جاب الله يخرج من دائرة السياسة فيُختار أفضل شخصية سياسية الشاب جلول يعتزل الفن فيتم اختياره أفضل شخصية فنية كشفت النتائج النهائية لاستفتاءات العام 2007 التي أجرتها جريدة "الشروق اليومي" عبر موقعها على شبكة الانترنت كثيرا من المفاجآت، في الوقت الذي عرفت فيه هذه المبادرة إقبالا كبيرا من زوار الموقع الذي تفاعل كثير منهم معها وأدلوا بأصواتهم وآرائهم لاختيار شخصيات العام المنقضي، في مجالات السياسة والثقافة والإقتصاد والرياضة والفن، كما عبروا عن رأيهم حول أبرز حدث مؤثر عاشته البلاد خلال العام الماضي، وقيموا كذلك تظاهرة الجزائر عاصمة للثقافة العربية التي احتضنتها الجزائر طوال العام المنقضي. الهجمات الإنتحارية.. أهم حدث في 2007 وبالنسبة للنتائج النهائية لعملية التصويتات التي قام بها زوار ومتصفحو الموقع الإلكتروني "الشروق أون لاين" أكبر موقع إخباري في الجزائر، حسب الإحصائيات الأخيرة لشبكة "أليكسا" الدولية، فإن اختيار المتصفحين والزوار وقع على الهجمات الإنتحارية التي استهدفت البلاد في كل من العاصمة وعدة ولايات أخرى كأبرز حدث مؤثر في جزائر 2007 وذلك ب 1684 صوت من إجمالي عدد المصوتين الذي بلغ في هذا الإستفتاء4570 صوت.. استهداف بوتفليقة.. في المرتبة الثانية حيث اختار قرابة 37 بالمائة حدث الهجمات الإنتحارية التي ضربت البلاد في ولايات الجزائر وبومرداس وباتنة كحدث العام الأكثر تأثيرا، متبوعا بحادثة محاولة اغتيال الرئيس بوتفليقة خلال زيارته لولاية باتنة شهر سبتمبر الفارط، كثاني أبرز حدث بنسبة 26.11 بالمائة، ما يمثل 1193 صوت، وبالنظر إلى أن محاولة اغتيال الرئيس بوتفليقة واستهداف موكبه الرئاسي في ولاية باتنة جاء من عملية انتحارية كذلك، فإن الهجمات الإنتحارية تكون فعلا هي الحدث البارز في جزائر 2007 بنسبة حوالي 70 بالمائة من المصوتين، وذلك في رسالة تؤكد مدى تأثر الجزائريين بهذه العمليات التي نجحت حتى في استهداف رموز السيادة الوطنية، أولها نجاحهم في استهداف المقرات الرسمية للدولة الجزائرية، على غرار عملية 11 أفريل التي شهدت فيها الجزائر تنفيذ أول عملية انتحارية ألحقت أضرارا بليغة بمبنى رئاسة الحكومة، وفي نفس التوقيت مبنى الشرطة بباب الزوار، كما لم يسلم من هذه الهجمات مبنى المجلس الدستوري ببن عكنون ومبنى ممثلية الأممالمتحدة للاجئين بحيدرة وقبلهما استهداف ثكنات للجيش في الأخضرية ودلس، دون أن ننسى الهجوم الإنتحاري الذي كاد ينجح في استهداف موكب الرئيس بوتفليقة في باتنة لولا لطف الله ولطف الدقائق المعدودة.. إقصاء المنتخب الوطني.. في واجهة الأحداث وإذا كانت الهجمات الإنتحارية قد تم اختيارها من طرف المشاركين كأبرز حدث ليس بالأمر المفاجئ، بل بالأمر المنطقي والمعقول إلى أبعد الحدود، فإن المفاجأة التي عرفها هذا الإستفتاء هو النسبة المحترمة التي حصل عليها خيار إقصاء المنتخب الوطني لكرة القدم في هذا التصويت، حيث قال القراء والمشاركون إن كارثة إقصاء المنتخب الوطني لكرة القدم من المشاركة في نهائيات الكأس الإفريقية للأمم المقبلة تعد واحدة من الأحداث المؤثرة التي وقعت خلال العام 2007 بالجزائر، حيث صوت لهذا الخيار 961 شخص مثلوا نسبة 21 بالمائة من إجمالي عدد المصوتين، ما يكشف حالة الإحباط الكبيرة التي خلفتها حادثة الإقصاء التي جعلت المنتخب الذي يضم جيلا متميزا من اللاعبين يغيب للمرة الثانية