وزير الاتصال يشرف السبت المقبل بورقلة على اللقاء الجهوي الثالث للصحفيين والإعلاميين    المغرب: حقوقيون يعربون عن قلقهم البالغ إزاء تدهور الأوضاع في البلاد    كأس الجزائر لكرة السلة 2025: نادي سطاوالي يفوز على شباب الدار البيضاء (83-60) ويبلغ ربع النهائي    الرابطة الاولى موبيليس: الكشف عن مواعيد الجولات الثلاث المقبلة وكذلك اللقاءات المتأخرة    رئيس الجمهورية يلتقي بممثلي المجتمع المدني لولاية بشار    اليوم العالمي للملكية الفكرية: التأكيد على مواصلة تطوير المنظومة التشريعية والتنظيمية لتشجيع الابداع والابتكار    معسكر : إبراز أهمية الرقمنة والتكنولوجيات الحديثة في الحفاظ على التراث الثقافي وتثمينه    ندوة تاريخية مخلدة للذكرى ال70 لمشاركة وفد جبهة التحرير الوطني في مؤتمر "باندونغ"    غزّة تغرق في الدماء    صندوق النقد يخفض توقعاته    شايب يترأس الوفد الجزائري    عُنف الكرة على طاولة الحكومة    250 شركة أوروبية مهتمة بالاستثمار في الجزائر    الصناعة العسكرية.. آفاق واعدة    توقيف 38 تاجر مخدرات خلال أسبوع    وزير الثقافة يُعزّي أسرة بادي لالة    بلمهدي يحثّ على التجنّد    تيميمون : لقاء تفاعلي بين الفائزين في برنامج ''جيل سياحة''    معالجة النفايات: توقيع اتفاقية شراكة بين الوكالة الوطنية للنفايات و شركة "سيال"    البليدة: تنظيم الطبعة الرابعة لجولة الأطلس البليدي الراجلة الخميس القادم    صحة : الجزائر لديها كل الإمكانيات لضمان التكفل الجيد بالمصابين بالحروق    السيد عطاف يستقبل بهلسنكي من قبل الرئيس الفنلندي    مالية: تعميم رقمنة قطاع الضرائب في غضون سنتين    غزة : ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 51355 شهيدا و117248 جريحا    تصفيات كأس العالم لإناث أقل من 17 سنة: المنتخب الوطني يواصل التحضير لمباراة نيجيريا غدا الجمعة    معرض أوساكا 2025 : تخصيص مسار بالجناح الوطني لإبراز التراث المادي واللامادي للجزائر    الجزائر تجدد التزامها الثابت بدعم حقوق الشعب الفلسطيني    وفاة المجاهد عضو جيش التحرير الوطني خماياس أمة    أمطار رعدية ورياح على العديد من ولايات الوطن    المسيلة : حجز أزيد من 17 ألف قرص من المؤثرات العقلية    اختتام الطبعة ال 14 للمهرجان الثقافي الدولي للموسيقى السيمفونية    145 مؤسسة فندقية تدخل الخدمة في 2025    تعليمات لإنجاح العملية وضمان المراقبة الصحية    3آلاف مليار لتهيئة وادي الرغاية    إشراك المرأة أكثر في الدفاع عن المواقف المبدئية للجزائر    مناقشة تشغيل مصنع إنتاج السيارات    شركة عالمية تعترف بنقل قطع حربية نحو الكيان الصهيوني عبر المغرب    23 قتيلا في قصف لقوات "الدعم السريع" بالفاشر    جهود مستعجلة لإنقاذ خط "ترامواي" قسنطينة    محرز يواصل التألق مع الأهلي ويؤكد جاهزيته لودية السويد    بن زية قد يبقى مع كاراباخ الأذربيجاني لهذا السبب    بيتكوفيتش فاجأني وأريد إثبات نفسي في المنتخب    حج 2025: برمجة فتح الرحلات عبر "البوابة الجزائرية للحج" وتطبيق "ركب الحجيج"    "شباب موسكو" يحتفلون بموسيقاهم في عرض مبهر بأوبرا الجزائر    الكسكسي الجزائري.. ثراء أبهر لجان التحكيم    تجارب محترفة في خدمة المواهب الشابة    تقاطع المسارات الفكرية بجامعة "جيلالي اليابس"    البطولة السعودية : محرز يتوج بجائزة أفضل هدف في الأسبوع    هدّاف بالفطرة..