 ما عدده 247.394 تلميذا، مقسَّمين على 63.66 تلميذا في الابتدائي، 185.381 تلميذا في المتوسط، و48.347 تلميذا في الثانوي؛ أي بزيادة قدرها 12.774 تلميذا مقارنة بالسنة الدراسية 2012 - 2013؛ أي بنسبة زيادة 5.4 %. كما تشير الأرقام أيضا إلى أن تعداد مدرّسي اللغة الأمازيغية قد عرف هو الآخر تطورا ملحوظا، خاصة بعد التكفل بقضايا تسوية الوضعية لأستاذ اللغة الأمازيغية، حسب ممثل الوزارة، فإن السنة الدراسية الجارية تسجل 654 معلما في الابتدائي، و848 أستاذا في المتوسط و301 أستاذ في الثانوي؛ أي بزيادة عن السنة الدراسية المنصرمة قُدّرت ب 123 أستاذا، وبنسبة نمو قُدّرت ب7.3%. ويؤكد السيد بولسان أن السنة الدراسية 2014 - 2015 ستتدعم بتأطير بيداغوجي بحوالي 80 منصبا جديدا، ليشير المتحدث في الأخير إلى أنه "رغم المجهودات المبذولة سواء البشرية أو المادية، فإن وزارة التربية الوطنية تبقى ملتزمة برفع التحدي للاستجابة لكل نداء مرفوع في الوطن لتطوير وترقية اللغة الأمازيغية".