لا يمكن الجزم أن المنتخب الوطني جاهز بنسبة كبيرة، لكن المبارتين الأخيرتين أبانتا عن وجود تطور ملحوظ في الاستعداد والتنظيم، وهذا يعتبر شيئا إيجابيا قبل أيام معدودة عن انطلاق مونديال البرازيل.وسواء النقاد المحليون أو الأجانب، فإن الجميع متيقن الآن من أن الفريق الجزائري سيزيد في سرعة تنظيم صفوفه على المستويين التكتيكي والبدني حين يتوصل مدربه وحيد حليلوزيتش، إلى القضاء على كل النقائص التي وقف عليها طيلة تواجده مع اللاعبين بسويسرا. لكن السؤال الذي يطرح نفسه بحدّة هذه الأيام له علاقة بالوقت المتبقي لوحيد حليلوزيتش، لكي يزيل كل النقائص التي لاحظها أمام أرمينياورومانيا، علما أن ”الخضر” استفادوا من يومين راحة و يسافرون اليوم، إلى البرازيل وسيبدأون العمل الجدي يوم الإثنين القادم، أي أسبوعا قبل المباراة الأولى ضد بلجيكا، والمعروف عن التقني البوسني، أنه ليس متعودا على كشف عيوب تشكيلته، حيث أن ملاحظات الصحافة الجزائرية التي مست بشكل خاص الدفاع، لم تدفع حليلوزيش إلى إلقاء اللوم على عناصر هذا الخط، بل عمد إلى توجيه لهم الشكر على المجهودات التي بذلوها في كلا المبارتين الوديتين، لإدراكه التام ان النقائص موجودة في أية تشكيلة وهو المسؤول الأول عن محوها بصفة تدريجية.
حليلوزيتش يحضر مفاجآت لمنافسي منتخبه وإلى حد الآن يعطي حليلوزيتش، الانطباع بأنه يراوغ الاختصاصيين الذين تساءلوا كيف أن التقني البوسني لم يعلن قبل أسبوعين عن انطلاق المونديال عن تعداد التشكيلة الأساسية التي سيقحمها أمام بلجيكا، وهذا الإخفاء عادة ما يلجأ إليه المدربون قبل أي منافسة عالمية، فحليلوزيتش يدرك أكثر من أي أحد أن مدربي خصومه في المجموعة الثامنة يتابعون عن كثب تطور الفريق الجزائري، يدونون في مذكرتهم كل كبيرة وصغيرة عن لاعبيه، والدليل على ذلك تواجد مدرب منتخب روسيا فابيو كابيلو بملعب جينيف الأربعاء الفارطة، حيث تابع عن كثب اللقاء الذي جمع الخضر مع رومانيا، ورغم ضغط الصحافة، يسعى التقني البوسني إلى إخفاء كثير من الأشياء يريد أن يستعملها كسلاح يفاجئ به الخصوم عندما يأتي موعد كشف كل بطاقات اللعب. وإلى حد الآن ظهر الهجوم كأحسن خط في المنتخب الوطني بعدما وقعت فيه مستجدات كثيرة، منها تزاحم لاعبيه على التموقع في المنصب الذي يليق بإمكانياتهم، مثلما يحصل لعبد المؤمن جابو، الذي يحاول شيئا فشيئا انتزاع مكانته في التشكيلة الأساسية، وهو الذي قال ”صحيح أنني قدمت مردودا ممتازا أمام رومانيا، لكن ذلك تحقق بفضل المجهودات الكبيرة التي بذلتها في التدريبات ونلت من خلالها ثقة المدرب حليلوزيتش، ولا أخفي عليكم أنني أرغب في المشاركة أساسيا أمام بلجيكا، وهو حلم أي لاعب في الفريق الوطني”. كما ينبغي الإشارة إلى الإضافة التي قدمها الوافد الجديد رياض محرز، لخط الهجوم، بفضل مهاراته الفنية وبراعته في قيادة الحملات الهجومية، جعلت المدرب حلوزيتش، يلقي الثناء على لاعب نادي ”ليسيستر سيتي”، والذي اعترف أن زملاءه ساهموا في انخراطه بسهولة في صفوف الفريق الوطني، بل أيضا المدرب وحيد حليلوزيتش، الذي قال له بصريح العبارة بعد اللقاء ضد أرمينيا ”أعمل بالكرة ما تشاء في الأمتار الثلاثين الأخيرة التي تفصلك عن مرمى المنافس”. فرياض محرز، يملك في نظر التقني البوسني الإمكانيات لقلب موازين المباراة في أية لحظة بفضل مراوغاته الشيّقة وتحكّمه في الكرة، كما أن الجميع لاحظ الحيوية الكبيرة التي لعب بها سفيان فيغولي، الذي ظهر في استعداد بدني كبير كذّب تصريحاته الأخيرة التي اشتكى فيها من حدّة التدريبات التي يفرضها حليلوزيتش، و فرض لاعب فالنسيا خطورة مستديمة داخل منطقة المنافس شأنه شأن زميليه إسلام سليماني وهلال العربي سوداني. على العموم، زالت بنسبة كبيرة حيرة المدرب وحيد حليلوزيتش، الذي زادت ثقته في لاعبيه، وأصبح متأكدا من أن كل الخيارات أمامه لإعداد أحسن تشكيلة أساسية ضد منتخب بلجيكا.