أمين شياخة يخطف الأنظار ويريح بيتكوفيتش    رقمنة القطاع ستضمن وفرة الأدوية    عصاد: الكتابة والنشر ركيزتان أساسيتان في ترقية اللغة الأمازيغية    تحدي "البراسيتامول" خطر قاتل    صناعة صيدلانية: رقمنة القطاع ستضمن وفرة الأدوية و ضبط تسويقها    هذه مقاصد سورة النازعات ..    هذه وصايا النبي الكريم للمرأة المسلمة..    ما هو العذاب الهون؟    كفارة الغيبة    بالصبر يُزهر النصر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في ظل الارتباك حول كتابة حروفها بالعربية، اللاتيية و"التيفيناغ"
نشر في الأمة العربية يوم 26 - 02 - 2012

أجمع ثلة من المثقفين الجزائريين على ضرورة توحيد كتابة اللغة الأمازيغية بحروف التيفيناغ باعتبارها الكتابة البربريّة الأصلية التي تؤكد عمق الرابطة الثقافية بين هذه الكتابة والكتابات العربية القديمة، داعين إلى ضرورة تبني الدولة استراتيجية فعالة قصد ترقية اللغة الأمازيغية داخل المنظومة التربوية وتفعيلها على مستوى النسيج الاجتماعي الجزائري.
اعتبر الشاعر باللغة الأمازيغية حسان بكليش بأن هوية الشعب الجزائري تتكون من ثلاثية موحدة لايمكن أن تنفصل عن بعضها البعض هي الإسلام، العربية والأمازيغية، مشبها تلك الهوية بالإنسان الذي يمشي على رجلين أحدهما عربية والأخرى أمازيغية، أما المخ فهو الإسلام، مدافعا عن ضرورة تعلم الفرد الجزائري للغة الأمازيغية بحروف التيفيناغ لأنها المعبرة عن ثقافته الأصلية وعمق ارتباطها بالكتابات العربية القديمة، و لكن لا ضير بالنسبة إليه أن يدون ابداعاته بالحروف اللاتينية أو العربية. ودعا 'بكليش' إلى ضرورة إهتمام الدولة باللغة الأمازيغية من خلال إنشاء مراكز ومدارس خاصة تسهم في ترقية اللغة الأمازيغية وكذا استحداث برامج تلفزيونية وإذاعية ناطقة باللغة الأمازيغية يفهمها كل الجزائريين وتكون في مستوى تطلعاته.
يرى الدكتور في اللسانيات صالح بلعيد من جامعة تيزي وزو، بخصوص سؤال عن الوضع اللغوي في
الجزائر: ' إن تعامل السلطة واضح فهي في العلن مع العربية، وفي العمل مع الفرنسية، وتجهر بهذا في بعض المقام بدعوى علمية الفرنسية، ولا عِلْمَ في العربية. فأصبحت الفرنسية هي الملاذ والمنشد لا غير، وهذه هي الحقيقة لأنّ أكثر مواثيقنا وجريدتنا الرسمية تكتب بالفرنسية أولاً، ثمّ تترجم إلى العربية، إذاً مسألة اللغة الرسمية كلام في كلام. وأما الأمازيغية نسبة إلى 'مازيغ' بن مصريم بن كنعان، فهي تحافظ بها على موازين القوى، وتعمل على إسكات مناطق ناطقة بالأمازيغية، وبالتالي جعلت منها لغة وطنية، لكنّها لم تفعل ما يمكن أن تفعله تجاه وطنية هذه اللغة، فقد أعلت على العربية وعلى الأمازيغية الفرنسية، فمس سياسة النعامة في المسألة اللغوية في الجزائر، وكان لا بدّ من قرار حاسم فاصل، استناداً إلى المرجعيات الوطنية وإلى الدستور، فهو الحكم الذي يزيل كلّ فتيل'. ووصف 'صالح' الإنتاج الأمازيغي في المجال الأدبي بأنه بعيد عن ملاحقة العصر ويسير بخطى سلحفاتية، ومعظمه تراجم أو قصص الأطفال وحكايا الجدات، وعقب على ذلك بأنه أفضل من لاشيء، مبرزا بأن من بين الأسباب التي أدت بها لأن تكون مهمشة هو إقتصار تعليمها في