على التوالي عن المشاركة في أكبر حدث كروي ورياضي تشهده القارة الإفريقية على الإطلاق. محاكمة المتورطين في فضيحة الخليفة.. الحدث الرابع ومن الصدف الغريبة من جهة والواقعية من جهة أخرى، فإن حادثة إقصاء المنتخب الوطني تقدمت في ترتيب أبرز الأحداث المؤثرة على حدث كبير شهدته البلاد خلال العام 2007، وهو قضية محاكمة المتورطين في فضيحة بنك الخليفة التي وصفت بأنها أكبر محاكمة في تاريخ الجزائر المستقلة نظرا لثقل الملف وكذا ثقل الأسماء التي مثلت أمام محكمة الجنايات بالبليدة خلال الأشهر الأولى من العام المنقضي، سواء كشهود أو كمتهمين، وهي المحاكمة التي شغلت بال الإعلام المحلي لشهور طويلة، والأمر كذلك بالنسبة للإعلام الدولي، ورغم ذلك، فإن هذه المحاكمة اختيرت كرابع حدث وطني مؤثر خلال العام بنسبة 10.55 بالمائة، في حين لم تحظ زيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى الجزائر سوى بنسبة 3 بالمائة من إجمالي عدد المصوتين، أما تظاهرة الجزائر عاصمة للثقافة العربية، فلم تتعد نسبة اختيارها كأبرز حدث، واحد فاصل ثلاثة بالمائة. الإنتخابات التشريعية والمحلية.. اللاحدث!؟ وفي السياق ذاته، فإن المشاركين في الإجابة عن هذا السؤال قدموا درسا جديدا للسياسيين والمسؤولين، على حد سواء، لا يختلف تماما عن الدروس التي قدمها المواطنون الجزائريون خلال الإنتخابات التشريعية وبعدها الإنتخابات المحلية التي جرت بالبلاد خلال 2007 حينما سجلت نسبة المقاطعة مستويات قياسية عبرت عن تذمر المواطنين الجزائريين من العمل السياسي وعدم ثقتهم في نجاعة الفعل الإنتخابي في الإستجابة لتطلعاتهم وحل مشاكلهم، حيث لم تخرج نتائج استفتاء موقع "الشروق أون لاين" عن هذه القاعدة".. حيث جاء حدث الإنتخابات البرلمانية والمحلية في ذيل الترتيب في قائمة أبرز الأحداث في جزائر عام 2007 ولم يحصل هذا الخيار سوى على 52 صوتا بنسبة لم تتعد 1.14 بالمائة من إجمالي عدد المصوتين، الذين أعطوا رسالة ثالثة لا تختلف تماما عن الرسالتين السابقتين اللتين قدمهما الناخبون الجزائريون شهري ماي ونوفمير من العام 2007، حيث اتفق الجميع على أنه عام الهجمات الإنتحارية بدون منازع، على أمل أن يكون العام الجديد عاما للأمن بدون منازع أيضا. جاب الله يحدث المفاجأة من جهة أخرى، عرف استفتاء اختيار أفضل شخصية سياسية جزائرية للعام 2007 أكبر إقبال على الإطلاق من طرف القراء والمتصفحين، حيث فاق عدد المصوتين 19 ألف شخص، حيث كانت نتائج هذا التصويت من أكبر المفاجآت التي كشفت عنها نتائج استفتاءات "الشروق أو لاين" لنهاية العام 2007، حيث كان يسود الإعتقاد أن الأغلبية سوف تختار شخصية سياسية أخرى كتعبير منها عن عدم رضاها على الأداء السياسي بشكل عام، سواء من طرف المسؤولين أو من طرف رموز الطبقة السياسية الجزائرية، خاصة فيما يتعلق برؤساء الأحزاب، ووفق هذا المنطق، فقد نجح الشيخ عبد الله جاب الله، الزعيم السابق لحركة الإصلاح الوطني، بالفوز خلال الساعات الأخيرة من الإستفتاء بلقب أفضل شخصية سياسية جزائرية للعام 2007، وذلك بعدما كان محمد الشريف عباس يتصدر القائمة طوال فترات الإستفتاء قبل أن يزحف عليه وبسرعة فائقة اسم الشيخ عبد الله جاب الله خلال الساعات الأخيرة من الإستفتاء. أفضل شخصية سياسية خارج دائرة الممارسة السياسية! وإذا لم يعرف شيخ الإصلاح السابق بنشاط سياسي بارز خلال العام 