أكد رئيس جمعية متقاعدي الجيش الشعبي الوطني السعيد بولقرون في حديثه خص به » صوت الأحرار«، أن ثورة أول نوفمبر تعتبر تاريخ حافل ببطولات وتضحيات مليون ونصف مليون شهيد، منددا بكل الأصوات التي وصلت إلى حد التشكيك في عدد الشهداء، حيث صرح المجاهد أن الاستعمار الغاشم قام بعدة مجازر وأباد قرى بأكملها راح ضحيتها ملايين الشهداء، ليطالب بضرورة سن قانون يجرم الإستعمار الفرنسي وتعويضات عن الأضرار المادية والمعنوية المنجرة عن هذه الجرائم. **ما هو الدور الذي تقومون به بعد 17 سنة من تأسيس الجمعية الجمعية تأسست منذ سنة 1990 وتحصلت على اعتماد من طرف وزارة الداخلية والجماعات المحلية عام 1992، حيث تعتبر اليوم الفضاء الوحيد الذي يلتقي فيه متقاعدو الجيش الوطني الشعبي وكذا الهيئة التي تعنى بالحفاظ على هذه الفئة التي تضم مجاهدي جيش التحرير الوطني، والتي قامت بواجبها أثناء ثورة التحرير الوطني، مؤكدا أن الجمعية ما تزال تدافع عن استقرار البلاد وازدهاره وتدافع عن مصالحه ومصالح أبنائه، من خلال دعمها لمسار التنمية ولم شمل أبناء الوطن الواحد وتوحيد رؤاهم من أجل رقي وازدهار البلاد. **اليوم، تحتفل الجزائر بذكرى 55 لإندلاع الثورة الجزائرية ما تعليقك؟ هذه الذكرى غالية على قلوبنا، فهي فرصة لإستحضار الإرهاصات الوطنية المفعمة بروح المقاومة والصمود والتي ستبقى على مر التاريخ من أهم المميزات النضالية للشعب الجزائري، رغم التنكيل البشع للمستعمر ومحاولة تركيع الشعب بكل الوسائل المتاحة، وكمجاهدين فان هذه المناسبة الغالية تذكرنا بأيام كفاحنا ونضالنا من أجل أن يحيا هذا الوطن ، فثورة أول نوفمبر كانت انطلاقة جديدة في مسار الكفاح المسلح في الجزائر ومفخرة يعتز بها أبنائها إلى يومنا هذا، فهي رمز من رموز استقلال هذا الوطن والبعث الجديد للجزائر الجديدة والحديثة التي ضحى من أجلها مليون ونصف مليون شهيد شارك فيها مناضلين شباب أبطال وشجعان . **ما ردك على التصريحات التي تشكك في عدد الشهداء؟ هؤلاء الناس غير مؤهلين للحكم عن الثورة الجزائرية لان الثورة يعرفها ثوارها الذين تبرعوا بدمائهم الطاهرة من أجل أن تحيا الجزائر التي تنعم اليوم بالحرية، كما أن هؤلاء المشككين في عدد الشهداء يشوشون على تاريخ الجزائر ويريدون زعزعة استقرار وأمن البلاد، ونحن نعلم أن الاستعمار الغاشم قام بعدة مجازر وأباد قرى بأكملها راح ضحيتها ملايين الشهداء منذ قرن ونصف، والمهم أن الثورة انتصرت وهي مليئة بالبطولات والتضحيات العظيمة، فلا أحد يستطيع تشويهها. **ما رأيك في القانون الفرنسي الجديد الذي يمجد الحركى؟ هذا الأمر لا يهمنا فإذا أرادت فرنسا أن تكرم عملائها فهي تمجد ذاتها لا غير، نحن مطلعون على تاريخنا والحمد لله و هذا القرار الفرنسي هو مجرد قانون شكلي لا غير فهم يعرفون كيف يتحايلون على القوانين، فنحن معتادون على مثل هذه المواقف التي تمجد الإستعمار الفرنسي ولكن لن تمس أبدا استقلالية وحرية البلاد، وفرنسا لن تتغير أبدا، فمن واجب الجزائريين والمؤرخين عدم الوقوع في فخهم والمساهمة في تغليط الرأي العالمي وتشويه تاريخنا بأكمله على حساب ذاكرة الشهداء والمجاهدين، وأدعو الحكومة والبرلمان بصفة خاصة إلى ضرورة سن قانون يجرم الإستعمار الفرنسي لما قام به من جرائم ومجازر رهيبة في حق الشعب الجزائري إبان الحرب التحريرية. **أساس التاريخ هو تدوينه وتسجيله وننتظر أن يلعب المؤرخون دورهم في ذلك، ما تعليقك؟ صحيح فقد حان الأوان لتدوين تاريخ الجزائر ذلك من خلال تسجيل وتوثيق شهادات مجاهدين باعتبارها موجودة في ذاكرتهم وليس في الوثائق خاصة مع فقدان العديد منهم، حيث أن هناك تأخر وعرقلة في تدوين التاريخ الجزائري، وأتمنى أن يلعب المؤرخون دورهم في كتابته وجعله مرآة للأجيال الذين يجهلون تاريخ بلادهم بالكامل، فبناء الجزائر مطلوب من جميع الجزائريين بما فيهم الأساتذة والآباء وحتى الإعلاميين الذين لهم الفضل الكبير في إيصال رسالة ومبادئ أول نوفمبر. **كلمة أخيرة لو سمحت؟ إن علاج القضايا يكون بتبصر وعقلانية وعليه لابد من النظر إلى الأمور برؤية مستقبلية، وكمجاهدين بالرغم من إحالتنا عل التقاعد ما زلنا نعتبر أنفسنا جزء لا يتجزأ من الجيش الوطني الشعبي ونقف دوما ضد الفوضى والفساد بكل أنواعه.