تنتهي ب«حي سيليي” ببلدية حيدرة في الأيام القليلة المقبلة، أشغال إعادة التهيئة والترميم التي انطلقت منذ أربع سنوات، وسمحت بإعادة الاعتبار لعمارات الحي وإعطائها حلة جديدة بعد أن شهدت تدهورا بسبب قدمها، حيث تغير الحي بصفة مثيرة للانتباه، بعد تجسيد مشروع إعادة التهيئة الذي كلف أكثر من ملياري سنتيم، الأمر الذي استحسنه السكان الذين عبروا عن ارتياحهم لنوعية الأشغال التي مست حيهم وأعطته وجها لائقا. فبعد أن عاش هؤلاء في وضعية غير لائقة بسبب السكنات القديمة التي بدأت أجزاء منها تتهاوى، خاصة من الشرفات، استعادت عمارات ”حي سيليي” وجهها اللائق بعد عملية التهيئة الشاملة التي مستها والتي ينتظر أن تنتهي بصفة كاملة في الأيام المقبلة، مثلما أكدته ل ”المساء” مديرة الإدارة والمالية لمؤسسة ”إيكوترا بيو” وهي مقاولة الأشغال العمومية لباب الوادي، السيدة صليحة كمال، حيث أشارت إلى أن مشروع إعادة تهيئة ”حي سيليي” الذي تكفلت به الشركة سيسلم بعد 10 أيام على أكثر تقدير، بعد أن تم تجديد الشرفات التي كانت مهترئة، وكذا الأسقف ومدخل العمارة والسلالم، مع تغيير الهوائيات المقعرة وتعويضها بهوائي جماعي لإعطاء الوجه اللائق للحي الذي شوهته هذه الأخيرة بسبب تنصيبها العشوائي، ومنع السكان من تنصيبها على الشرفات مرة أخرى. وفي هذا الصدد، أوضحت المتحدثة أن الأشغال التي انطلقت عام 2011 تأخرت كثيرا لأسباب عديدة، منها الوضع المالي الصعب الذي عرفته الشركة في وقت سابق، وخضوع الحي لأشغال معمقة مست مختلف الجوانب، بما فيها الأجزاء المشتركة للعمارات، وإتقان عملية التهيئة التي تمت بطريقة جيدة، حيث قامت الشركة بتهديم الشرفات وتجديدها بصفة كاملة، وأزالت منها صهاريج المياه والهوائيات المقعرة واللوازم الأخرى التي زادت من تدهورها وشوهت المظهر العام للحي، كما غيرت بلاطها القديم بنوع آخر رفيع بعد أن استؤنفت الأشغال بوتيرة سريعة في السنوات الأخيرة، إذ لم يبق منها سوى اللمسات الأخيرة. ”غابة الصنوبر” بحيدرة وحي ”2004” ببراقي في حلة جديدة قريبا من جهة أخرى، ينتظر أن تباشر نفس الشركة بحي ”غابة الصنوبر” بالبلدية أشغالا مماثلة تتعلق بإعادة التهيئة والترميم التي مست ”حي سيليي”، كما ستقوم بأشغال تمس مركز التكوين في كرة القدم بالسويدانية، حسب الاتفاق الذي تم بينها وبين مديرية الشباب والرياضة للعاصمة. وعلى صعيد آخر، قامت الشركة بأشغال إعادة تهيئة العمارات بحي طنجة ببلدية الجزائر الوسطى، حيث انتهت منها مؤخرا وكلفت قيمة 14 مليون دينار، بينما تتواصل الأشغال لإعادة تهيئة حي ”2004” مسكن ببراقي الذي يعرف وضعية جد متدهورة وسبق للسكان أن اشتكوا من الوضعية التي آل إليها، خاصة مشكل عماراته التي لم يتم إعادة طلائها منذ أكثر من25 سنة، كما يواجهون مشكل الأقبية التي تتسرب إليها مياه الصرف والأمطار، في انتظار إعادة التهيئة الشاملة التي ستمس 21 عمارة، مثلما أكده المدير التقني بشركة ”ايكوترا”، السيد مرزوق بوعلام ل”المساء”. كما شاركت المؤسسة في تهيئة الأرصفة بشارع محمد الخامس الذي تجري به الأشغال، فضلا عن تهيئة الملاعب الجوارية، منها ملعب وادي قريش الذي بلغت نسبة الأشغال به 80 بالمائة، وكذا الفضاءات الخضراء منها تلك المتواجدة على طول الطريق السريع التي ستنطلق هي الأخرى قريبا، بينما سلمت مشاريع أشغال ترميم عدة معالم أثرية، ومنها مسجد ”علي بتشين” بساحة الشهداء، ”قصر مصطفى باشا” و«قصر حسن باشا” و”فيلا” شارع الشهداء. أما بخصوص العراقيل التي تواجهها الشركة في الميدان وتؤخر آجال إتمام الأشغال، فأشارت السيدة صليحة كمال إلى المشاكل التي تحدث مع المواطنين الذين لا يتفهمون طبيعة الأشغال في بعض الأحياء، منها تلك التي تمس العمارات من الداخل، مثل الأسقف، حيث يرفض البعض دخول العمال إلى منازلهم لإتمام أشغال الشرفات أو الأسقف بحجة غياب رب العائلة أو غياب هذه الأخيرة لفترة عن المنزل، كما يشكل الركن العشوائي للسيارات بأسفل العمارات مشكلا حقيقيا، خاصة في حالة تعرض مركباتهم لأي ضرر، حيث يسبب أصحابها مشاكل كثيرة للشركة ومسؤوليها الذين يطالبونهم بالتعويض المباشر. وفي سياق متصل، ذكرت المتحدثة أن الشركة العمومية الاقتصادية تقوم بأشغال مختلفة في إعادة التهيئة والترميم، وبطريقة نوعية خاصة بعد أن استعادت مكانها وتغلبت على الأوضاع المالية الصعبة التي مرت بها في وقت سابق، قبل أن تعود إلى المنافسة وتشارك في عدة مشاريع بالعاصمة، بفضل مسح ديونها وتلقيها مساعدات من السلطات المعنية.