ستحل أربعة أعمال سينمائية جزائرية في العاصمة الأردنية عمان، في إطار الدورة الثالثة لأيام الفيلم الجزائري بالأردن من 23 إلى 26 جوان الجاري، حيث تعود الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي لتكرس التظاهرة التي بادرت إليها بالتعاون مع الهيئة الملكية الأردنية للأفلام منذ عام 2012. ونظمت الهيئة أيام الفيلم الأردني في الجزائر العاصمة شهر مارس المنصرم وعرضت آخر الأفلام السينمائية المنتجة بالأردن، وستقوم الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي بالمثل، وستكشف للجمهور الأردني عن أربعة أفلام متنوّعة الشكل، منها الفيلم الروائي الطويل "طريق العدو" لرشيد بوشارب، الفيلم الوثائقي "عبد القادر" لسالم إبراهيمي، والفيلم الروائي القصير "الأيام السابقة" لكريم موساوي والفيلم القصير "الممر" لأنيس جعاد. تأتي المبادرة التي يعمل على تكريسها الطرفان الجزائري والأردني لفتح أفاق التعاون والإنتاج السينمائي المشترك، والأكثر من ذلك خلق جمهور يكتشف سينما الآخر، وسيتعرّف الجمهور الأردني بالخصوص على أهم الأفلام الجزائرية المنتجة بين سنتي 2013 و2014. ويتعلق الأمر بالفيلم الوثائقي"عبد القادر" لسالم إبراهيمي، وهو عمل يثبت عالمية شخصية مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة عبر تتبع مساره الحربي والإنساني والعلمي في نقاط عديدة من العالم، غير أنّ العمل لم يستوف المضمون المنتظر في سوريا، حيث عاش الأمير أهم مرحلة في حياته إلى أن وافته المنية بدمشق، لأسباب تتعلّق بالأوضاع الأمنية الصعبة التي تعرفها منذ حوالي ثلاث سنوات. أما الفيلم القصير "الأيام السابقة" لكريم موساوي الذي حاز مؤخرا على جائزة "الأمياس الذهبي" لمهرجان السينما المغاربية بالجزائر، فيسرد طيلة 42 دقيقة، بضعة أيام من حياة مراهقين يقطنان بحي عرف أوضاعا صعبة خلال تسعينيات القرن الماضي بالجزائر العاصمة، حيث وُفّق المخرج كريم موساوي في حبك القصة بنظرة متقاطعة حول أحداث وقعت في ظرف أيام بمنطقة سيدي موسى. ولا يُعد موضوع الفيلم الذي يرتبط بالعشرية السوداء عنصرا جديدا، بيد أنّ المعالجة جاءت مغايرة؛ لما يميّزها من وضوح وأخذ مسافة وانفصال في النظرة إلى مشاكل المجتمع، خاصة العنف والكبت وعلاقات الصراع بين الأولياء والأبناء، مما منح للموضوع خصوصية ومصداقية. ويذكر أنّ الفيلم منذ أكثر من سنة وهو يحوز على العديد من الجوائز على الصعيد الدولي، وجدير بالمشاهدة كونه يحتوي على الكثير من التشويق والفرجة. وبخصوص الفيلم القصير "الممر" للمخرج أنيس جعاد، فإنه يروي في 23 دقيقة قصة حارس مسن يعمل في سكة قطار معزولة، يعيش يوميات متشابهة في غرفة باردة، ويحاول عبثا قتل الفراغ بالتدخين وسماع المذياع من حين إلى آخر، يبقى على هذا الحال إلى أن يتلقى رسالة إحالته على التقاعد، وهذه الرسالة جعلت الحارس يتقرب من متشرد كان دوما يقبع أمام حجرته وكان يطرده، غير أنّ هذه المحنة التي طالته جعلته أنيسا له ورفيقا لهمومه، فيتقاسمان السجائر والخمر ويمضيان وقتهما في الصمت والتأمّل. ويتناول الفيلم الروائي الطويل "طريق العدو" لرشيد بوشارب، سيرة أحد المساجين، يحاول ولوج حياة جديدة تبعده عن ماضيه الأسود، إلاّ أنه يفشل بعد الضغوطات الممارسة عليه، مما يدفعه إلى نهاية مأساوية. ويعد الفيلم بمثابة حلقة من حلقات ثلاث تترجم العلاقة بين العالم الإسلامي والعربي والولايات المتحدةالأمريكية، وقام النجم الهوليوودي فوريست وايتكر صاحب الأدوار البوليسية بدور البطولة، إلى جانب نخبة من ألمع نجوم السينما الهوليودية، على غرار هارفي كيتيل، برندا بليتين، دولوريس هيريديا، إيلين بروستين ولويس قوزمان. وتدور أحداث الفيلم حول مصير السجين الأسود غارنيت الذي اعتنق الإسلام، وبعد مرور 18 عاما في سجن نيومكسيكو، يحصل على الإفراج المشروط ليعود إلى مدينته من جديد، وهو يأمل أن يمحو تلك المرحلة من حياته الإجرامية، وينصب هاجسه في العودة إلى حياته الطبيعية والاندماج بعدها في المجتمع، لكنه يحاصر بالرقيب الذي يحوّل حياته إلى جحيم ويتابعه المراقب القضائي، لكن ماضيه سيطفو ثانية على الأحداث وتفتح الملفات القديمة، فيعيش كابوسا حقيقيا بسبب ملاحقات وضغوطات عرقية عنصرية مليئة بالضغينة من طرف العمدة هارفي كيتيل بنيو مكسيكو.