بعض المناطق دون غيرها، كما أن العاملين على ترقيتها يدفعون بها إلى الغرب إلى أن تصبح لغة فرنسية وهنا العقدة الكبيرة. وواصل 'صالح بلعيد' قائلا: 'عدم نجاح الأمازيغية في الجزائر، بل في مناطقها لأنّها لا تمارس في المدرسة، تًتعلّم عن طريق الفرنسية، فتعليمها زائد للحرف اللاتيني لا لحرف التيفيناغ. والمهزلة عندنا أنّنا نقول: نتعلم الأمازيغية، والحقيقة نتعلّم الفرنسية، وهذا ما أبانته تجارب ميدانية أجريتها في مجتمع دراسة جاء ليتعلم الأمازيغية، وخرج متعلماً الفرنسية؛ لأنّ أغلبية الدروس والمحاضرات والاجتماعات والنشرات كلها تنطق بالفرنسية، أليس هذا مسبة للشعب الجزائري الذي يدفع ضريبة من دمه من أجل اللغة الوطنية، ولكنّه يجد من يقوم على أمر تعلّم الأمازيغية يعلمونها بالفرنسية جهاراً، ويكتبونها بالحرف اللاتيني علانية. أين الضمير الجمعي؟ أين الجانب العلمي في المسألة اللغوية؟ أين اصحاب القرار؟ وبات من الضروري على السلطة التدخل في المسألة للفصل في أنّ الأمازيغية لها خطها المعروف ولا غير، وكل الدعاوي من أجل اللاتينية أو العربية فهي سياسة توجيه وتركيع للأمازيغية'. وخلص الأستاذ 'صالح بلعيد' كلامه: 'كلّ عمل دخلته السياسة أصبح من الخراب، وهذا بيت القصيد في مجال الأمازيغية. فعندما ننزل بالمسألة اللغوية للواقع، ونرى التعايش والانسجام الاجتماعي الحاصل في الشعب الجزائري منذ مات يزيد عن أربعة عشر قرناً، ولم يحدث الإشكال اللغوي، فهي نعمة كبيرة؛ لأنّ كل لغة أنزلت منزلتها الحقيقية، وهذا من فعل الأجداد، فهل الأجداد كانوا على خطأ. جعلوا العربية لغة علم، وجعلوا الأمازيغية لغة وظيفية تقضى بها المصالح المرسلة دون إشكال، ولم ينكروا التكامل الحاصل بشكل طبيعي، ولم يقولوا: إنّ العربية دخيلة، بل هم الذين أعلوا من العربية، وهم الذين أبدعوا في نحوها وفي فقهها، وكل علومها، وهذا لما لها من علوم لا تجاريها لغة أخرى. ويأتي بعض المتفيقهين ويريدون السير ضد التيار، ولذا لا تذهب الأمازيغية بعيداً، إذا بقيت تدرس بالفرنسية، وتكتب بالحرف اللاتيني، وسوف يقول الشعب الجزائري يوماً كلمته لا لهذا الفعل، لا للذين يريدون تعيير المازيغية وفق خصائص الفرنسية'.
وفي السياق ذاته، عقب الكاتب الروائي 'حميد قرين' بأن النقاش عن اللغة الأمازيغية ينبغي أن لايطرح في القرن 21 لأن لغة الرقمنة والعلم هي اللغة الإنجليزية، مشيرا بأن ترسيم الأمازيغية كلغة وطنية أمر ايجابي كون كل الجزائريين لهم أصول بربرية. وتأسف 'قرين' لتدريس اللغة الأمازيغية في مناطق دون أخرى وكأنها لغة تتعلق بفئة دون أخرى، إضافة إلى سياسة التهميش الممارسة على الكثير من الأدباء الذين يكتبون باللغة الأمازيغية وهو الأمر الذي قال عنه أنه خسارة للفكر الجزائري، مؤكدا بأن الوضع اللغوي في الجزائر يجب أن يرتقي بإعطاء المكانة اللازمة للغة الأمازيغية بجنب اللغة العربية لأنهما أس هويتا الجزائرية المتفتحة على الآخر في عصر العولمة. وازاء هذه المواقف، يبقى أن نقول أنه من الخطأ الفادح الظن بأننا نستطيع التواصل مع عالمنا المعولم دون تحديث لغاتنا والتمكين لها في عصر الثورة التكنولوجية الشاملة، ولاطريق يمكن لذلك إلا إذا أصلحنا النظام التربوي بما يتوافق مع مستجدات العصر وما يجد كل يوم في شتى مجالات المعرفة.
