هناك الكثير منا يغضب لتصرف بعض المنتخبين عندما تحسم النتائج ويسدل الستار على العهدة الفارطة ليرفع عن عهدة أخرى، وقد نحاسب الفئة الجديدة على أخطاء ارتكبتها الفئة القديمة ونسقط عن وعي أو دونه مسؤولية المصوت الذي هو الآخر له قسط كبير في الاختيار لأن وعيه التصويتي لم يصل بعد الى مؤشر انتخاب الأفضل والأكفأ، بل تسبقه المصلحة والرابطة الأسرية أو الجهوية أو حتى الجوارية لمنح صوته لهذه القائمة أو تلك، أو لهذا الحزب أو ذاك، فهل نقصي المواطن من تحمل المسؤولية إذا بقيت دار لقمان على حالها أم نحملّه إياها ونقول له بكل وضوح إنك شريك في هذه المسؤولية لأنك مسؤول على اختيارك الانتخابات البلدية والولائية على الأبواب وفي نطاق زمني ضيق والمواطن الذي له الحق في التصويت ينبغي عليه أن يدرك بوعي أن صوته مسؤولية كبيرة يحاسب عليها ليس فقط أمام ربه وضميره، بل بالخسارة الفادحة التي قد تلحق مجتمعه جراءها، فالتصويت مسؤولية، كما أن القوائم التي تحمل أسماء مواطنين هي الأخرى مسؤولية ليس فقط يتحملها المواطن، بل الحزب الذي ينتقي هذه القائمة أو تلك، ويسطر هذا البرنامج أو ذاك، فهو مسؤول عن القائمة وعن تطبيق البرنامج المصوت عليه بحذافره وإلا يصبح خائنا للأمانة وللمواطنين الذين وضعوا ثقتهم فيه، فالصندوق هو حفظ للثقة وأمانة لابد أن ترد لأصحابها في الميدان وليس فقط في الشعارات المرفوعة والمجوفة التي لا تسمن ولا تغني من جوع، فالصوت مسؤولية والصندوق أمانة، وإذا اقترنت المسؤولية بالأمانة تم ضمان بناء الوطن·