لا زالت الذاكرة الجماعية تحتفظ بأول مشاركة لبلدنا في نهائيات كأس العالم، كان ذلك بإسبانيا سنة 1982، حيث أن تواجد ”الخضر” بالأرض الأيبيرية لم يكن صدفة، بل إن حضورنا في ذلك الموعد كان ثمرة الإصلاح الرياضي المطبق آنذاك بإرادة سياسية كبيرة، و الذي زرع النجاح على كل مستويات رياضتنا، لا سيما كرة القدم التي كانت صفوف نخبتها يتزاحم فيها لاعبون من المستوى العالي، إلى درجة أن الكثير منهم ضيّع فرصة المشاركة في كأس العالم بسبب التنافس الكبير الذي كان حاصلا داخل المنتخب الوطني، بل كان بوسع المشرفين على اتحادية كرة القدم إعداد فريقين وطنيين بدون أي حرج، وبالفعل كان الخيار صعبا على الطاقم الفني لاختيار أنسب تشكيلة وطنية للمشاركة في نهائيات تلك الدورة بإسبانيا، وللأسف الشديد انتهت فوائد الإصلاح الرياضي بعد مشاركة ثانية في كأس العالم بمكسيكو سنة 1986، وأصبحنا فيما بعد نعتمد على اللاعبين المحترفين بسبب الضعف الكبير الذي أصاب بطولتنا التي عجزت عن إنجاب لاعبين من أمثال بلومي وعصاد و مرزقان وسرباح وكويسي وڤندوز و فرڤاني وغيرهم من الذين صنعوا أمجاد الكرة الجزائرية، وأثبتوا أن هذه الأخيرة قادرة على الوصول إلى المستوى العالمي لو وجدت من يصون تسييرها، ويطبّق سياسة ناجعة وفعلية لأنديتها، لكن للأسف الشديد نجد أنفسنا اليوم، نحلم برجوع ذلك العهد الذهبي الذي صنعناه بنسبة كبيرة بلاعبين تكوّنوا في أندية جزائرية كانت تعيش فعلا مرحلة لن تمحى من ذاكرتنا، عكس اليوم الذي أصبحنا نعتمد فيه كلية على لاعبين جزائريين ينشطون في أندية محترفة أجنبية، لكن نعترف أن الحظ حالفنا فعلا باللجوء إلى هذا الخيار لأن هؤلاء اللاعبين سمحوا للجزائر بالتواجد في أكبر عرس كروي عالمي مثلما فعلوا في دورة 2010 بجنوب إفريقيا، ولا يمكن أن نقلل من ارتباطهم بوطنهم وبانتمائهم إليه، وقد أصبحوا مفخرة الوطن كله، وتشاء الصدف أن تتزامن مباراة المنتخب الوطني غدا ضد منتخب ”الشياطين الحمر” مع ذكرى الاحتفال ب«ملحمة خيخون” التي قهرنا فيها أحسن فريق وطني ألماني لكل الأوقات باعتراف الاختصاصيين العالميين في كرة القدم، ولا شك أن زملاء القائد مجيد بوڤرة، يدركون ما ينتظرهم أمام بلجيكا والمسؤولية الملقاة على عاتقهم لترسيخ تقاليد ملحمة خيخون، ومثلما كان الحال في دورة 1982، سيجد ”الخضر” غدا بملعب ”بيلو أوريزنتي” مساندة قوية من المناصرين الجزائريين المتواجدين بعين المكان لمناصرة فريقهم الوطني.