بلهجة الواثق وبحرقة المناضل عن ثوابت الهوية الجزائرية، طرح الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية 'يوسف مراحي' سؤالا جوهريا يتعلق بمستقبل اللغة الأمازيغية، ومفاده : هل من إرادة سياسية لإرساء اللغة الأمازيغية في عقر دارها؟ وللإجابة على هذا السؤال، تقدم 'مراحي' بذكر أهم العراقيل التي جعلت اللغة الأمازيغية تشتكي من التهميش والقصور الذي لحقها، وأقر بأن المشكلة لم تحز على اهتمام وزارة التربية، وظلت السياسات الترقيعية سيدة الموقف. وللخروج من قوقعة السجال الإيديولوجي والعاطفي، دافع الأستاذ 'يوسف 'بضرورة توحيد كتابة اللغة الأمازيغية بالحرف اللاتيني لأنه يقيها التشويه والتهجين، داعيا كل المفكرين والباحثين الجزائريين المتخصصين الذين يحجمون عن الاعتراف باللغة الأمازيغية كلغة مطواعة ومرنة ويدعون إلى كتابتها بحروف التيفناغ أو الحروف العربية أن يجتهدوا في مجال تقنين المصطلحات، حتى تستوعب مفردات اللغة الأمازيغية ماهو جوهري من المعاني والأفكار.
حاورته: دليلة قدور
الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية يوسف مراحي: على كل حال ملف الأمازيغية مر بعدة مراحل، ففي الأربعينيات سمي بالأزمة البربرية وكان مطلبا ديمقراطيا لحزب الحركة الوطنية، تلتها فترة الربيع الأمازيغي في الثمانينات والتي أخذ فيها الملف الأمازيغي الصبغة السياسية والاجتماعية وتعود حيثيات الحدث إلى قمع السلطة أو الإدارة سميها ما شئت لمحاضرة كان سيلقيها الكاتب مولود معمري بجامعة تيزي وزو بمناسبة صدور كتابه الشعر الأمازيغي القديم، وحسب علمي وما عرفته فالأديب 'معمري' رحمة الله عليه لم تكن لديه أية خلفية، ولكن الطلبة قد يكونون من وراء إشعال فتيل الحديث عن الأمازيغية الذي كان قد يخمد لو لم يتم منع المحاضرة، ومن إيجابيات هذه المرحلة تداول مصطلحات جديدة في اللسان الأمازيغي. أما في سنة 1994، فلقد طالبت الحركة الثقافية البربرية وعددا من الجمعيات والنقابات والأحزاب السياسية مثل 'الأفافاس' و'الأرسيدي' بشن إضراب ضد المدرسة الجزائرية، أين خرج مليون طالب تقريبا من منطقة القبائل في مسيرة، مطالبين بإدخال الأمازيغية في المنظومة التربوية فكان ذلك وتم فتح المحافظة السامية للأمازيغية، ومنذ عام 95 إلى يومنا هذا فاللغة الأمازيغية أصبحت واقعا اجتماعيا بما فيها تدريسها في المدارس وإنشاء راديوهات وقناة للأمازيغية، وهذا طبعا لايكفي في الوقت الراهن لأن الأمازيغية لم تصل بعد إلى نفس مستوى العربية الفصحى.
