هو ابن غليزان صاحب ال 28 ربيعا، الممثل المسرحي الواعد لزر شرشاف الذي عشق خشبة المسرح إلى حد الثمالة، فولج عالم الفن منذ نعومة أظافره، جالس صناع الفن الرابع، فشد بموهبته الفذة انتباه العديد من قامات المسرح الجزائري، اجتهد في صقل مهاراته وسعى دوما لتقديم الأفضل... إلتقته "المساء" على هامش فعاليات الأيام الجهوية الثالثة للمسرح الواعد بولاية عين تيموشنت، وعمدت إلى استنطاق أفكاره والغوص في خلجات صدره، حتى تستوقفه عند أهم محطاته وتستقي منه جملة مشاريعه المستقبلية، فكان لنا معه هذا الحوار. - في البداية، هل لك أن تعرفنا أكثر بنفسك؟ * أنا من مواليد 12 جويلية 1980 بولاية غليزان، أحببت المسرح منذ الصغر، فدخلته من بابه الواسع، كانت البداية بتقديم عروض في الهواء الطلق أمام زملائي وأفراد عائلتي الذين شجعوني على اقتحام هذا العالم، وبالفعل كانت مشاركتي في مابقة مسرح الطفل بمعسكر ناجحة، فعبد التصفيات النهائية توجهت إلى قسنطينة حيث شاركت في أول عرض مسرحي حمل عنوان "رحلة إلى الغابة"، وذلك سنة 1995، بعدها انخرطت في جمعية "الوالة" للفنون الدرامية بمسقط رأسي (غليزان) التي يترأسها المخرج المسرحي "عادل بوخبزة"، علما أن سني آنذاك لم يكن يتجاوز العشر سنوات. - ماذا عن أهم الأعمال التي تركت بصمة خاصة في ذاكرتك طوال مشوارك المسرحي؟ * كانت أول مشاركة لي مع "رحلة إلى الغابة" بالمرسح الجهوي لقسنطينة، وبعدها مباشرة عدت أدراجي إلى غليزان حيث التحقت بجمعية "الوالة" التي منحتني فرصة القيام بأداء أول دور أحادي في مسرحية "دار سبيطار" وذلك سنة 1996، لأحط الرحال بعدهاا على ركح المسرح الممتاز بسيدي بلعباس مع الفرقة دائما لتقديم مسرحية "الريشة"، ليتولها عمل آخر موجه للطفل حمل عنوان "الوحش والآلي" الذي تم عرضه على ركح مستغانم.. أما مسرحية "بائع الشيء" فقد قمنا بأدائها أمام جمهور مستغانم وسيدي بلعباس، وفي سنة 2000 نالت مسرحية "غنجة" قسطها الوافي من العرض الذي ازدانت به كل من مستغانم، سيدي بلعباس والقليعة، أما عن أخر عمل نسجناه فقد حمل عنوان "المنفى" الذي تم عرضه مؤخرا بمناسبة الأيام الجهوية الثالثة للمسرح الواعد التي احتضنتها ولاية عين تموشنت، علما أن هذا العمل نال جائزة لجنة التحكيم بامتياز. - يقال أن مسرح الطفل يتطلب طاقات ومهارات أكبر، فماهي المساحة التي يقطتعها هذا الأخير منك؟ * بحكم حبي الكبير وتعلقي الأكبر بهذه الشريحة، ارتأيت تكريس معظم مشاركاتي للطفل كونه سر إلهامي وصانع نجاحاتي، فبمجرد التمعن جيدا في نظرة الطفل التي تختزن أسمى مشاعر الصدق والبراءة، يجعلني ذلك أتفانى في عملي وأسعى دوما للارتقاء الى مستوى أماله وطموحاته، كما أن عالم الطفولة كان له الدور الكبير في صقل موهبتي وابراز شخصيتي بحكم بعده التربوي الهادف. - ماذا عن المشاريع المستقبلية والتي ترمي جمعية "الوالة" الى تجسيدها؟ * تسهر الجمعية كل عام على تنظيم مهرجان ذو صبغة مغاربية، حيث أن طبعته السابقة التي سجلتها السنة الفارطة احتضنت مسرح الهواة والطفل وذلك مبشاركة عدة فرق مسرحية منها:عين تموشنت، مستغانم، البيض، أدرار، وتونس (المهدية).. وذلك تحت الرعاية السامية لوزيرة الثقافة وتحت إشراف والي ولاية غليزان، أما فيما يتعلق بالبرنامج المسطر لهذه السنة فقد تم برمجة شهر ديسمبر القادم للمشاركة في مهرجان الحمامات بتونس الشقيقة، ويذكر أنه تعذر على الجمعية الالتحاق بمهرجان المغرب في شهر ماي المنصرم لأسباب إدارية. - هل من عراقيل تعترض طريق الجمعية في الوقت الراهن؟ * نعم، هناك عدة نقائص تقف في وجه الفرقة، نذكر منها غياب المرافق المخصصة للتدريبات، حيث أن أعضاء الفرقة ينشطون على مدار أربع مرات في الأسبوع بدار الشباب لولاية غليزان، في حين لا يتسنى لها القيام بذلك سوى مرة واحدة في الأسبوع بدار الثقافة.. ولكن، بالرغم من ذلك ، تظل الرغبة الجامحة في النجاح والتطلع الى تقديم المزيد من العروض والاعمال القيمة، العامل الرئيسي للتغلب على جل الصعاب والعقبات. - في الختام، حدثنا عن أمنيتك وطموحك في هذا المجال؟ * بما أن المسرح هو الغذاء والروح وكذا المتنفس الوحيد الذي أجد فيه ضالتي، فإن طموحي يكمن في تقديم المزيد من الأعمال لإثراء المسرح الجزائري، لاسيما وأنه المدرسة الأولى التي فتحت لي أبوابها على مصراعيها، وبما أن تجربتي لا تزال شابة وفتية، فإن حلمي الكبير الذي أطمح لتحقيقه يوما ما هو اعتلاء خشبة المسرح الأوربي والوقوف على ركحه، بغية اكتساب مهارات وتقنيات جديدة، ناهيك عن الاحتكاك بفطاحلة هذا الفن، ولم لا الوصول الى العالمية واعتناق الاحترافية.