انطلقت الجمعة الماضي بنيودلهي الهندية الدورة العاشرة لمهرجان "أوشيان سيني" للسينما الأسيوية والعربية وذلك بمشاركة 28 فيلما عربيا من بينها فيلم "البيت الأصفر" للمخرج الجزائري المغترب عمّور حكار. المهرجان الذي يمتد طوال عشرة أيام يشهد مشاركة ثلاثة أفلام عربية في المسابقة الرسمية يتقدّمها الفيلم المصري "جنينة الأسماك" ليسري نصر الله الفائز بجائزة أحسن سيناريو في مهرجان الفيلم العربي الأخير بوهران، وفيلم "ملح هذا البحر" للفلسطينية آن ماري جاسر إلى جانب الفيلم الجزائري "البيت الأصفر" للمخرج المغترب عمور حكار الذي حصد العديد من الجوائز واستقطب اهتمام الكثير من النقاد في الجزائر وخارجها منذ عرضه لأوّل مرة في إطار تظاهرة "الجزائر عاصمة الثقافة العربية" بسبب طرحه وأسلوب معالجته للأحداث التي اعتمد البساطة والقالب الجمالي الذي افتقدته السينما الجزائرية طويلا. الفيلم الذي توّج بجائزة أحسن عمل في تظاهرة "بانوراما السينما الجزائرية" وطاف بالعديد من المهرجانات، وانتزع الإعجاب والإشادة باعتباره عملا جزائريا بامتياز يتّخذ من حياة الجزائريين البسطاء في القرى مادة لصناعة مشاهد درامية بسيطة لكنها معبّرة وحميمية كسّرت تلك الحواجز الاصطناعية التي تفصل الواقع عن الخيال . "البيت الأصفر" إنتاج جزائري- فرنسي مشترك ناطق لأوّل مرّة باللهجة الشاوية يروي قصة عائلة جزائرية في إحدى القرى الأوراسية تفقد ابنها ويحاول الأب أن يساعد زوجته للخروج من حالة الكآبة المزمنة التي تعيشها بعد أن أصابتها الفاجعة في مقتله، فينصحه أحدهم بدهن البيت بالأصفر حتى تستعيد زوجته ابتسامتها، يحاول ذلك لكنّه يفشل فيلجأ لشراء جهاز فيديو لمشاهدة شريط ابنه الذي فقد في حادث سير وخلال هذه الرحلة يعري المخرج الكثير من القضايا في المجتمع الجزائري دون أن ينفي الوجه الإيجابي والمتفائل في حياة الجزائر. مهرجان "أوشيان سيني فان" الذي انطلقت فعالياته بعرض فيلم "سبارو" من كوريا الجنوبية يشهد أيضا بقسم "أفلام برنامج التسامح" مشاركة فيلم "حب وحرب ورب وجنون" للعراقي محمد الدراجي، كما استحدث في دورته الجارية مسابقة للأفلام الروائية القصيرة تعرف حضور فيلمين من مصر هما "ساعة عصاري" لشريف البنداري و"أياد" لكريم فانوس. الأفلام العربية ستكون حاضرة أيضا خارج منافسة المهرجان من خلال ثلاثة أفلام مغربية هي "لولا" لنبيل عيوش و"القلوب المحترقة" لأحمد المعنوني الذي نال جائزة أحسن إخراج في مهرجان الفيلم العربي بوهران مؤخّرا و"سميرة في الضيعة" للطيف لحلو إضافة إلى أفلام مصرية منها "الجزيرة" لشريف عرفة و"في شقة مصر الجديدة" لمحمد خان و"هي فوضى" ليوسف شاهين وخالد يوسف، بالإضافة للفيلم السوري الحاصل على جائزة "الأهقار الذهبي" بوهران "خارج التغطية" لعبد اللطيف عبد الحميد وكذا "عرب وإرهاب" لبسام حداد. ومن الأفلام الفلسطينية التي ستعرض في المهرجان فيلم "حيفا" لرشيد مشهراوي و"33 يوما" لمي المصري و"أتمنى" لشيرين الدبس و"من يوم ما رحت" لمحمد بكري الذي هو وثيقة تسجّل معاناة الفلسطينيين تحت الاحتلال الإسرائيلي في صورة رسالة موجّهة من المخرج إلى معلّمه وصديقه الكاتب الفلسطيني إميل حبيبي 1921-1996. ويضمّ المهرجان قسما لأفلام مأخوذة عن أعمال أدبية منها "باب الشمس" الذي أخرجه يسري نصر الله عن رواية الكاتب اللبناني إلياس خوري، ومدّة الفيلم نحو أربع ساعات في جزأين ويحكي قصة الشتات الفلسطيني منذ ما قبل حرب 1948 إلى ما بعد اتفاقات أوسلو 1993 . ويقدم المهرجان تحية للروائي المصري الحائز على جائزة نوبل نجيب محفوظ بعرض الفيلم المكسيكي "بداية ونهاية" عن روايته الشهيرة وفيلم "الاختيار" الذي كتب له السيناريو وأخرجه يوسف شاهين عام 1970 وفيلم "درب المهابيل" الذي شارك في كتابته وأخرجه المصري توفيق صالح عام 1955 . يذكر أنّ مهرجان "أوشيان سيني فان للسينما الأسيوية والعربية" ينظم من طرف مؤسسة أوشيانس للفنون برئاسة نيفل تولي وأسّست له عبر دوراته المختلفة الكاتبة السينمائية أرونا فاساييف أمّا رئيسته الحالية فهي لاتيكا بادجونكار، وقد عرفت دوراته الأولى غياب السينما العربية التي كانت تقدّم على هامش التظاهرة قبل أن يخصّص منذ الطبعة الماضية للسينما الأسيوية والعربية، حيث يشرف على تنظيم البرنامج العربي الناقد السينمائي العراقي انتشال التميمي.