لا اعتقادك خاطئ، صحيح أن ملف اللغة العربية سيسه النظام، ولكن لا ينبغي أن ترين بأن هناك لغة تصارع لغة أخرى، وأظن أن الوقت قد حان لاسترداد اللغتين العربية والأمازيغية مكانتهما الطبيعية من الناحية التاريخية، الإجتماعية، السياسية والثقافية، وذلك حتى لا نخاف من أية لغة أجنبية سواء كانت فرنسية أو إنجليزية، والسؤال الذي يبقى يطرح نفسه لماذا سخرت كل الإمكانيات المالية، القانونية، البشرية والوسائل البيداغوجية للغة العربية ولم تعط للغة الأمازيغية نصف الإمكانيات؟
صحيح أن الخطاب السائد في إداراتنا ومؤسساتنا هو باللغة الفرنسية، ولكن من يستعمل هذه اللغة هم ناس من جيلي، وأقول لك يوم يذهب هذا الجيل للأبد سيأتي جيل لا يستحسن لا اللغة العربية ولا الأمازيغية ولا الفرنسية، وسيكون يتيم اللسان، وفي ظني الحل يقع على وزارة التربية في إدراج اللغة الأمازيغية في السنة الأولى ابتدائي مثلها مثل اللغة العربية باعتبارهما لغتين وطنيتين مع توفير الإمكانيات اللازمة لها لأنها لغة فتية.
بالنسبة للنتائج الملموسة التي حققناها في الملف الأمازيغي، هناك زيادة في الوقت الساعي لتدريس اللغة الأمازيغية بعد أن كانت ساعة في الأسبوع أصبحت ثلاث ساعات، إضافة إلى جعل معامل المادة اثنان، كما أنها تحسب في معدل الإمتحانات المصيرية، إلى جانب التحسن التدريجي للكتب من ناحية المضمون و النصوص المختارة للقراءة والتمارين الموجهة للنحو.
ولكن ما يمكن أن أشير إليه هنا بأنه رغم هذه المساعي الحثيثة للرقي بالأمازيغية تبقى الجهود مبعثرة بسب غياب التفاهم بيننا وبين الجهة الوصية على قطاع التربية بشأن إستراتيجية تدريس اللغة الأمازيغية.
أولا عدم جعل اللغة الأمازيغية اختيارية لأنه منافي للبيداغوجية السليمة، أيضا ضرورة ايلاء الوزارة بتكوين المكونين وإعادة تأهيلهم، وثالثا التخلي عن شرط مطالبة أولياء التلاميذ بفتح قسم لتدريس الأمازيغية حتى يتم اعتمادها في منطقة معينة، وفي نظري الوضع الذي ألت إليه الأمازيغية سببه عدم أخذ هذه النقاط بعين الإعتبار من طرف الوزارة التي لم نجتمع معها منذ سنة 2007، ولا يخفى عليك أن تدريس اللغة الأمازيغية انطلق ب16 ولاية وبقيت عشر ولايات فقط، والولايات الست التي أغلقت أقسام الأمازيغية بها هي غرداية، تيبازة، بسكرة، البيض، بوسمغون ووهران، هذا الأمر جعلنا نطالب من الوزارة في سنة 2007 على أن تكون الأمازيغية إجبارية في منطقة القبائل الكبرى كبجاية، البويرة، و تيزي وزو، وهو المطلب الذي وافقت عليه، وطرح إشكالا آخر من جهة أخرى وهو عدم توظيف كل المعلمين المتخرجين في اللغة الأمازيغية والذين يبلغهم عددهم حوالي 400 خريج سنويا، ما ينتج عنه وجود ما يقارب 250 خريج يعاني البطالة بسبب تسييس اللغة الأمازيغية وجعلها اختيارية، ألا ترين بأن هذه خسارة للوطن فدبلوم هؤلاء المتخرجين لا يصلح سوى لتدريس اللغة الأمازيغية، وعلى أساس هذه المعطيات طالبنا مؤخرا من الوزارة بفتح مدارس تكوينية للمكونين بدبلوم البكالوريا لكننا لم نتلقى أي رد، وعموما مراسلاتنا مستمرة ودورية في هذا الشأن منها البسيطة كإمدادنا بالإحصائيات، ومنها المتعلقة بالاقتراحات وهذه تبقى حبرا على ورق، كتلك التقارير التي حذرنا من خلالها على وضع الأمازيغية في ولاية بسكرة التي لم تتمكن من متابعة قسم واحد، وهذه السنة كتبنا نحذر مما آل إليه تدريس الأمازيغية في العاصمة التي وإن استمر الوضع على ماهو عليه اليوم سوف لن يبقى تلميذ بالعاصمة يدرس الأمازيغية، وهذا خطأ سياسي كبير، والأمر الإيجابي هذه السنة أننا فتحنا أربعة أقسام للأمازيغية في ولاية برج بوعريرج بعد سعي حثيث مع الوزارة من أجل توظيف ثلاثة أساتذة في الطور الابتدائي، فبالله عليك أي سياسة هاته التي توظف الأستاذ لمدة 3 أشهر قابلة للتجديد وأزيد من 90 بالمائة من تلاميذ اللغة الأمازيغية محصورين في ثلاث ولايات؟
يا ليتنا نجد هذا الوسيط ونجتمع مجددا حيث يفرغ كل واحد منا ما في جعبته وننطلق انطلاقا صحيحا ومتينا، أنا على يقين بأن الأمازيغية همشت وينظر إليها كأنها دخيلة أو يتيمة، ومن هذا المنطلق ينبغي توفر إرادة سياسة قوية شجاعة لإنقاذ الأمازيغية، والانطلاقة الأساسية يجب أن تمر من المدرسة إجباريا لجعلها لغة حيوية في المجتمع.