2007، فلعل فوزه بلقب أفضل شخصية سياسية للعام 2007 بنسبة 28.25 بالمائة (5390) مرده إلى حادثة الإقصاء التي تعرض لها من طرف وزارة الداخلية التي منعته من المشاركة في الإنتخايات التشريعية شهر ماي الماضي، وجردته من الحزب الذي أسسه وهو حركة الإصلاح الوطني التي استأثر بها خصومه السابقون في الحركة، المعروفون باسم جماعة بولحية ويونسي، ولعل إقصاؤه بهذه الطريقة من الحركة ومن المشاركة في الإنتخابات، بعدما كان يمثل القوة السياسية الثانية في البلد خلال التشريعيات قبل الماضية، هو الذي جلب إليه تعاطف المصوتين الذين أرسلوا رسالة مفادها أن الشيخ جاب الله الموجود خارج دائرة السياسة هو أفضل من كل الذين يوجدون داخل هذه الدائرة السياسية التي أصبحت محل نفور شعبي بدليل نسب المقاطعة الكبيرة المسجلة في الإستحقاقين الإنتخابيين الأخيرين. القراء.. يساندون وزير المجاهدين وفي نفس التصويت جاء وزير المجاهدين محمد الشريف عباس في المرتبة الثانية بنسبة 28.20 بالمائة، وبفارق عشرة أصوات عن جاب الله، حيث رأى 5380 صوت أن وزير المجاهدين يستحق أن يكون هو أفضل شخصية سياسية جزائرية للعام 2007، والسبب معروف، حيث يتعلقب بخرجته الكبيرة التي قام بها خلال الأسابيع الأخيرة وقبيل زيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى الجزائر، حيث أطلق تصريحات قوية زعزعت المسؤولين الفرنسيين وكادت أن تنشب بسببها أزمة دبلوماسية بين الجزائروفرنسا بسبب الإنتقادات الكبيرة التي وجهها محمد الشريف عباس للمسؤولين الفرنسيين، وعلى رأسهم برنار كوشنر وزير الخارجية وحتى نيكولا ساركوزي الذي قال بشأنه عباس إن لوبيا يهوديا هو الذي ساهم في وصوله إلى سدة الحكم في فرنسا، وقد أحدث وزير المجاهدين الشريف عباس زلزالا حقيقيا بتصريحاته هذه التي اعتبرتها عدة جهات داخل الوطن موقفا وطنيا يستحق التقدير، وهذا هو سر تربعه على رأس قائمة أفضل شخصية سياسية جزائرية للعام 2007 طوال أغلب فترات الإستفتاء قبل أن يتنازل عن هذه المرتبة لجاب الله خلال الساعات اللحظات الأخيرة من توقيت التصويت، كما تجدر الإشارة إلى أن أبو جرة سلطاني رئيس حركة مجتمع السلم حل ثالثا بنسبة 25 بالمائة من إجمالي عدد المصوتين، في قائمة كانت تضم عدة أسماء ثقيلة مثل عبد العزيز بلخادم وأحمد أويحيى ولويزة حنون وموسى تواتي وسعيد سعدي وكريم طابو ويزيد زرهوني الذين لم يتحصلوا إلا على نسب قليلة من الأصوات في هذا الإستفتاء. أفضل شخصية رياضية.. زياني أولا وسعدان ثانيا هذا، وقد شارك 3149 شخص في اختيار أفضل شخصية رياضية جزائرية للعام 2007، ويبدو أن هناك إجماعا في الساحة الرياضية الجزائرية على اللاعب الدولي الجزائري الذي ينشط في البطولة الفرنسية كريم زياني، الذي اختاره قراء الشروق كذلك كأفضل شخصية رياضية جزائرية بنسبة قاربت خمسين بالمائة وذلك بسبب أدائه القوي في مختلف المقابلات التي لعبها مع المنتخب الوطني، وكذا وزن اللاعب في البطولة الفرنسية، ما جعل أغلب الفرق تتنافس على الفوز بخدماته، وجاء المدرب الوطني رابح سعدان في المرتبة الثانية بنسبة 22.20 بالمائة، حيث يكون اختياره ثانيا بسبب نجاحه في قيادة فريق وفاق سطيف للفوز بكأس رابطة الأبطال العرب التي تدخل الجزائر لأول مرة. ولعل هذا الإنجاز الكبير لفريق وفاق سطيف بطل الموسم الماضي هو الذي جعل القراء يختارون رئيسه عبد الحكيم سرار في المرتبة