اللاعبون الذين صنعوا ملحمة خيخون في الوقت الذي يتواجد فيه منتخبنا الوطني بجنوب إفريقيا تحضيرا لمواجهة زامبيا على أمل أن يعود الصائفة القادمة إلى جنوب إفريقا للمشاركة لثالث مرة في تاريخ الجزائر في كأس العالم، تمر غدا 16 جوان 27 سنة على المواجهة التي رسخت في الذاكرة مابين الخضر وألمانيا الإتحادية، وكانت أول مباراة مونديالية وأول فوز للجزائر وأكبر فرحة عاشتها الجزائر منذ استقلالها.. * * ومازال لحد الآن نجوم ملحمة خيخون يصنعون الحدث، وهم حاليا ضيوف مختلف القنوات العربية بالخصوص، للحديث عن حظوظ المنتخب الحالي للعودة للمونديال، وإذا عدنا إلى مواجهة أحسن منتخب ألماني، فإن الإرادة هي التي صنعت الفارق في تلك المواجهة، حيث كانت ألمانيا بطلة أوروبا وتشكيلتها تزخر بنجوم كبار من أمثال الحارس شوماخر وشتيليكي وبريغل وبرايتنر وليتبارسكي ورومينيغي، وجميعهم من أحسن ما أنجبت الكرة الألمانية.. أما المنتخب الجزائري الذي لعب المواجهة باحتياطييه "13 لاعبا" فلم يضم سوى 4 لاعبين محترفين وهم منصوري وقريشي ودحلب وزيدان جمال والبقية من المحليين، وهم سرباح وڤندوز ومرزقان وفرڤاني وماجر وبلومي وعصاد إضافة إلى الاحتياطيين "لعرباس وبن ساولة".. * وأشرف على المنتخب الوطني الثنائي خالف ورشيد مخلوفي في مباراة عجيبة الأطوار جرت بملعب"الموليتون" بخيخون أمام حوالي 10 آلاف مناصر معظمهم من الجزائريين، حيث كانت الجزائر تعيش بحبوحة مالية بسبب بلوغ سعر النفط 40 دولارا، فتم فتح مجال التنقل إلى إسبانيا "من دون فيزا طبعا" بمبلغ 4000 دج، كانت تكاليف النقل والإقامة وتذاكر الملعب وتتبع مباريات الدور الأول لمجموعة الجزائر، مابين أوفييدو وخيخون ... ولم يتمالك الشك لاعبينا وحتى أنصارنا الذين آمنوا بالفوز، خاصة أن أول فرصة في المباراة صنعها عصاد الذي أهدى كرة هدف ضائع لبلومي في الدقيقة 8.. وفي الشوط الثاني حدث كل شيء بدءا من الدقيقة 54 عندما حوّل ماجر هجوما شارك فيه زيدان وبلومي إلى هدف، ورغم عودة رومينيغي لتعديل النتيجة في الدقيقة 69، إلا أن لقطة ساحرة من وسط الملعب أنهاها بلومي في الشباك قلبت الموازين، ودافع اللاعبون عن تقدمهم وكاد عصاد وأيضا مرزقان وماجر في ثلاث مناسبات إلحاق هزيمة مذلة بالألمان، الذين زوّروا اللعبة مع حلفائهم النمساويين وبلغوا النهائي.. * وللأسف بقي النصر محفور في ذاكرة الجزائريين في غياب انتصارات كروية كبرى يحلم الجزائريون الآن بتكرارها مع جيل لم يكن معظم لاعبوه قد ولدوا في 16 جوان 1982 .. وفرصتهم الآن كبيرة ليدخلوا الذاكرة كما فعل ماجر ودحلب وعصاد منذ 27 سنة خلت.