نحن استحسنا بعد تنظيم ملتقى دولي أن تكتب الأمازيغية بالحروف اللاتينية لسببين هما أن الحرف اللاتيني كُيف وقنن منذ القرن 19 عشر، والسبب الثاني هناك جيل يتخرج سنويا في تخصص اللغة الأمازيغية بالحرف اللاتيني من الجامعات الجزائرية، أما عن عدم إعتماد الحروف الأصلية التيفناغ والعربية في كتابة الأمازيغية فيعود لعدم تقنينها تقنيا، أنا أوافق الكثير من الأنتلجانسيا العرب الذين يدافعون عن ضرورة كتابة الأمازيغية بالحروف العربية كونها لغة القرآن وأساس الوحدة الوطنية، ولكن سؤالي لهم ماذا فعلتم من أجل التهيئة اللغوية وتقنين كتابة الأمازيغية بالحروف العربية؟، طبعا نحن لانمانع أن تكتب الأمازيغية بالحروف العربية أو التيفناغ ولقد أصدرت المحافظة عدة كتب بهذين الحرفين ولكن ما يسيء الينا أكثر، هم أولئك الذين يتهموننا بعدم حب الوطن على أسس ايديولوجية، فأنا أقول لهم كفاكم مضيعة للوقت، أنا من حزب الجزائر يوما وغذا وسأكافح من أجل ترقية اللغة الأمازيغية.
بصفة عامة، إن وضع اللغة الأمازيغية في الإعلام متدني، ولايخفى عليك أننا منذ عشر سنوات تحاورنا مع أكثر من وزير للإعلام والثقافة من أجل فتح جريدة باللغة الأمازيغية بحيث تكون ممولة من طرف الدولة، وبالفعل انطلقت تجربة الكتابة باللغة الأمازيغية بحروف التيفناغ في الصفحتين الأخيرتين للمجاهد والشعب، وهذا الأمر أسعدنا كثيرا واقترحنا بأن تكتب الأمازيغية بالحروف اللاتيية وهو الخط السائد في المدرسة الجزائرية، و لكن للأسف بعد أشهر توقفت التجربة ولا نعرف لحد الساعة الأسباب الخفية وراء ذلك. أما بالنسبة للراديوهات التي فتحت في كل من ولايات بجاية، البويرة وتيزي وزو أراها غير كافية رغم أنها تتطرق في كثير من الأحيان لمواضيع مهمة، في حين أن برامج القناة الرابعة توجد خارج الزمن لعدم مسايرتها للواقع الجزائري.
لا، هذا غير صحيح لأن هناك أفلام ووثائق تنتج في مهرجان الفيلم الأمازيغي منذ 12 سنة، ولكن للأسف لم تبرمج لا أدري إن كانت سياسة متعمدة، وعلى هذا الأساس وجب أن تكون إرادة سياسية قوية حتى نطوي ملف الامازيغية نهائيا، لأن إذا استمر الأمر على حاله سوف تستغل بعض الأطراف السياسية هذا الملف لخلق البلبلة والمزايدة به على حساب أمن الجزائر.
أتمنى أن تتكفل الدولة بالملف الأمازيغي لتفتك مكانتها في عقر دارها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.