رفعت مصلحة الولادة بمستشفى محمد بوضياف ببلدية الخروب (قسنطينة) التحدي ونجحت في المهام الموكلة إليها، بعد أن تم تحويل مؤسسة الولادة سيدي مبروك، التي تم غلقها بسبب الأشغال إلى المصلحة التي تستقبل المئات من الحالات من داخل الولاية وخارجها. وخلال الزيارة الميدانية التي قادتنا لهذه المصلحة وقفنا على حالة الاستنفار بها، فبعد أن كانت من قبل تتميز بهدوئها باتت اليوم تعرف حركية واسعة بسبب استقبالها لعشرات الحوامل من مختلف المناطق والولايات المجاورة يوميا، مما جعلها تقوم بأعمال جبارة فاقت كل التصورات باعتبارها مصلحة صغيرة لا تتعدى طاقة استيعابها 46 سريرا. وقد أكد السيد «بلمهيدي» مدير مستشفى محمد بوضياف ل«المساء»، أنه ومنذ عملية تحويل مؤسسة سيدي مبروك بكامل طاقمها الطبي في 15 مارس من السنة الجارية إلى ذات المصلحة، قامت الأخيرة ب1886 حالة ولادة بمعدل 32 حالة في اليوم، وهو رقم ضخم مقارنة بكونها مجرد مصلحة، ثم تحوّلت بفعل التحدي إلى قطب جهوي، تم من خلاله عمليات توسيع واستغلال لكل الأماكن بها حتى وصلت إلى 156 سرير مع تجنيد حوالي 80 طبيبا مقيما، إضافة إلى الأطباء الداخليين وأطباء التكوين. والغريب في الأمر أن طاقتها الاستيعابية أصبحت ضعف طاقة مؤسسة سيدي مبروك التي كانت تضم حوالي 73 سريرا. وأكد المسؤول أن تعليمات وزير الصحة، السيد عبد المالك بوضياف، طبقت بحذافيرها، إذ تعمل الإدارة بنظام الاستعمال الأحادي للأفرشة وكذا أطباق الأكل، ناهيك عن توفير وضمان الحد الأقصى من عوامل النظافة وتقديم خدمات طبية كاملة للحوامل... الأمر الذي وقفت عليه «المساء» ميدانيا رغم الضغط وعدد الحالات الهائلة من النساء بذات المصلحة، التي لم تعرف لغاية اليوم أية تجاوزات أو أخطاء طبية وشكاوى من قبل الوافدين، كما لم يتم وضع مريضتين بسرير واحد أو على الأرض، كما كان يحدث بمؤسسة سيدي مبروك أو مؤسسة الولادة بالمستشفى الجامعي ابن باديس. فالمصلحة وفي ظرف شهرين ونصف تكفلت بأكثر من 1886 حالة ولادة، كما قامت ب414 عملية قيصرية، إضافة إلى 4120 فحص طبي في وقت تكفلت ب50 بالمائة من حالات التحويلات التي أتت من ولاية أم البواقي، 25 بالمائة من قالمة، 18بالمائة من ميلة، 10بالمائة من سكيكدة و2 بالمائة من جيجل، وهو تحد أرجعه المدير إلى التحلي بروح المسؤولية والعمل الجاد.