الثالثة، في ترتيب أفضل الشخصيات الرياضية وذلك بنسبة 15.34 بالمائة، متبوعا بحيى ڤيدوم وزير الشباب والرياضة السابق الذي قاد معركة كبيرة، لكنها خاسرة مع الإتحادية الجزائرية لكرة القدم، في حين لم يحصل محمد روراوة ومصطفى بيراف وجعفر يفصح إلا على عدد قليل من الأصوات. "عاصمة الثقافة" فشلت.. وأحلام مستغانمي الأقل سوءا! وعكس الإستفتاء السابق، فإن استفتاء أفضل شخصية ثقافية جزائرية للعام 2007، جاءت فيه النتائج في غير صالح كل الأسماء المتنافسة، حيث قال 54.48 بالمائة من إجمالي عدد المصوتين الذي بلغ 1250 صوت إنه لا توجد أي شخصية ذكر اسمها في الإستفتاء تستحق لقب أفضل شخصية ثقافية للعام، في حين كانت المرتبة الثانية من نصيب الروائية الجزائرية المغتربة أحلام مستغانمي التي حصلت على 267 صوت بنسبة 21 بالمائة، متبوعة بياسمينة خضرة بنسبة 15 بالمائة ثم الروائي الطاهر وطار بنسبة 13 بالمائة.. الجانب الثقافي في البلاد لايزال بعيدا عن المستوى المطلوب، لدرجة أن الذين شاركوا في تقييم تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية، التي كانت أبرز حدث ثقافي في البلاد، قالوا إن التظاهرة لم تكن سوى محطة لتضييع الوقت وتبذير المال العام، فيما رأت نسبة محترمة أخرى بصراحة أن التظاهرة كانت فاشلة بكل المقاييس. الشاب جلول يصنع الحدث الفني مرة أخرى من جهة أخرى، شارك 2459 شخص في استفتاء اختيار أفضل شخصية فنية في الجزائر عام 2007، فتكرر نفس السيناريو مع اختيار أفضل شخصية رياضية، حيث كانت أكبر نسبة وهي 20.46 بالمائة، مثلت رأي عدم الإعتراف لأي اسم بأن يحوز هذا الشرف، في حين جاء في المرتبة الثانية الشاب جلول الذي اختارته نسبة 17.32 بالمائة كأفضل شخصية فنية وذلك تكريما له على اعتزاله الغناء، وهو الحدث الذي كانت الشروق سباقة إلى نشره ولقي استحسان عدد كبير من القراء، ما انعكس على نتيجته إيجابيا خلال التصويت الذي جعله يحتل المرتبة الأولى بين الأسماء قبل الفنان لخضر بوخرص الذي تحصل على نسبة 16.63 بالمائة متبوعا بالفنان لطفي دوبل كانون ب 15.17 بالمائة ثم الشاب خالد ب 8.42 بالمائة. صدام حسين.. دوليا بدون منازع على الصعيد الدولي استقطب استفتاء اختيار أبرز شخصية صنعت الحدث الدولي خلال العام 2007 اهتمام 2869 شخص عبروا عن رأيهم، حيث حصل الرئيس العراقي السابق صدام حسين على أغلبية الأصوات، إذ نصبته نسبة 42 بالمائة كأبرز شخصية دولية خلال 2007، وذلك نظرا لأن العام 2007 بدأ أصلا بصدمة إعدامه فجرا، وكان صدام متبوعا بالرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الذي حصل على نسبة 21 بالمائة، وذلك بسبب الحرب الدبلوماسية الكبيرة التي يقودها ضد العالم الغربي الذي يريد أن يحرم بلاده من التكنولوجيا النووية، في حين حل الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله في المرتبة الثالثة، كونه كان نجم الحرب الأخيرة والإعتداء الإسرائيلي على لبنان، وذلك بعدما نجح في إلحاق هزيمة تاريخية بالكيان الصهيوني، الذي لجأ إلى استهداف المدنيين بعدما فشل في تركيع العسكريين الذين كان يقودهم حسن نصر الله، الذي حصل على نسبة 12 بالمائة من إجمالي عدد الأصوات، متبوعا باسماعيل هنية رئيس حكومة حركة حماس المقالة، بسبب نجاحه في السيطرة على قطاع غزة بعد نزاع داخلي فلسطيني تغلب فيه على غرمائه في حركة فتح. متابعة: نسيم لكحل