قد يختلف البعض في تقويمهم لمرحلة ما بعد الاستقلال لكن ما لا يقبل الاختلاف عليه هو أن الجزائر ومهما تعددت الكبوات والهزات وهذا شيء طبيعي يحدث في كل بلاد العالم حديثة الاستقلال، قد أثبتت لكل العالم بأنها صامدة صمود الذين صنعوا استقلالها وشامخة شموخ أولئك الذين كتبوا أروع صفحات البطولة فيها من شهداء ومجاهدين قدموا الغالي والنفيس من أجل الحرية والانعتاق من ربقة مستعمر رفض ويرفض حتى الآن الاعتذار عن جرائمه في حق شعب وبلد نهبت خيراتهما وثرواتهما على امتداد 130 سنة. ومن الطبيعي أيضا أن يختلف بعض أبناء الجزائر حول كيفية إدارة الحكم وفي كيفية التعامل مع الأزمات والكبوات، لكن ما لا يختلف عليه هو أن الجزائر لم تفقد يوما رصيدها كثورة وكبلد مستقل يدير شؤونه باستقلالية تامة وفي مناخ ديمقراطي الكلمة فيه للشعب من خلال مجالسه المنتخبة ومن خلال قيادة انبثقت من رحم هذا المناخ ومن وسط هذا الشعب الذي رفض الذل فانتفض في ثورة مباركة ورفض التشويش على انجازاته ومكاسبه في مرحلة ما بعد الاستقلال فقال لا لمفتعلي الأزمات والنعرات، ليحمي بذلك استقلاله من كل الشوائب. ويبقى علينا ونحن نعيش الذكرى ال 46 للإستقلال أن نعمل على صيانة النعمة.. نعمة هذا الاستقلال وأن نسعى دوما إلى تكريس مبادئ الدولة الديمقراطية الاجتماعية المتفتحة التي تؤمن بالحوار كأسلوب حضاري مع مكونات المجتمع وتتفاعل مع انشغالات وتوجهات الرأي العام حول السياسات الاقتصادية والاجتماعية والتي تهدف انطلاقا مما تحقق من مكاسب وانجازات إلى تأمين استقلال الجزائر من أي تبعية للخارج.