خصصت مجلة الجيش عددها الأخير للذكرى ال 46 لعيدي الاستقلال والشباب، حيث أكدت في افتتاحيتها أن تاريخ 5 جويلية بالنسبة للجزائر هو رمز للحرية والإنعتاق، وأن المناسبة تعد "لحظة قوية لذاكرتنا الجماعية لتسترجع تضحيات أبنائها الذين قضوا نحبهم وضحوا بأنفسهم من أجل أن تحيا الجزائر حرة، موحدة ومزدهرة". وإذ ثمنت الافتتاحية المؤهلات التي تتوفر عليها، الجزائر، مما جعلها "قوة ضرورية تثير في كل مرة اعجاب واحترام المجموعة الدولية"، فقد أكدت ضرورة تعبئة وحشد هذه الطاقة، لاسيما بالنسبة لمجمل قطاعات النشاط الوطني"المدعوة لإبداء الصرامة والحزم في إنجاز العديد من المشاريع المتعلقة بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية في البلاد". ولتحقيق ذلك ركزت المجلة على العامل البشري بإيلاء الإهتمام لملف الشباب الذي يقع في قلب كل الانشغالات، حيث ألقت بالمسؤولية على كل الإدارات والأعوان الاقتصاديين للبلاد لإقامة تدابير استثنائية تهدف إلى امتصاص البطالة، لاسيما لدى الشباب وإدماجهم في المجتمع، وتم التذكير في هذا الصدد بما بادرت به وزارة الدفاع الوطني من جملة الإجراءات التي تهدف للتخفيف من الأحكام التي تسير مؤسسة الخدمة الوطنية، من منطلق أن "مسؤولية ضمان مستقبل زاهر لجزائر الألفية الثالثة تقع على عاتق شبابنا الواعي تماما بالرهانات الحالية والمستقبلية والمحصن بكل القيم التي صنعت عظمة بلادنا الخالدة"، وهو ما أشار إليه رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، في كلمته بمناسبة ذكرى عيد الاستقلال عندما أكد بأن "شبابنا ينبغي أن يرى صورته الحقيقية المتألقة في طلائع المتفوقين المنتجين النشيطين". وغير بعيد عن ذلك ركز عمود المجلة على أهمية التكوين بتثمين الموارد البشرية، حيث تم الاستشهاد بمقطع من خطاب الرئيس بوتفليقة نشرته المجلة كاملا، حيث أكد فيه ضرورة أن "تؤول إلى الجيل الجديد من الإطارات مهمة تحقيق تحديث الجيش الوطني الشعبي وجعله يضطلع بمواصلة رسالة سلفه جيش التحرير المجيد". وإلى جانب استعراض نشاطات ذكرى عيد الاستقلال كحفل تقليد الرتب واسداء الأوسمة بوزارة الدفاع الوطني، فقد أولت المجلة اهتماما خاصا لتخرج دفعات جديدة من الأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة تحت عنوان: "تكوين يتساوق وما يتطلبه الدفاع العصري". فقد ضم الملف نشاطات مفصلة لهذا الحفل الذي أشرف عليه رئيس الجمهورية، كما أبرزت الأهمية التي تمثلها مدارس أشبال الأمة كونها قادرة "على تدعيم قواتنا المسلحة بجيل نخبوي متشبع بقيمه الوطنية والحضارية". ولم يقتصر الأمر على الأكاديمية العسكرية بشرشال، بل تم التطرق إلى مختلف مدارس الجيش الوطني الشعبي التي تخرجت منها مختلف الدفعات خلال شهر جوان الماضي، حيث تم التأكيد بأن الجيش الوطني الشعبي يسير بخطى ثابتة نحو الاحترافية والعصرنة. كما تضمن العدد الأخير لمجلة الجيش نشاطات الشهر، كالزيارات التي قامت بها وفود عسكرية أجنبية للجزائر، بالإضافة إلى ملفات علمية وتاريخية ورياضية ودولية متنوعة.